Al Jazirah NewsPaper Friday  29/01/2010 G Issue 13637
الجمعة 14 صفر 1431   العدد  13637
 
لما هو آت
الأمان حيث هي..
د. خيرية السقاف

 

صديقة صدوقة, تحرص أن تزوّدني كل أسبوع برسالة أدبية أقرأ فيها بيتاً من الشعر أو عبارة من الفكر, أو حكمة من صندوق الذاكرة, ولعلّني حين أجبتها عن سؤالها لي إن كنت لا أضيق بهذه الرسالة صدراً, بأنني على العكس أترقب رسالتها وأعد لها من وقتي حيزاً, وأستعد لها كما أستعد لضيفة عزيزة, أدري أنها حين تحل, فلا تترك إلا بعد أن تغسل الروح من أغبرة الحياة, وشوائب البشر, ودكن الآلام, فقد كنت أصدقها الحقيقة, ذلك لأنها منتقية بارعة, لها حس فريد في اختياراتها, ولها بعد نفسي شفيف فيما تنتقي من أسفار الإنسان لسانه وجنانه ولغته وفكره وحلمه وواقعه وتجاربه.. ويصدق ذلك لأنها صنعت لها مفتاحاً في النفس, وأشرعت لها باباً في الروح لم يحدث أن أغلقته أي عوارض, ولم تلغ مواعيده أي مشاغل.. آمنة العقاد, رفيقة العمر, وصديقة الدرب, مَن لم تغيّرها صروف الزمن, ولم تغسل عن روحها أمطار المواسم, أي أثر للحظة عبرت بنا, منذ المبتدأ..

تسعدني بهذا البناء الفاره, الذي أقامته في داخلي, لذا أحرص وأنا أنتظر رسائلها, أن أتفكر في تلك الخيوط النورانية التي تبسطها على غيوم الدروب وسرابها.., وأن أقارن بين صداقات عابرة وصداقة فريدة باقية.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد