الجزيرة - الرياض :
عبر مشاركون و زوار للمعرض الدولي للتعليم العالي عن تفاؤلهم بأن يمثل هذا الحدث خطوة تأسيسية مهمة لتعزيز النهوض بالحركة العلمية في المملكة وهو التوجه الذي يتبناه خادم الحرمين الشريفين إيمانا بأهمية البحث العلمي كمنطلق حضاري وقيمة تنموية للوطن والمواطن.
وعبر جولة في أروقة المعرض الذي شهد يومه الأول توافد أكثر من 15 ألف زائر، أبدى عدد من المثقفين والأكاديميين من داخل المملكة وخارجها سعادة كبرى بهذا الحدث الذي سيفتح الباب واسعاً على مزيد من التقاء الخبرات والتجارب العالمية والمحلية بجانب تسهيل مهمة الطلاب الراغبين في الدراسة الجامعية حيث وجدوا كل جامعاتهم الوطنية وأبرز الجامعات العالمية من دول عديدة وثقافات شتى، تحت سقف واحد.
الدكتور فهد السماري أمين عام دارة الملك عبدالعزيز أبدى إعجابه بالمعرض قائلا: هو مؤتمر ومعرض في آن واحد، وتجمع رائع وبمشاركة كبيرة جدا تدل على التنظيم المبني على إستراتيجية ورؤية جيدة ولاشك أن وجود هذه الجامعات بالنسبة للطلاب السعوديين والمسؤولين عن التعليم العالي بقطاعيه الحكومي والأهلي هو فرصة لتبادل الآراء والخبرات والأدل على هذه الأرضية الصلبة التي وضعتها الوزارة في هذا المعرض.
الملحق الثقافي السعودي فهد بن إبراهيم الحبيب في ألمانيا الاتحادية وعدد من الدول الأوربية تحدث لنا عن مشاركة ألمانيا الكبيرة في المعرض، موضحا أن عدد الطلاب السعوديين في ألمانيا يتجاوز 300 طالب ومتوقعا إضافة الكثير إلى هذا العدد مع قرار تمديد برنامج الملك عبدالله للابتعاث، الطالب الذي يعرف مستوى ألمانيا التعليمي يعمل على تجاوز مصاعب اللغة من أجل خوض تجربة تعليمية ناجحة.
في حين تحدث إلينا كذلك المستشار السياسي والثقافي الألماني السيد ستيفان شنيك مبدياً حرص بلاده على استقطاب الطلاب السعوديين وثقتها بتقديم منتج نوعي لهم، ويقول: المؤسسات التعليمية في ألمانيا تستطيع أن تقدم الكثير خصوصا أن لغتها تعد اللغة الثانية في المجال العلمي بعد الإنجليزية. واعتبر شنيك أن المعرض قد جاء بصورة رائعة وبجهود تنظيمية جميلة عكست حرص المملكة على التعليم العالي ودعم حركته نحو مزيد من التطور.
الشاب صهيب الرزيل وهو مدير تنفيذي لإحدى شركات تنظيم المؤتمرات علق من وجه نظر متخصصة في مستوى المعرض الدولي للتعليم العالي حيث أبدى غبطته بالمفاجأة الجميلة مما شاهده،وقال: وجدت أكثر من 300 جامعة من أشهر الجامعات العالمية من أمريكا وكندا وأستراليا وغيرها، وبينها عدد من الجامعات المصنفة في قائمة المائة الأفضل عالمياً، ويعتقد صهيب أن المعرض يمثل إدراك المملكة لأهمية العلم بوصفه أساسا للنهوض الحضاري متمنيا من الطلاب استغلال هذه الفرصة للتعرف على مؤسسات تعليمية كبيرة جاءت إليه من شتى أنحاء العالم».
الدكتور أحمد سعيد ولد أباه مدير الديوان في المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة تحدث لنا عن طبيعة مشاركة المنظمة قائلا: المشاركة في هذا المعرض ذات بعدين متوازيين، البعد الأول هو مشاركة الإيسيسكو بصفتها منظمة لها تخصص في مجالات التربية والعلوم، وكونها جهة إسلامية رئيسية ترعى وتدعم العمل التربوي بمختلف أشكاله، نحن نقدم تجربتنا خصوصا في التعليم العالي والبحث العلمي، فالمنظمة تنظم اجتماعات متتالية لوزراء التعليم العالي والبحث العلمي يناقشون فيها مجموعة قضايا تهم هذا القطاع الحيوي خاصة ما يتصل بالبنى التحية والتحديات التربوية الجديدة، والجودة والاعتماد الأكاديمي، وعالمية التعليم العالي ودوره في سوق العمل وغيره، البعد الثاني نشارك بصفة الإيسيسكو بوصفها من يحتضن اتحاد جامعات العالم الإسلامي وهذا الاتحاد هو ذراع من أذرعها ويضم أكثر من 250 جامعة إسلامية بغض النظر عن تخصصاتها ولغاتها ونوعية الطلبة فيها، نحن نقدم رؤية الاتحاد خاصة فيما يتعلق بتعزيز التعاون بين جامعات العالم الإسلامي وهذه فرصة للالتقاء بأعضاء الاتحاد والتعرف على أعضاء جدد.
من ناحيتها تعلق الطالبة نوف محمد عن انطباعها حول المعرض معتبرة أنه منحها الفرصة للوقوف عملياً على أنظمة الجامعات والتعرف عن قرب على آليات التسجيل والقبول والتخصصات المختلفة، وقالت: إن وجود عدد من كبار المختصين الأكاديميين والتعليميين قد منحها فرصة الاستفادة من خبراتهم في ما يتعلق بالاستشارة والنصح حول المجالات العلمية المواتية، واعتبرت نوف أن هذا المعرض يأتي دليلا على توجه المملكة نحو فرض حضورها العلمي عبر الانفتاح نحو مجالات التعليم العالي، وتسهيل الوصول إليها، مشيرة إلى أن رعاية خادم الحرمين الشريفين للمعرض تمثل حرص الدولة على الدفع قدما بهذا المجال.