Al Jazirah NewsPaper Thursday  28/01/2010 G Issue 13636
الخميس 13 صفر 1431   العدد  13636
 
جوانب من حياة الشيخ صالح المطلق الحناكي
عبد الرحمن بن سعد السماري

 

الإنسان خلق في كبد.. وحياتنا مليئة بالمفاجآت.. ومن تلك المفاجآت ماهو محزن ويدعو للضيق والكدر.

هكذا هي الحياة.. تستقبل في اليوم أخباراً مختلفة.. فهذا خبر سار مفرح.. وهذا خبر محزن مزعج.. وهذا خبر مؤلم.. وهذا خبر يدعو للشفقة والعطف.. وهذا خبر يدعو للاستياء.. وهذا خبر يكشف أن هذه.. هي طبيعة الحياة.. لاتبقى على حال واحدة.

أما الموت الذي هو نهاية كل حي.. فهو من أكثر الأخبار إيلاماً وهو أكبر خبر يصقعك عند سماعه خصوصاً إذا كان عن موت إنسان قريب منك عزيز عليك.

قبل يومين نقل لنا الهاتف ذلك الخبر المحزن المؤلم بوفاة واحد من أكثر الرجال شهامة ومروءة، ومن أكثر الرجال كرماً وقرباً من الناس.

قالوا لنا - توفي الشيخ صالح المطلق الحناكي - رحمه الله - وهو شخصية وطنية معروفة لا يحتاج إلى مزيد تعريف.

هو أحد رجالات الوطن.. وواحد من أبرز رجال الأعمال.. الذين لهم لمسات وطنية.

إنسان رزقه الله مالاً فأنفقه في مجالاته وميادينه.. وكان حريصاً على أن يكون له في كل وجه خير لمسة.. وفي كل وجه بر حضور.. وفي كل مناسبة وجود.

شيد مشاريع وتعاهد أخرى..

وتبرع وأعطى وأنفق ولم يتوقف ولم يتردد يوماً.. أو يعطي كلمة ويتراجع فيها.. بل كان فعله يسبق كلامه.

وحديثي عن الشيخ الجليل صالح المطلق الحناكي رحمه الله حديث من عايشه عن قرب وعرفه وعرف سجاياه وكانت نعم الخصال ونعم السجايا.

عرفت هذا الرجل الكريم الشهم من خلال علاقة امتدت لعقود.. وكان يجمعني به القربى.. فهو من (خوال الأولاد) ولهذا.. فإن شهادتي فيه مجروحة.. ولكني هنا.. أنقل جزءاً يسيراً من شخصية هذا الانسان الكبير.

ولن أتحدث أيضاً عن بداية علاقتي بهذا الرجل الشهم.. ذلك أنه شخصية معروفة يعرفه الجميع.. ومن منا.. لايعرف الشيخ صالح المطلق الحناكي؟

في مدينته (الرس) كان له لمسات وبصمات وحضور في أكثر من مشروع.

لقد حرص على تلمس احتياجات منطقته.. وكان حاضراً جاهزاً في كل احتياج.. أعطى وبذل وأنفق بسخاء.

كان شخصية محبوبة.. قريبا من كل الناس.. ولهذا.. كان مجلسه دوماً.. عامراً بالناس.

هذا الرجل.. يقف على رصيد هائل من الخصال والسجايا والصفات التي لاتتوفر إلا في الندرة من الرجال.. ويقف على رصيد آخر من العطاء والبذل والسخاء والجود.. الذي لايقدر عليه.. إلا القلة من الرجال.

مرض في آخر حياته.. وكان صابراً محتسباً.. وأكثر الذين حوله.. لم يعرفوا بمرضه إلا عندما دخل المستشفى.. ذلك أنه قليل الشكوى.. قليل الكلام.

رحم الله الشيخ صالح المطلق الحناكي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد