قبل خمسة أعوام أطلقت وزارة التعليم العالي برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث، وتم ابتعاث عشرات الألوف من الطلبة والطالبات لدراسة الجامعة والماجستير والدكتوراه، وعقب السنوات الخمس الماضية أتصور أن الوزارة قد رأت الكثير من الجوانب السلبية، وعملت على تلافيها، والنواحي الإيجابية فعملت على تعزيزها، وذلك من خلال الإشراف المباشر للملحقيات الثقافية، أو من الطلاب والطالبات أنفسهم.
ولكن هناك مشكلة رئيسة ما زالت قائمة في هذا البرنامج، وأتمنى لو تمت معالجتها لضمان جوانب إيجابية عدة، منها اختصار الوقت والجهد والأموال أيضاً، وهذه المشكلة التي ربما أعاقت مجموعة من الدارسين والدراسات، وعادت بهم من حيث أتوا، ألا وهي مشكلة اللغة، أو لنقل مسألة اللغة؛ فالطالب والطالبة من خريجي الثانويات العامة، أو حتى الجامعات، يذهب إلى الدراسة في الخارج وهو خالي الوفاض من أبجديات اللغة (هذه إحدى نتائج مخرجات التعليم لدينا)، وحين يلحق بالبعثة، ولكي يكون متأهلاً للدراسة الأكاديمية يمضي ما لا يقل عن عام ونصف العام لأنه يبدأ من المستوى الأول في الغالب، وتضيع عليه أكثر من سنة دراسية وهو لم يتأهل بعد للدراسة الجامعية، وقد يتأهل بمستوى ضعيف ينعكس مستقبلاً على تحصيله ويبقى معدله التراكمي في الحد الأدنى؛ فيقع تحت وطأة الزمن المحدد له من وزارة التعليم العالي للبعثة، وبين متطلبات الجامعة!
والمقترح الذي أطرحه بين يدي وزارة التعليم العالي هو: لماذا لا يتم تأهيل الطلاب الراغبين في الدراسة بالخارج لتعلم اللغة الإنجليزية بالداخل، أو على الأقل ثلاثة مستويات (مبتدأ - مقبول - متوسط)؛ لئلا يضيّع الطالب أشهراً عدة وهو لم يتجاوز المستوى المتوسط، وليس بالضرورة أن تنفق الوزارة على برنامج اللغة الإنجليزية محلياً، بل تضع هذا الشرط للطلاب الراغبين في الدراسة، وأن عليهم إحضار شهادة من أحد معاهد اللغة الإنجليزية تفيد باجتيازه المستوى المحدد، وأن هذا الشرط يصبح من الشروط الواجب توافرها في الطالب المتقدم للدراسة.
لو استطعنا وضع هذا الشرط أمام الطلاب لرأينا الجدية لدى لطلاب من هنا، وقبل ذهابهم للدراسة، ولأوقفنا نزيف التسرب من البعثات الذي بدأ يظهر أمامنا، ولأوقفنا مشكلة القلق التي تصاحب الطلاب أنفسهم، ولقضينا على العديد من المشكلات التي تواجه الطلاب عندما يفدون إلى البلدان ولا يستطيعون التفاهم مع المطارات والجمارك والجوازات في بلدان الدراسة سوى بلغة الإشارة، وكأنهم من فئة (الصم والبكم)!!
إنني على علم اليقين أن المسؤولين في وزارة التعليم العالي، وعلى رأسهم معالي الدكتور خالد بن محمد العنقري، ومعالي نائبه الدكتور علي بن سليمان العطية، يولون موضوع الابتعاث جل عنايتهم واهتمامهم، وأعلم أن هذه المشكلة لم تغب عن بالهم، ولكنني أقول إن هذا المقترح وجب الالتفات إليه.. فما مضى كفى.. والله المستعان.
alomari1420@yahoo.com