فُجعت محافظة الرس يوم الأحد 9-2-1431هـ، بفقد رمز كبير ووجيه فريد ليس على مستوى المحافظة فحسب.. ولكنه فقيد المنطقة والوطن، إنه باب من أبواب الخير بارك الله في ماله فسخّره للفقراء والمحتاجين والأرامل والمعوزين.. لم تعلم يمينه ما تنفق شماله زرع الفرحة ونشر البسمة في أسر عديدة.. إنه أمة عظيمة ورجل بألف، إنه ابن الوطن الشيخ صالح بن مطلق ناصر الحناكي - رحمه الله - عميد أسرته.. تردد ذكره على كل لسان..
وفي يوم وداعه الاثنين 10-2-1431هـ، صُلي عليه في مسجده الجامع الواقع على شارع الملك فيصل بحضور أصحاب السمو الملكي الأمراء والفضيلة العلماء وجمع كبير من محبيه من مختلف مناطق المملكة، وقد غصّت بهم الشوارع المحيطة بالجامع وبجوار المقبرة كان هناك جمع عظيم.. وقد لبست محافظة الرس ثوب الحزن والأسى لفقدان حاتم الرس.. لقد كان يوماً مختلفاً توافد المعزّون من مختلف مناطق المملكة بصورة لم يسبق لها مثيل رغبة في الصلاة عليه وتقديم واجب العزاء لأولاده وذويه والذي استمر إلى قرب غروب الشمس.. إن لسان الحاضرين يلهج له بالدعاء والمغفرة والرحمة وأن يسكنه الله فسيح جناته وأن يثبته بالقول الثابت.إن الشيخ صالح الحناكي نهر من الخير جار واستمر يتدفق، إنه مجموعة جمعيات خيرية شعارها البذل والعطاء والكرم والسخاء.. عطاء بلا منّة يراد به وجه الله.. وفي رمضان حكاية أخرى في مضاعفة الإنفاق.. فكم وقف المحتاجون على بابه صفوفاً طويلة لنيل هدية خيرية من نفس زكية.. لقد كان - رحمه الله - مدرسة مفتوحة في الجود والكرم يتعلّم منها الآخرون.الشيخ صالح - رحمه الله - امتدت يده الحانية إلى مسقط رأسه محافظة الرس والتي عشقها فكانت تبني وتعمر وتشيد هدايا معمارية مجانية لهذه المحافظة الغالية.. فهي تبني المرافق داخل المستشفيات وتعمّر المساجد والجوامع وترمّم وتفرش وتؤثّث بملايين الريالات.. حتى التعليم العالي والعام كان له بصمة فساهم في بناء الصالات والقاعات، وكذلك تكريم أبناء الرس المتفوّقين عدة سنوات.. كما ساهم في تكريم حفظة كتاب الله بجوائز مادية وعينية، هذا إلى جانب دعمه للجمعيات الخيرية على مستوى الوطن.إن أبا مطلق كان مضيافاً ورمزاً للكرم واستقبال ضيوف المحافظة من الأمراء والمدراء والمسؤولين في عدة مناسبات، كما احتضن أفراد وشباب أسرته في اجتماع دوري وكان عوناً لهم في السراء والضراء.. لقد تعدى كرمه حتى العاملين معه في مؤسساته وشركاته.. فكم واسى عاملاً أو موظفاً.. إنه مدرسة في الأخلاق الفاضلة فهو يشارك الأهالي أفراحهم وأحزانهم ويعود مرضاهم بنفس متواضعة بعيداً عن الكبر والتعالي..
لقد ترك ثروة غالية هم أولاده الذين ساهموا مع والدهم في هذا المشوار الطويل وكانوا خير عون له في مسيرة البداية..لقد كانوا نعم الأولاد لوالدهم..
وقبل الختام أتقدم إليهم بخالص العزاء وصادق المواساة في وفاة المغفور له بإذن الله تعالى والدهم رحمه الله تعالى وإلى بناته وزوجاته وإلى جميع أسرة الحناكي في مناطق المملكة العربية السعودية.. سائلين المولى عزَّ وجلَّ له المغفرة والرحمة وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان، كما أعزي نفسي وأهالي محافظة الرس في المصاب الجلل، وتلك سنَّة الله في خلقه {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
الرس