Al Jazirah NewsPaper Thursday  28/01/2010 G Issue 13636
الخميس 13 صفر 1431   العدد  13636
 
نوافذ
المستقبل
أميمة الخميس

 

(24x60x7).. هي معادلة المستقبل التي أعلنها محافظ الهيئة العامة للاستثمار عمرو الدباغ كعنوان لمرحلة قادمة، والمعادلة تلخص سبل تقديم الخدمات في المدن الجديدة، حيث سيكون تقديم الخدمة خلال 60 دقيقة.. وعلى مدار اليوم والأسبوع.

هذه المعادلة (التي تشبه معادلة أينشتين المعقدة حول الزمن) بالنسبة لدول العالم الثالث المعرقلة دوماً بهيمنة القطاع العام، والمسارات البيروقراطية التي تنهك الاقتصاد وتشتت الجهود، ستصبح مؤشراً.. وبطاقة دخول للمدن الحديثة في المملكة إلى ميدان التنافسية العالمي.. فالمرحلة ابتدأت تختار لها عناوين أخرى، وهويات مختلفة، ومنظور رؤية مختلف.

فالمملكة اختارت أن تتجاوز دورها التقليدي (كمحطة وقود للعالم) باقتصاد ريعي بسيط.. وبدأت تخطو نحو تحويل القيمة الاستثمارية من مادة خام قابلة للنضوب باتجاه الموارد البشرية، وروح المبادرة، وتأصيل روح التنافسية كوقود مستقبلي.

وهذا بالضبط ما يسعى له منتدى التنافسية الرابع في الرياض، ولا سيما أن الخليج سيكون بحاجة إلى 10 ملايين وظيفة في السنوات العشر المقبلة، كما أشارت الجلسة الثالثة من جلسات المنتدى، وحيث أجمعت جلسات المنتدى عبر عدد من الخبراء الاستثماريين العالميين إلى مصيرية تفعيل خطط راديكالية على مستوى التعليم والتدريب والتأهيل باتجاه مستقبل يبرق بالوعود.. حيث سيكون هناك خطط تنمية مستدامة، تخلق هدوءاً واستقراراً للمنطقة عبر النمو الاقتصادي، وفرص عمل، وحراكاً اجتماعياً واعياً يستطيع أن يستوعب خيارات المستقبل.

التنمية منظومة متصلة.. والمرحلة لن تعفي من يكتفي بالمشاهدة، وترقب الفرص للشماتة.. مجتمعات شابة يُمثِّل الشباب فيها نسباً كبيرة، جميعها ستصب في سوق العمل عاماً إثر الآخر، وهي سوق ستكون متطلبة، وذات مواصفات عالية، ولا حيز فيها إلى روح السلبية والتواكل وانتظار الاقتصاد الأبوي المعهود من الدولة.. والذي حوَّل الكثير من المؤسسات الحكومية إلى ركام بشري من البطالة المقنعة تعيش على رواتب تشبه الضمان الاجتماعي مع غياب روح المبادرة والفاعلية الجالبة لبيئة الإبداع والابتكار.

صنَّف البنك الدولي المملكة في المرتبة 13 على مستوى المناخ الاستثماري فيها، وهذا بالتأكيد يعكس متانة الوضع الاقتصادي المحلي، وإن كانت الكثير من الدوائر المهتمة تطمح إلى المزيد من الشفافية والأنظمة والقوانين القضائية التي تخلق مناخاً آمناً وإيجابياً للمستثمر العالمي.

بالطبع الأمر يتطلب إرادة جمعية، ووعياً بأهمية النمو الاقتصادي كقرار مصيري يتعلق بمستقبل الدولة والأجيال التي تتلمس طريقها باتجاه الغد، وما من حيز الآن إلى الأصوات الداعية إلى الانغلاق والتقوقع والانقطاع عن العالم، فالتاريخ الآن يقوم بعملية فرز دقيقة بين الذين اختاروا المستقبل، وأولئك الذين اعتمروا خوذاتهم الحجرية، ورفضوا أن يأذنوا بمرور مواكب التنمية.

منتدى التنافسية أُقيم في مركز المملكة.. والذي بدوره تعرض إلى تهديد الأسبوع الماضي، وهل هناك علاقة بين الحدثين؟.. هل ما زال خفافيش الظلام يتربصون بخيوط الضوء التي تنسحب على المكان؟




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد