في يوم الأحد 9-2-1431هـ فقدت منطقة القصيم رجلاً من رجالها المخلصين، إنه الرجل الصالح - صالح بن مطلق بن ناصر الحناكي رحمه الله برحمته الواسعة. ولد الفقيد في قرية البطاح التابعة لمحافظة الرس في رجب من عام 1346هـ ونشأ فيها بتربية أبوية كريمة، ثم نزح مع أبيه إلى الرس وهو يافع وتعلّم فيها ولازم علماءها وهو من سلالة علماء أجلاء؛ فجده وجده الثاني من تلامذة آل سليم ومن تلامذة جدي الشيخ صالح بن عثمان القاضي وشيخي عبد الرحمن بن سعدي وكذا عمه سالم الحناكي وقد تنقلا في سلك القضاء. |
نعود لفقيدنا وهو من الأجواد؛ فهو مضرب للأمثال في الكرم والجود والعطف على الفقراء واليتامى والمحاويج وله أعمال خيرية من عمارة المساجد والمساهمة في كل عمل خيري، ولا بد أن تراه في الطليعة وصولاً للرحم بشوشاً لا تفارق البسمة شفتيه. |
أثنى عليه أهالي المنطقة، وفي الحديث: أنتم شهداء الله في الأرض. يحج ويعتمر عاماً بعد عام، وبالجملة فهو فوق وصف الواصفين، ففي سيرته العطرة فليقتد المقتدون وليتنافس المتنافسون، ولمثل طريقه المثلى فليعمل العاملون.. عرفته قبل عشر سنوات في مكة ونادمته فكان نِعمْ النديم ونعم الجليس ولقد يصدق عليه قول الشاعر: |
تعوَّد بسط الكف حتى لو أنه |
ثناها لقبض لم تطعه أنامله |
تراه إذا ما جئته متهلّلاً |
كأنك تعطيه الذي أنت سائله |
ولقد أكثر المعاصرون له الثناء الحسن لسبرهم سيرته العطرة وهم شهداء الله في أرضه وهو محل الثناء والمدح. وقال صلى الله عليه وسلم لمن أثنوا عليه خيراً دخل الجنة، وقال بعض الأئمة موعدكم يوم الجنائز. ولا يفوتني أن أواسي ذويه وأسرته ومحبيه بتعزيتي لهم خصوصاً ولسائر المنطقة بوجه عام.. وقد تعجز النساء أن يلدن مثله في كرمه وبذله وعطائه. |
لعمرك ما الرزية فقد مالٍ |
ولا فرس يموت ولا بعير |
ولكن الرزية فقد شخص |
يموت بموته بشر كثير |
إن في الله عزاءً من كل مصيبة وخلفاً من كل هالك ودركاً من كل فائت.. و(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ). |
محمد بن عثمان الصالح القاضي |
أمين المكتبة الصالحية بعنيزة |
|