خلق الله الإنسان في أحسن تقويم وزوده بقدرة الحفاظ على ذلك وفق الفطرة وفي بعض الأحي--ان يحدث طارئ على ما منّ الله به على الإنسان عندما ينحرف هذا الإنسان عن الفطرة وبلطف من الله يحتفظ هذا الإنسان ببذرة هذا التكوين بحيوية كامنة حتى يدرك مكانه من الفطرة. وهذا من فعل الإنسان يصحبه بعض التبدل وتغير طارئ إلى حين.. ومن أسباب ذلك ما يؤثر به الفكر والنفس على هذه المنة الربانية، ومن ذلك قصور الرؤية أو بعض من ظروف طارئة على تكوين الإنسان وقد يتبين من النتائج بعض من ممارسة خاطئة بعدوان على العقل فينعكس الأثر السيئ على النفس والأمة فيضطرب شيء من التكوين، ولذا يحسن بالإنسان الحذر ورقابة الانضباط لديه وبين فترة وأخرى يراجع النفس وما يفكر به العقل وعلى أي من المسارات يسير وحتى يتحقق ذلك فإن لهذا عناصر تعتمد في الأساس على السؤال الذي لا يقفز إلى جواب إلا بعد الرصد الصادق لجوابه. بعض من العناصر قد تنفع وإن اعتمد الإنسان غيرها من العناصر. وهذه العناصر أهمها الاطمئنان على الأساس في بناء شخصيته وأعني المدخل الإيماني وأثره على المتبدل والثابت من سلوكه فمن خلال مدخله الإيماني يتبين مدى ما يستشعره من مخافة الله ونصيبه من التقوى.
فيتم ممارسة الجديد والتجديد وفق النتيجة والاستنتاج، فيتعدل من النفس المسار المنحرف ليلتقي هذا المسار بفطرة الإنسان فيستقيم أمره.
ومن تلك العناصر سؤاله عن السائد من طبعه على كل طبع لديه بمعنى أوضح التعرف وتحديد مفتاح لشخصيته، وهل يتمتع بهدوء أم أنه سريع الغضب وذو مراس صعب من أموره.
موقفه من المال والقصد أن يعرف ما يتعلق بكرمه أو بخله والحس لديه حين يقف مع إنسان في أزمة مالية تتعلق بمعيشته.
انفعاله وتفاعله مع اليتيم وإلى أي حد يحتفي به وكذلك المحروم والفقير والمسكين.
مكانه من الواجب والمسؤولية في دائرة المروءة والشهامة وهل ذلك أصل من طبعه أم من المكتسب الذي عود التنفس عليه، وهل يرى في ذلك نبل يحرص عليه. هل يحسن الظن بالله، ويعبده كأنه يراه. وإن ساء ظنه فهل يفهم أن ذلك من عن نفسه وسوء الظن بها ويتذكر أننا نردد مع كل صلاة بشائر الرحمة الربانية مع تكرار أن الله رحمن رحيم، ونقرأ ذلك بشكل ثابت في صورة الفاتحة مع كل صلاة.
المعادلة التي تؤسس لجسر من علاقة مع الناس، حالها تستقر بفهم المعنى من كاظمي الغيظ والعافين عن الناس وإمكانية تبدل حال عدوه فيصبح صديق حميم.
صلة الرحم وهل هي من لوازم علاقته العامة والخاصة، وهل يؤدي واجبها ويواظب عليها.
بعض من المصالح لا تتحقق إلا بواسطة أو شفاعة فما هو الرأي في ذلك من حيث المبدأ وهل يقبل ذلك قبولاً مطلقاً أم يوجه مساره فيقيم الشفاعة التي يدعمها عرف وقيمة تطور وتقدم أمته من صالح الوطن، أي قدر من نفسه لذلك، وما هو دوره في هذا الأمر.
هل يزكي نفسه أم يوازن بين كل قدراته وحجمه كما هو دون زيادة أو نقصان ومن ثم الحكم.
هذا كله حديث يفترض أن يكون من النفس، وليس في المقترح امتحان لشخص أو إرشاد ووعظ، فالأمر مجرد اقتراح يقبل المزيد من منهجه ويمكن الإضافة والتعديل لكن الفطرة لا تعديل معها.
فكل إنسان في حوار متصل مع الآخر، حول قضايا مجتمعه وأمته وكل داع إنساني يصل إلى مداركه، فمن الأولى أن يسبق ذلك مثل هذا الحوار الذاتي الذي تلزمه الأمانة والصدق والإنصاف، ليجد أن المعادلة في حياته، بمعالم واضحة والحراك الذاتي وفق منهج يخضع للرقابة والمراجعة بين حين وآخر.
إن الإنسان في حواره مع نفسه هو الأقدر على صياغة العناصر الخاصة به وما سبق الإشارة إليه يذكر ويشيد بمثل هذه المحاولة الذاتية والله الموفق.