Al Jazirah NewsPaper Friday  29/01/2010 G Issue 13637
الجمعة 14 صفر 1431   العدد  13637
 

مات الحناكي وفقده الملايين
صالح بن محمد المزروع

 

يدرك ماجد بن صالح الحناكي حجم العلاقة ومقدار الود والمحبه التي تربطني بوالده، المغفورله بإذن الله، الشيخ صالح بن مطلق الحناكي أحد وجهاء وأخيار هذا الوطن، حيث لم تنقطع اتصالاتي به طيلة فترة مرض والده، وفي أحيان كثيرة كان يتصل بي ويبادرني بقوله: الوالد يبي يكلمك يا أبو محمد..وكان كثير السؤال عن أخوالي وأعمامي وأنسابي وأولادي كما هي عادته عندما كان بصحته وعافيته.. أبو مطلق عاش حياة صعبه في بداية حياته، وكان ساعد والده الأيمن في البيع والشراء، وكان باراً بوالديه، نشأ كريماً محباً للخير، بذل جهداً يسجل له في المطالبة للمشاريع للرس مع رفيق دربه المرحوم بإذن الله الشيخ حمد المالك، وعمل بالتجارة وكان التوفيق حليفه، فقد توسعت تجارته، فلم ينس واجبه الاجتماعي والإنساني، فكان يكفل الأيتام ويعطي من حر ماله للضعيف وذوي الحاجة، فرج كثيراً من الكرب لكثير من المحتاجين، وكان قصره مفتوحاً للجميع بمن فيهم ضيوف الرس من الأمراء والوزراء والمسؤولين..أبو مطلق كان في قمة التواضع لذلك أحبه الناس على اختلاف طبقاتهم، وفي السنوات الأخيرة كنت ملازماً له بشكل يومي بحكم أن ابنه عبد الرحمن قد كلفني مشكوراً بتأليف كتاب يحكي سيرة والده، وكنت ألازمه وأسجل ما يقول، كان مجلسه يعج بالوافدين الذين يقدمون للسلام عليه، وذوي الحاجات..

وكان لديه رحمه الله حس إنساني رفيع، بحيث إذا كان هناك صاحب حاجة فإنه يوعز إلى أحد أبنائه الحاضرين بمعرفة حاجة ذلك الشخص، ثم يأتي الابن ويذكر لوالده أن حاجته تكمن في كذا وكذا، فيقول له أن يتعشى، وهذا معناه أن حاجته مقضيه أو أن يقول لابنه قل له يجي باكر للمكتب، ولا أذكر أن الشيخ - رحمه الله - رد صاحب حاجة.

قام أبو مطلق بعمارة المساجد في كل مكان، وتبرع للمستشفيات بالعديد من المباني والأجهزة الطبية، وأنشأ قاعة بتجهيزاتها بكلية إعداد المعلمين، تبرع للجميعات الخيرية سنوياً بمبلغ مالي كبير لتشجيع المتفوقين من الطلاب، قام بعمارة الفلل الخيرية وهو مشروع ضخم به العديد من الفلل للمحتاج من أقاربه، ويدعم المناسبات الوطنية، وساهم في زواج كثير من الشباب وكان يوزع المواد الغذائية على امتداد ثلاثة أشهر آخرها شهر رمضان، وقد وقفت شخصياً على التوزيع، وكانت السيارات على امتداد أربعة كيلو مترات..

هذا هو أبو مطلق يعطي بسخاء، يبتغي مرضاة الله، نحسبه كذلك والله حسيبه.. هذه نبذة بسيطة لمسيرة رجل من خيرة الرجال في مجتمعنا السعودي، وهو بحق خسارة عظيمة، ومن قدر له وحضر الصلاة عليه ومراسم دفنه بالمقبرة وشاهد تلك الجموع التي تتزاحم وتتدافع لتشارك في تشييعه إلى مثواه الأخير، يدرك مكانة الرجل في قلوب الناس..هذه الجموع لم أشاهدها من قبل وهذا دليل الحب الذي يحظى به أبو مطلق رحمه الله فقد كانت جنازته مهيبة حضرها مسؤولون كبار بالدولة من أمراء ووزراء ومحافظين ومسؤولين من كافة أرجاء الوطن، وكان الناس يعزون بعضهم بعضاً، ويتكرر قول (إنه فقيد الجميع)..ولهذا رأيت من الواجب عليّ أن أرثي الوالد والأخ والصديق والقريب إلى قلبي حبيبي الشيخ صالح بن مطلق الحناكي، وهذه المرثية موجهة إلى ابنه ماجد الذي أبكاني في المقبرة وأبكاني في قصر والده والعزاء موصول إلى أبنائه (مطلق وعبدالله وعبدالرحمن و علي ومنيع و إبراهيم و ناصر وخالد و ماجد وسليمان ووليد ونايف وفواز ويوسف وفهد ومساعد وفارس)، وحفيده الدكتور صالح بن عبدالرحمن الحناكي، وبناته وزوجاته،

وأخص زوجته أم نايف، رحم الله صديقي وأخي ووالدي أبو مطلق، وأسكنه في الفردوس الأعلى من الجنة.

لاجت مصيبته لازم نكون راضين

سبحان رب عالم كل الآجال

مصيبه هزت الاقصا والادنين

خلت أهالي الرس تبكي وتهتال

مات الوجيه اللي نحبه لنا سنين

مات الذي تضرب بها اليوم الأمثال

مات الحناكي وافقدوه الملايين

من بعد موته صابتن ضيقة البال

عقب صلاة العصر من يوم الاثنين

صلوا على من يعطي الخير والمال

صلوا على اللي قايم بالمساكين

مابه شبيه له على مر الأجيال

تدافعوا كل الأهالي وعجلين

يشيعون الشيخ والناس ذهال

المقبره ضاقت بكثرا المعزين

والشمس غابت وأكثر الناس ما طال

حسيت في جوفي حرارة براكين

والارض من حدري بها رجف زلزال

جنازته تشبه كبار السلاطين

خلق مشوا بجنازته تذهل إذهال

مابه مثيل له ولا شافت العين

ماله شبيه بالشهامه والافعال

لاقام يهلي بالضيوف الميامين

على الصحن حيل كبيرات وجزال

في مجلسه تلقى جميع المحبين

والعود الأزرق مع أباريق ودلال

ابدعي لأبو مطلق وأبي قولة آمين

يالله تجعل منزله منزل عال

من شعراء الرس


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد