عانق زعيم القرن الآسيوي الهلال العاصمي البطولة الأقوى محلياً قياساً على التنظيم البطولي المتعارف عليه عالمياً ولا غرابة أن تدين الأرقام لهذا المارد الأزرق بهجوم هو الأقوى ودفاع الأقل أهدافاً أصابت شباكه، والأهم أقل حصولاً للكروت الملونة وتنافس مثير لنجومه على سباق الهدافين لدوري زين، هذه المحصله لم تأت من فراغ بل أصبحت نموذجاً يحتذى به لمن أراد أن يلامس بطولة بحجم دوري طويل النفس وإستراتيجية بعيدة المدى بالتأكيد هذا ما عمله الهلال بقيادة ربانه الطيب الرئيس الخلوق عبدالرحمن بن مساعد.

بعد الفراغ من بطولة العام الماضي بدأ الإعداد والتخطيط للموسم باكراً بدأ من ضخ أموال طائلة لجلب أمهر المدربين ولاعبين عليهم القيمة أثبت مع الأيام نجاحاً باهراً لتلك الصفقات.. هلال هذا الموسم أعيد صياغته بكل احترافيه لعلها الأبرز بين الأندية وربما منذ أن بدأ الاحتراف في ملاعبنا لذا التجربة الهلالية الناجحة قابلة للاستنساخ لمن أراد التميز والصعود لمنصات التتويج, فريق يلعب ويمارس هوايته لتقديم المتعة والانتصارات بعيداً عن التدخل في الشئون الفنية للمدرب وعزل لاعبيه عن جميع المؤثرات الخارجية للتفرغ التام لأداء أدوارهم، هذا ما حصل والنتيجة أنجاز غير مسبوق لأقوى بطولات الموسم قبل نهاية البطولة بثلاث جولات، حيث من الصعب أن يعيد الكرة أي فريق في المستقبل المنظور، زعيم الأرقام والبطولات المحلية والقارية تشرب لغة الصمت وترك للآخرين التنظير والتقليل من المنجز، بربكم فريق يملك هذه الكوكبة من النجوم المحترفة وإدارة واعية وطاقم فني رفيع المستوى وإدارة كرة في منتهى الوعي ونجوم على دكة البدلاء منتهى طموح الأندية الأخرى أن تدفع الملايين لكسب خدماتهم وجمهور في كل مكان هو الأكثر؟ أليس هذا مهراً كافياً لنيل البطولة الأغلى والمنافسة على جميع البطولات القادمة؟ هذه الفوارق التي ميزت البطل بالتأكيد لها اليد الطولى لهذا الطوفان الأزرق.

بالتأكيد الطريق لهذه البطولة لم يكن مفروشاً بالورود لكن العزيمة والإصرار تتحدى كل الظروف والعراقيل ومن أهمها التحكيم ولخبطة اللجان المختلفة، فالبطل يدرك أن كرة القدم لعبة ربما تأخذك بعيداً عن المعقول ومع الإصرار تدين للأمهر والأقوى، ولا يصح إلا الصحيح.. مبروك ليس للبطولة فهذا أمر تعوّد عليه أنصار هذا الزعيم، بل للجهد المبذول والناجح بكل المقاييس ولاعزاء لأعداء النجاح.. وصحيح من قال (يدل على السلع أثمانها).