Al Jazirah NewsPaper Thursday  28/01/2010 G Issue 13636
الخميس 13 صفر 1431   العدد  13636
 
أكثر من عنوان
من وحي الإنجاز الأزرق
علي الصحن

 

لم يكن فوز الهلال بلقب بطولة دوري زين تتويجاً لما قدمه نادي القرن الآسيوي داخل الميدان فقط.. ولكنه إنصاف للفكر الإداري الفذ الذي قدمه سمو رئيس النادي الأمير عبد الرحمن بن مساعد خلال الفترة التي وقف فيها على سدة النادي..

إن ما قدمه (شبيه الريح) أمر يستحق أن يدرس، وأن يتم استعراضه كتجربة إدارية ثرية قدمت مسؤولاً كبيراً يثق في نفسه وفي العاملين معه ويقودهم في مركب واحد لهدف واحد رسمه بدقة ويرفض أن يتنازل عنه.

لقد جاء عبد الرحمن بن مساعد للنادي الآسيوي الأول فعزَّز من مكانته، وساهم في زيادة قوته، وصنع من فريقه الكروي الأول بطلاً لا ينافس، ويكفي أن الهلال الذي صنع محركاته الحالية وأدارها بحنكة رئيسه الحالي قد نجح في تحقيق بطولة الدوري الصعب قبل نهايته بثلاث جولات في إنجاز تاريخي غير مسبوق، يعكس ما قُدّم من عمل وما بُذل من جهد وما صُرف من مال وما وضع من خطط..

شكراً للأمير عبد الرحمن بن مساعد.. ليس لأن الهلال حقق بطولة - لم يطل انتظارها!! - ولكن لأن سموه قدّم نموذجاً جديداً في الإدارة الرياضية..

كيف تثق في الجهاز العامل معك؟

كيف توزع الصلاحيات وتفوض في اتخاذ القرارات؟

كيف تطور من استثماراتك وتعزّز قوى فريقك؟

كيف تخطط وتوجه.. والأهم كيف تنفذ؟

كيف تسافر لظروفك الخاصة ويبقى فريقك قوياً بفضل ما قدمته له والبنى الأساسية التي وضعتها له؟

كيف تحضر أفضل المدربين وتمنحهم (الخيط والمخيط) وتتفرّغ لما هو منوط بك من أعمال دون أن تتدخل في عمل الآخرين!

إنها أسرار إدارية يصعب فك شفرتها على غير إداري ناجح مثل الأمير عبد الرحمن مساعد..

الآن.. هل تكفي كلمة شكراً لعبد الرحمن بن مساعد..

لا أظن ذلك.. ولا أظن ذلك إطلاقاً..

منذ أن أمسك سامي الجابر بزمام الأمور الإدارية في الفريق الهلالي وهو يتعرّض لأنواع النقد والتقليل من عمله وشأنه والرهان على فشله..

لكن سامي الذي لم يسمح لهم وهو شاب يافع ما زال يضع الخطوة الأولى في ميادين الكرة، لم يكن يسمع لهم أو يتأثر برأيهم وقد كسب من الخبرة الكثير داخل الملعب وخارجه..

إن من ينال من سامي لا ينال إلا من نفسه، وإن من يقلّل منه لا يقلّل إلا من نفسه فقط..

ألا قاتل الله الحسد.. ألا قاتل الله الحسد.

في عامه الـ54، حقق الفريق الهلالي إنجازه الـ49.. بمعدل 90.7% بطولة كل عام..

أي أن البسمة لم تفارق الشفاه الزرقاء طوال تاريخه!!

عرف المحياني كيف يختار.. وارتاح بعد أن (استخار)..

ظل اللاعب الشاب يبحث عن فرصته التي حجبتها وفرة النجوم..

.. كان عيسى يثق في إمكانياته..

لذا.. لم يعر من قلّلوا من قدراته.. وشككوا في نجاحاته أي اهتمام..

.. صبر النجم وفي النهاية ظفر..

.. وسجّل هدفاً سيظل عالقاً في الأذهان!

.. قبل أن يمضي المحياني شهره السادس مع الهلال..

لعب نهائياً.. وحقق بطولة..

.. وهو موعود بالمزيد..

هل عرفتم الآن..

لماذا اختار عيسى الهلال؟ منجم الذهب؟

يقول الأمير عبد الرحمن بن مساعد في رائعته الخالدة.. (شبيه الريح):

(وصبري صبر بحارة..

بغوا في اليم محارة..

وغشاهم موج...)

لكن سموه لم يحتج إلى صبر البحارة مع الزعيم.. فها هو يشاهد نتائج عمله بطولات وإنجازات تترى في كل يوم..

الزعيم كسب هذا الموسم بطولة الدوري ونواف العابد.. هذا اللاعب النحيل الذي يملأ الملعب فناً وإبداعاً وحيوية.. وما يميزه عن غيره روحه الوقّادة وحماسته المنقطعة النظير.. الأمر الذي يؤكّد أن الكرة السعودية موعودة.. بإذن الله.. بلاعب مختلف جداً متى ما حافظ على موهبته وابتعد عن مسببات دفن إبداعه.

الحرف الأخير لبندر الخمشي:

(الهلالي والمنصة..

حسبة الأخ وشقيقه..

أمهم.. جابت.. هذولا.. بعدهم صارت عقيم)



sa656as@yahoo.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد