أخوّة الإسلام جعلها رب العالمين أساساً لوحدة كاملة وأمة متماسكة، والمواطن السعودي يعتبر أن الوحدة هي أساس بقاء الأمة وهي السلاح الذي يمنع الأعداء من تحقيق أهدافهم الشريرة! وإن ما نشاهده ولله الفضل والمنة في بلادنا يدعو إلى الاعتزاز، فالمجتمع السعودي يتمتع بالقيم النبيلة التي حثّ عليها الدين الحنيف، ومنها إكرام الضيف ورفع الظلم والأهداف الخيّرة واحدة والغايات
النبيلة هدف لكل سعودي.. نعم نحن شعب واحد وأسرة واحدة لأن ديننا الإسلام الذي لا يعرف التعصب لجنس ولا يعرف ان يقدّم دما على دم، أو لونا على لون؛ لأن أخوّة الإسلام محت كل هذه الفوارق بين الخلق في المجتمع السعودي رجال فتحوا بيوتهم واستراحاتهم ومجالسهم وقلوبهم للناس، هذه المجالس العامرة بذكر الله ثم بأحاديث النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام بوجود أهل العلم وطلبته وبوجود أهل الأدب والأخلاق الفاضلة، رجال نذروا أنفسهم ووقتهم لأعمال الخير قولاً وعملاً وبذل المعروف والمساهمة في البناء والعلم ودعم كل أعمال الخير في بلد الخير تحت قيادة رجل الخير عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين سلطان الخير وسلطان المجد وسمو النائب الثاني نايف الأمن ونايف الوطن.
إن هذه المجالس التي بنيت على الخير لا تسمع فيها نميمة ولا النيل من كرامة أحد ولا التحدث عن أعراض الناس بالقدح، بل تجد رجالا يتسابقون لاختيار الألفاظ الراقية وأعذبها وأجملها في جو يسوده الحب والتآخي واحترام المشاعر ورفع النفس عن كل ما يسيء للأخلاق، في مجالسهم تسمع الشعر والحكمة والأمثال والقصائد التي تتحدث عن الحكم والنصائح وإغاثة الملهوف وتوحيد الصف وعن الوطن ومكانته والتضحية من أجله وعن كل القيم التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالدين الحنيف ومبادئ الإسلام السمحة بعيداً عن كل ما يثير حساسية أحد أو غضب أحد من فئات المجتمع.
في مجالسهم الندوات الثقافية والعلمية والإعلامية والاقتصادية وكل ما هو مفيد للفرد وللشعب في مجالسهم حكايات تتحدث عن الكرم والنخوة وعن سيرة الأخيار صناع التاريخ، نعم نريد مجالسنا هكذا بعيدة عن القول والقيل وعن السب والشتم وبعيدة عن التفاخر وعن حكايات السلب والنهب والغارات والثأر.
نعم نريد مجالسنا مكاناً للعلوم النافعة والابتعاد عن كل العلوم الضارة ولندرك جميعا أن العلم يحرر الإنسان من الجهل ويوسع آفاق فكره ويدفع بالجوارح كلها لتقدم للإنسانية ما تزداد به رقياً ورفعة وتقدماً. إننا عندما نشير إلى أصحاب هذه المجالس الطيبة فإن المجتمع بأسره يسعد بوجود مثل هؤلاء الأفاضل والذين أفعالهم تكفي عن ذكر أسمائهم لأن مجالسهم مدارس يستفاد منها.
****