الرياض - خاص بـ (الجزيرة) :
ما هي أبرز المشكلات التي تواجه الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم التي تعوق استخدامها للتقنية الحديثة في تحفيظ كتاب الله أو في تطوير نظامها الإداري والمحاسبي؟ وهل هي ضعف الإمكانات فقط؟ أم عدم توافر القدرات البشرية المؤهلة؟
هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها عدد من المسؤولين عن جمعيات التحفيظ في مناطق المملكة؟ في الجزء الثاني من الملف الذي تفتحه «الجزيرة» حول جمعيات التحفيظ والتقنية الحديثة فماذا يقولون؟
إدارة التقنية
بداية يشير رئيس الجمعية في المنطقة الشرقية الشيخ عبد الرحمن بن محمد آل رقيب إلى أنه تم توظيف الكوادر المتخصصة في مجال تقنية المعلومات، وإنشاء إدارة تقنية المعلومات في الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن، وتدريب الكفاءات الوظيفية في إدارة تقنية المعلومات للقيام بمهامها على أكمل وجه ومتابعة تطورات وجديد هذه التقنية، وتطبيق تلك التقنيات على أرض الواقع.
مراكز المعلومات
يؤكد نائب رئيس الجمعية بمنطقة عسير الشيخ محمد بن محمد البشري ضرورة توافر الإمكانات المادية الجيدة لمثل هذه الخدمة الجليلة، لأنها تحتاج إلى دعم مالي كبير وإلى أجهزة ومركز معلومات وغيرها من الإمكانات الضرورة واللازمة، وتوفير الإمكانات البشرية الكافية التي لديها الخبرة في استخدام هذه التقنية، وتدشين موقع لكل جمعية يكون فيه كل ما يتعلق بالجمعية من أخبار ورسائل ودروس وخطب عن القرآن الكريم ودعوة غير المسلمين وتحبيبهم في كتاب الله - عز وجل - وفتح بريد إلكتروني لكل جمعية يتم من خلاله إرسال رسائل إلى القوائم
البريدية المسجلة فيه والتواصل مع الجهات الداخلية والخارجية من خلاله.
ضرورة ومهمة
ويؤكد رئيس الجمعية بمنطقة الباحة الشيخ محمد بن عبد الله بن محمد غنام أن التقنيات الحديثة أصبحت ضرورة في كل مناحي الحياة، والجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم تدخل ضمن منظومة مؤسسات المجتمع التي تستخدم هذه التقنيات، إلا أن تعليم القرآن الكريم وتعلمه لا بد فيه من التلقين المباشر فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - تلقاه عن جبريل - عليه السلام - وأخذه عنه - صلى الله عليه وسلم - أصحابه مشافهة، وهكذا ظل على مر العصور إلى وقتنا الحاضر وهذه هي الوسيلة الأجدى التي لا يمكن أن يتم تعلم القرآن متقناً مجوداً مرتلاً إلا بها، لكن هناك مجالات وقنوات أخرى لا بد من دخول هذه التقنية فيها سواء المقارئ الإلكترونية أو المواقع على الإنترنت، أو الأعمال الكتابية والمالية والإعلامية، وهو ما تهتم به جمعيات منطقتنا ولمسنا فائدته الكبيرة، أما عن الوسائل الترغيبية والتحفيزية فإن المسابقات المستمرة سواء على مستوى الحلقة في المسجد أو القطاع أو الجمعية أو المنطقة والمكافأة المعنوية والمادية نلمس لها أثرها البالغ، ومن ذلك تتبع الصفوة القادرة على الرغبة الأكبر في التلقي والإتقان وإعداده إعداداً خاصاً في حلق (المتميزين) تؤمن لهم من خلالها وسائل النقل ويهيأون لإمامة المساجد ومساعدة المعلمين في الحلق.
توفير الجهد والوقت
ويرى رئيس الجمعية بمحافظة الجبيل الدكتور رياض بن عبد اللطيف المهيدب أن التقنية واستخدامها في تحقيق أهداف الجمعيات سواء على مستوى الإعلام أم على المستوى الداخلي للجمعيات له أثره الكبير لأنه يوفر على الجمعيات الجهد والوقت والتكاليف، حيث أصبح التواصل مع أولياء الأمور سهلا وميسورا ويمكن إرسال التقارير سواء للجمعية أو لأولياء الأمور أو التواصل مع التجار وأهل الخير وجميع المستقطعين للجمعية عن طريق الشبكة الإلكترونية.
الإمكانات البشرية
ويوضح رئيس الجمعية بحفر الباطن الشيخ سعود بن عبد الرحمن الدريس أنه يمكن أن تستفيد الجمعيات من التقنية الحديثة لإيصال رسالتها من خلال تزويد الجمعيات بالإمكانات والتقنية اللازمة لأداء رسالتها، وتوفير الإمكانات البشرية المؤهلة في هذا الجانب، وتخصيص أحد اللقاءات السنوية لعرض خبرات بعض الجمعيات في هذا الجانب.
حوافز للعاملين
ويؤكد رئيس الجمعية بالجفر في الأحساء الشيخ سعود بن زيد آل عميقان أهمية التقنية في تطوير أداء الجمعيات من خلال بناء العمل الإداري في الجمعيات على أساس مؤسسي منظم، وتطوير اللوائح التنظيمية للجمعيات الخيرية بما تراه الإدارة العامة للجمعيات الخيرية يواكب متطلبات العصر، وتحديد الرؤية والرسالة والأهداف المرجوة من هذه الجمعيات بوضوح وتكريس العمل على تحقيقها، وتبادل الزيارات والخبرات بين المسؤولين في الجمعيات وتنظيم لقاءات دورية للمسؤولين التنفيذيين خاصة، والتفعيل الحقيقي للنشاط الإعلامي والتعاقد عن طريق الإدارة العامة مع مؤسسات إعلامية للتعريف بالجمعيات ومقاصدها في خدمة كتاب الله تعالى، وتبني الإدارة العامة للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم صرف مكافآت شهرية للقيادات ورؤساء الأقسام في الجمعية لتكون حافزاً للجميع في تطوير الجمعيات والرقي برسالتها.
البريد الإلكتروني
ويؤكد رئيس الجمعية في بريدة الدكتور علي بن إبراهيم اليحيى أن الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في بريدة سعت إلى الاستفادة من التقنية الحديثة، فعملت إلى إيجاد نظام تواصل، وهو برنامج إلكتروني بين الإدارة ومديري المجمعات والمشرفين عبر البريد الإلكتروني ورسائل الجوال، وكذلك البرنامج التقني، وقد وقعت الجمعية عقدا مع متعهد لربط جميع إدارات الجمعية ووحداتها وحلقاتها بنظام إلكتروني يسهل التواصل حتى بين البيت والحلقة وبين الحلقة والجمعية.
برنامج سهل
ويوضح رئيس الجمعية في المندق الشيخ عبد العزيز بن حنش الزهراني أن من وسائل الجمعية تطبيق برنامج (كان خلقه القرآن) وبرنامج (سهل) الذي يساعد على حفظ القرآن وبعض الوسائل التي تعين الإدارة والمعلم والمتعلم على الاستمرار والتوفيق.
مراسلة الداعمين
ويرى رئيس الجمعية بمحافظة القرى بالأطاولة الشيخ عبد الوهاب بن مسفر الزهراني أن الجمعية تستخدم برامج الحاسب الآلي في متابعة أعمال الجمعية المختلفة من حلقات وشؤون إدارية ومالية، ومراسلة الكثير من التجار وأهل الخير والاجتماع بهم، وإيجاد أوقاف ثابتة يكون ريعها لصالح أعمال الجمعية، وضرورة أن يكون هناك موقع خاص بكل جمعية على شبكة الإنترنت، وإمكانية قراءة القرآن وتسميعه عن بعد، واستخدام البرامج التلفزيونية والإذاعية.
الرسائل الإلكترونية
ويبين رئيس الجمعية في قلوة الشيخ خالد بن محمد الغفيص أنه تم - بحمد الله - الاستفادة من التقنيات الحديثة وتسخيرها في خدمة كتاب الله تعالى، وذلك من خلال الحاسب الآلي وجهاز العرض الحديث (البروجكتر) والرسائل الإلكترونية للتواصل مع الداعمين للجمعية عن طريق رسائل الجوال (موبايلي)، وكذلك الاستفادة من الدورات المطروحة سواء لطلاب الجمعية ومعلميها ومشرفيها وكذلك استقطاب المختصين في هذا المجال سواء للتدريس أو العمل في أروقة الجمعية، وكذلك قيام وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بتبني هذه الجمعيات واعتمادها مخصصات لها ودعمها معنوياً ومادياً وبوسائل التقنية الحديثة وغيرها.من خلال الملتقيات التي تقيمها الجمعيات الخيرية لتطوير عملها الإداري والتعليمي والمالي.
تأمين الأجهزة
ويرى رئيس الجمعية في محافظة بلجرشي الشيخ عبد الله بن علي بن عبد الهادي الغامدي أنه من الآليات التي نرى أنها سبب في تفعيل استخدام وسائل التقنية الحديثة في خدمة القرآن الكريم ما يلي بحث إمكان قيام وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد مشكورة بتأمين الأجهزة اللازمة وبعث من يقوم بتدريب واحد من العاملين ليقوم بتشغيلها والإشراف على تفعليها، والاستعانة بخبرات وزارة التربية في هذا المجال من خلال إدارات التعليم في كل المناطق، وتبني الوزارة مشكورة دورة للعاملين على التشغيل والإشراف على الوسائل الحديثة، وكذلك تبني الجمعيات ذات الخبرة المتقدمة في استخدام الوسائل الحديثة لفكرة قبول متدربين في جمعياتهم.
إبراز الجهود
ويقول رئيس الجمعية في محافظة العقيق الشيخ عبد الله بن أحمد القرني: لقد عزمت الجمعية منذ بدايتها على ضرورة التواصل مع وسائل الإعلام المختلفة سواء كانت المقروءة أو المسموعة أو المرئية؛ لأننا على يقين مطلق بأن دور الإعلام هو دورٌ بارز وأنه لا يجب أن يغفل دور الإعلام، فتواصل الجمعيات مع وسائل الإعلام مهم جداً لنقل الصورة الحقيقية للجمعيات ودورها البارز في تعليم أبناء المسلمين كتاب ربهم، ودحراً لما يتردد في بعض وسائل الإعلام المغرضة وتعرضها لجمعيات تحفيظ القرآن الكريم، وقد أمر معالي الوزير - حفظه الله - على أنه يجب الرد على كل ما تتعرض له الجمعيات من هجمات شرسة تريد تشويه سمعتها ورسالتها التي شرفها الله بها؛ ولذا أرى أنه على جمعيات تحفيظ القرآن الكريم ضرورة تواصلها مع وسائل الإعلام لإبراز جهودها ليتمكن الجميع من رؤية أثر القرآن أولاً في إصلاح النشء وتربيتهم على مراقبة الله تعالى من جهة؛ وكذلك إبراز دور جمعيات التحفيظ في تقديم أفراد صالحين لأنفسهم ومجتمعهم ودرء التهم التي توجه إلى الجمعيات من كونها تساعد على تنمية شعور العنف والإرهاب والإفساد لدى الطلاب. من ناحية أخرى، قامت الجمعية بالاشتراك في العديد من البرامج التي تبثها إذاعة القرآن الكريم بالمملكة؛ ومن ذلك الاشتراك في البرنامج التلفزيوني (ناشئ في رحاب القرآن) بتصوير حلقتين وكذلك مشاركة الجمعية في لقاء عبر (البرنامج الثاني) بالإذاعة؛ كما تتواصل الجمعية مع العديد من الصحف والمجلات اليومية لإبراز أهم إنجازاتها على جميع الصعد كما تقوم الجمعية سنوياً بإصدار (التقرير السنوي) وهو عبارة عن مجلة تحتوي على جميع مناشط الجمعية خلال عام منصرم من حيث أعداد الطلاب والطالبات ونتائج الاختبارات وعدد الحفاظ والتقرير المالي للجمعية وكل ما يتعلق بالجمعية ليتم التعرف من خلال هذا التقرير على ما يدور في الجمعية وحلقاتها ليتواصل العطاء مع رأي أفراد المجتمع وكذلك أهل الخير.
التقنية المباركة
ويؤكد نائب رئيس الجمعية في الحجرة الشيخ علي بن أحمد خضر الزهراني أن التقنية الحديثة أصبحت من الضروريات لكل جهة حكومية أو خيرية أو أهلية، فلقد اختصرت الكثير من الوقت والجهد والمال ولا شك في أن الجمعيات الخيرية من أولى المؤسسات بتطويع التقنية وتسخيرها لخدمة كتاب الله تعالى، وقد أحسن من سماها (التقنية المباركة)، ولقد رأينا قيام بعض الجمعيات الكبرى في المملكة بتطويع هذه التقنية بشكل فاق كل التوقعات وهو ما يسمى بالمقرأة الإلكترونية، فقد نشرت تدريس القرآن الكريم وتعليمه لكل فرد في بلد من بلدان العالم وفي أي وقت بل والمقرئ الذي يرغب دون سفر ولا مشقة وهذه من نعم الله علينا التي يجب علينا شكرها.
تشجيع العمل التطوعي
ويرى مدير الجمعية في محافظة سراة عبيدة الشيخ عبد الله بن محمد بن مصلح ضرورة توفير الدعم المادي المناسب للجمعيات من قبل الدولة للقيام بأداء رسالتها، وتشجيع العمل التطوعي وإعطاء المحتسبين في العمل الخيري المزايا المادية والمعنوية في جهات عملهم الأساسية.