Al Jazirah NewsPaper Friday  29/01/2010 G Issue 13637
الجمعة 14 صفر 1431   العدد  13637
 
هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم في المساجد
إبراهيم راشد الهذيلي (*)

 

إن الله سبحانه وتعالى يريد لعباده الاتجاه إليه بإخلاص وتجرد لا يشغلهم شاغل دونه وألا يشرك معه أحد وأن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا، ولا بد أن يقام المسجد على أرض غير مغصوبة أو نجسة ولا بد من تنظيفها وإزالة النجس والوسخ فإن الله طيب لا يقبل إلا طيباً ألا ترى أنه إذا ما دعوت حاكماً أو أميراً تجتهد بإظهار منزلك بالنظافة والزينة، فالله أحق بذلك {خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ} وقد فضل الله بعض المساجد على بعض فالمسجد الحرام الصلاة فيه بمائة ألف ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم بألف والمسجد الأقصى الصلاة بخمسمائة، وأوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن الصلاة بمسجد قباء كعمرة، كما أن من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يأتي مسجد قباء راكباً أو ماشياً ويصلي فيه ركعتين، عن عمر رضي الله عنهما قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يزور قباء أو يأتي قباء راكباً أو ماشياً زادني رواية فيصلي فيه ركعتين رواه البخاري ومسلم وفي رواية للبخاري والنسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأتي مسجد قباء كل سبت راكباً وماشياً، وكان عبدالله يفعله وكان - صلى الله عليه وسلم - أحب إليه الصلاة بقباء من الصلاة بالأقصى. عن عامر بن سعد وعائشة بنت سعد سمعت أباها رضي الله عنه يقول: لأن أصلي في مسجد قباء أحب إليّ من أن أصلي في بيت المقدس. رواه الحاكم وقال إسناده صحيح على شرطهما، ومن هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يدعو بمسجد الفتح الاثنين والثلاثاء والأربعاء وكان جابر يتوخى ذلك.

وعن جابر يعني ابن عبدالله رضي الله عنهما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا في مسجد الفتح ثلاثاً: يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء فاستجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين فظهر البشر في وجهه.

قال جابر فلم ينزل بي أمر مهم غليظ إلا توضيت تلك الساعة فأدعو فيها فأعرف الإجابة. رواه أحمد والبزاز وغيرهما وإسناد أحمد جيد.

فيا أخي المسلم كن حريصاً في تواجدك في المساجد فإن المؤمن في المسجد كالسمكة في البحر، كما ورد في الحديث، وأن الرجل في صلاة ما انتظر الصلاة فلا يفتك الأجر العظيم فإن الوافد في المسجد هو ضيف على الله في بيته، وأن الله أكرم الكرماء والله لا يضيع أجر المحسنين.

(*)الدلم



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد