أزال الملحق الثقافي السعودي في الولايات المتحدة الدكتور محمد العيسى ملامح القلق الذي ينتاب الطلاب والطالبات المبتعثين بشأن الأوضاع الدراسية والمعيشية في أمريكا، معتبراً أن الملحقية لم تتلق خلال الفترة الماضية من برنامج الابتعاث أي شكوى من الدارسين الذين وصل عددهم إلى23500 طالب في مختلف الولايات، وهو العدد الذي يتوقع أن يصل خلال سنوات قليلة إلى 30 ألف سفير وسفيرة كما يصفهم الملحق السعودي في واشنطن.
وأوضح اللقاء المفتوح الذي أقيم على هامش المعرض الدولي للتعليم العالي وضم كذلك الملحق الثقافي الأمريكي في المملكة السيد وليام أوين بحضور عدد كبير من الطلاب المبتعثين الذين امتلأت بهم القاعة المدرجة في أرض المعارض، حيث تم النقاش حول كثير من الشؤون الدراسية والإجراءات النظامية والقانونية التي يحتاج المبتعث إلى معرفتها.
وكان السيد وليام أوين قد تحدث في بداية اللقاء النقاشي عن سعادته بالمعرض الدولي للتعليم العالي وترحيبه بالمبتعثين الجدد إلى بلاده، معتبرا أن برنامج الابتعاث يعكس أهمية العناية بالعلم الجيد الراقي الذي يخدم البشرية ومشيرا في هذا الصدد إلى اتفاق قيادتي البلدين على تبادل الجهود البحثية والأكاديمية وطلب أوين من الطلاب الاستفادة من وقتهم والحرص على اكتساب المعرفة مؤكدا أن شعب بلاده يوفر البيئة المناسبة لذلك معلقاً في حديثه للطلاب السعوديين «لاتشعروا بأي توتر، سوف تدهشون من سرعة انسجامكم في المجتمع الأمريكي».
كما أكد الملحق الثقافي الأمريكي وجود إجراءات الأمن و السلامة في المطارات وأنه سيتم تطبيقها على كل القادمين للولايات المتحدة موضحاً في أحد إجاباته أن متطلبات الفيزا تتم بالطريقة نفسها مع الطلاب القادمين من مختلف دول العالم.
بدوره، أشاد العيسى باختيار الطلاب للولايات المتحدة لإتمام دراساتهم العليا معتبراً أنها تطبق النظام التعليمي الأفضل على مستوى العالم بجانب ما يتمتع به شعبها من تحضر وصداقة وحب للتواصل مع كل الجنسيات، وقد أكد الملحق السعودي في أمريكا حرص الملحقية على توفير أفضل بيئة مناسبة للطلاب من خلال تأمين الاستقبال وسرعة فتح الملفات خلال ساعات من وصول المبتعث وإصدار البطاقات الخاصة بالملحقية والمساندة في إنهاء الإجراءات والتنسيق مع الجهات التعليمية المختلفة في أمريكا. ويضيف العيسى: « قمنا بتوفير وحدات طوارئ، وأطباء، و 27 خدمة إليكترونية في موقعنا يستفيد منها أكثر من 1000 مبتعث يومياً، إضافة إلى تعاقد الملحقية مع شركة متقدمة في مجال التأمين الصحي الذي سيشمل كافة المبتعثين ومرافقيهم ويسري داخل أمريكا وخارجها».
وقد تحدث العيسى عن وجود حوالي 104 أندية طلابية سعودية منتشرة في مختلف الولايات وهو ما يعتبره تجربة فريدة في العالم، وأكد أن هذه الأندية تستفيد من كل إمكانات الجامعة وتقوم بتقديم برامج ثقافية واجتماعية كما أن لها رؤساء يعملون على تذليل العقبات للطلاب المبتعثين وذلك في ظل اتصال مباشر واجتماعات متجددة مع الملحقية كان آخرها في سان فرانسيسكو.
الملحق الثقافي السعودي الذي نصح الطلاب بالاستفادة من هذه التجربة كونها فرصة للتعلم والتطوير ودعاهم إلى عدم النظر إليها على أنها «رحلة سياحة مدفوعة التكاليف» أجاب على أسئلة الطلاب حول الإجراءات الأمنية الجديدة في المطارات الأمريكية بقوله «أطمئنكم وأطمئن أهاليكم أنه ليس هناك ما يدعو للقلق على أبنائكم، هناك إجراءات بسيطة يتم تطبيقها على كل الرحلات القادمة على أمريكا وقد تأكدت بنفسي أن الإجراءات في صالة القدوم لا تتجاوز 15 دقيقة». وقد أشار العيسى في هذا السياق إلى أن الملحقية تقوم بتنسيق وتواصل مستمر مع كثير من الجهات الرسمية والقطاعات الأمنية في الولايات المتحدة بما في ذلك أجهزة الCIA ومكتب التحقيق الفيدرالي FBI.
وفيما ذكر العيسى أن زيارته الحالية للمملكة تتضمن التباحث مع وزارة التعليم العالي بشأن احتياجات الملحقية أشاد بما لمسه من حرص الوزارة على توفير كل متطلبات المرحلة القادمة في ظل استمرارية وتوسع برنامج الابتعاث.