المغرب - مراكش - عبدالله الكثيري :
المغرب 2010 ستكون أهم وجهات السياحة في العالم هذا ما أراده المنظمون للمعرض الدولي الثالث للسياحة في مدينة مراكش المغربية، حيث تسابق صناع السياحة هناك بإقامة واحد من أكبر معارض السياحة في العالم، أعلنوا من خلاله وفي حملة غير مسبوقة منهجيتهم في استقطاب سياح العالم إلى أرض المغرب.
أكثر من 200 جناح احتواها المعرض الذي أقيم على مساحة 10 آلاف متر مربع قدم فيه المغاربة كل ما تبحث عنه (عين) السائح القادم من الشرق والغرب وحتى من أقاصي كرة الأرض عرضوا فيه أمام الزوار كل فنون السياحة العصرية الممزوجة بالتراث والبيئة والطقس الجميل، وتحطيم الأسعار لجذب أكبر عدد ممكن من السياح إلى المغرب.
مراكش الحمراء
احتضنت مدينة مراكش (الحالمة) والتي تبعد عن العاصمة الاقتصادية للمغرب مدينة (كازبلانكا) أو كما يطلقون عليها الدار البيضاء بأكثر من 200 كيلومتر إلى الجنوب الغربي منها هذا الحدث السياحي الكبير والذي استمر لمدة أربعة أيام ابتداء من 13 إلى 17 يناير 2010 الجاري وكان البرنامج الذي أعده المنظمون المغاربة مكثفاً ومضغوطاً، حيث استضافوا أكثر من 2000 شخصية عالمية من مختلف القارات الخمس بينهم رجال أعمال كبار ومتخصصون في السياحة وفنانون ورجال إعلام جاؤوا للاطلاع على هذا المعرض الذي أحدث نقلة في السياحة العالمية، وسلط الضوء على المغرب لتكون الوجهة السياحية الأولى في العام 2010م.
وقد تخلل المعرض أبرز ما توصلت له السياحة العصرية من صناعات مغربية تقليدية، وعروض فنية شعبية، ومغريات سياحية قل أن تجد لها وصفاً وكان (النت) هو القاسم المشترك بين عروض شركات السياحة المغربية بدلاً من الطريقة التقليدية وهي الدفع مسبقاً للشركات السياحية المنظمة للرحلات السياحية أو السياحة الفردية التي لا تخلو من المفاجآت.
كان هدفهم هو الدخول إلى مواقع هذه الشركات عبر (الإنترنت) وقراءة العروض السياحية المغربية بدءاً من حجز التذكرة حتى العودة مروراً على البرنامج المعد مسبقاً من خلال الإقامة في أحد الفنادق الراقية والجولات السياحية من خلال برنامج دقيق يشرف عليه مرشدون وخبراء في السياحة المغربية وكان هدفهم الأول هو التعريف ببلادهم وتفعيل السياحة لتكون مورداً اقتصادياً هاماً للمغرب التي حباها الله بكافة الأجواء التي يبحث عنها السائح، فهناك الشواطئ الدافئة وهناك جبال الثلج المترامية لعشاق التزلج وهناك الأمطار والشمس المشرقة والرمال الناعمة، بمعنى أن المغرب هي قارة في دولة واحدة تحتوي على كل ما يبحث عنه السائح.. فبدلاً من أن يزور عدة دول يذهب إلى المغرب فقط ليجد كل شيء أمامه من مغريات السياحة.
Travel Market
(الجزيرة) كانت من بين الصحف العربية والعالمية المدعوة إلى هذا المعرض، حيث وجهت لها الدعوة من أحد كبار المنظمين للمعرض وهو السيد كمال رحال السلمي صاحب وكالة (Travel Market) وهو من أشهر رجال الأعمال وصناع السياحة في المغرب، وقد أعلن أن الهدف من إقامة هذا المعرض الكبير هو تشجيع السياحة إلى المغرب بأحدث الطرق العصرية وبأرخص الأسعار العالمية، وبدوري أقول إن المغاربة كانوا أذكياء حين اختاروا مدينة مراكش الحمراء أو ما تسمى (مراكش المنارة) مقراً لهذا الحدث السياحي العالمي، وعلى الرغم من أن كل مدن المغرب تتمتع برونق مميز لها بدءاً من أغادير ومروراً بالدار البيضاء والرباط وانتهاءً بطنجة، ولا أنسى فاس ومكناس وتطوان، أقول بالرغم من ذلك إلا أنهم وفقوا في اختيار مدينة مراكش في هذا الفصل من السنة وهو فصل الشتاء، والغريب أن هذه المدينة الحالمة والهادئة والتي تتميز بيوتها وفنادقها وقصورها المطلية باللون الأحمر أنها تتمتع بطقس يميل إلى الدفء، والأغرب من ذلك هو أنها تحيط بها جبال كالسوار في المعصم، وهذه الجبال الشاهقة كساها الخالق باللون الأبيض وهو الثلج، وما أجمل لحظة الغروب حين تعانق أشعة الشمس هذه الجبال البيضاء دون أن تنزف قطرة واحدة من الماء!!.
إن هذا المعرض لم يقتصر فقط على العروض السياحية وتعريف الضيوف بالسياحة المغربية العريقة وإنما تجاوز ذلك إلى وضع برنامج مكثف، تلاه عروض فنية مراكشية وجولات سياحية على أرجاء المدينة الحالمة وسهرات خيالية من ألف ليلة وليلة، وجولة حرة في ساحة الفناء الشهيرة، حيث تجد الثعابين الضخمة تتراقص على أنغام المزمار المغربي، وتشاهد الصناعات التقليدية النادرة وتشاهد بعض الألعاب السحرية التي تسرق العيون.
عموماً النجاح الذي تحقق لهذا المعرض كان على عيون ووجوه الأجانب الذين حضروا من مختلف دول أوروبا وأمريكا الجنوبية وآسيا وإفريقيا.. وقد أثبت المغاربة أن المغرب هي الوجهة السياحية الأولى في العالم العربي، حيث سبقت بإمكاناتها وعروضها وخدماتها دولاً سياحية عربية مشهورة مثل لبنان ومصر وتونس، لأن المغاربة باختصار قالوا كلمتهم للعالم نحن بلد سياحي عالمي يستحق الزيارة وبشعار يقول (احضروا إلى بلدنا وستجدون ما يسركم).