التقنية الحديثة هي الأخرى تشارك في بث الكثير من الرسائل المجانية التي سمعنا بها ونحن أطفال صغار قبل 3 عقود من الآن، عندما قام شخص سمى نفسه شيخاً..
..بتحذير المسلمين ونصحهم بمخاطر ما هم فيه من ضلال، وقرب يوم القيامة المرتبط بانتشار المعاصي بينهم، معتمداً -طبعاً- على نشرة كتبها في ذلك الوقت وقام بتوزيعها على أكبر عدد ممكن من الناس، وحذرهم إذا لم يقوموا بنسخ هذه النصيحة بعدد معين من النسخ وتوزيعها على المسلمين فإن الشخص الذي لا يقوم بذلك سيتعرض إلى فقدان شخص غالٍ عليه، أو يتعرض هو شخصياً إلى مصيبة في ماله أو في نفسه، والذي يقوم بتوزيع هذه النصيحة فإنه سيتلقى خبراً ساراً أو سيحصل على مال كثير.
المسألة يا سادتي ببساطة «خزعبلات في خزعبلات» والتاريخ يعيد نفسه، مثل هذه الترهات تتكرر هذه الأيام، ولكن بطريقة حديثة وعن طريق استخدام التقنية الحديثة؛ حيث وصلني على البريد الإلكتروني -كما وصل غيري- الرسالة التالية بعنوان الوصية:
يوصي فيها الشيخ أحمد من المدينة المنورة بأهمية نشرها باعتبار أنها تنقل حقيقة مطلقة معتمداً على رؤيا ترددت عليه أثناء النوم؛ حيث يشير إلى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد جاءه في المنام، بعد ليلة كان يقرأ فيها القرآن في حرم المدينة الشريف، وقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - إنه قد مات في هذا الأسبوع40 ألفاً على غير إيمان، وإنهم ماتوا ميتة الجاهلية، وإن النساء لا يطعن أزواجهن، إلى غير ذلك من المخالفات الشرعية التي يشهدها هذا العصر.
وطلب منه الرسول - صلى الله عليه وسلم - حسب قوله أن يبلغ هذه الرسالة، وأن يبدأ بأحد المسؤولين من خدم الحرم النبوي الشريف، وهي أن القيامة قريبة فاستغفروا الله وتوبوا إليه.
ورأى في اليوم التالي أن من قام بإبلاغ هذه الرسالة لـ 30 شخصاً بين المسلمين فإن الله يزيل عنه الهم والغم ويوسع عليه رزقه ويحل له مشاكله ويرزقه خلال40 يوماً تقريباً.
هذه المعلومات التي أوردها مما ورد في السنة النبوية المطهرة، هل هي تعني أنه يريد أن يُذكّر، وهل هو عندما يذكر الناس يحتاج إلى نسبة كلامه إلى الرسول حتى نقتنع بما أورد، هذه أساليب باتت مكشوفة خاصة وأنها تأتي من باب الترغيب والترهيب بهدف تخويف الناس، ولأن الوعظ لدينا اعتمد على الترهيب أكثر من الترغيب، معتقدين أن هذا الأسلوب هو الأكثر فاعلية في التأثير على الناس، وهو الأمر المنافي للحقيقة والواقع الذي يؤكده سماحة الدين الإسلامي، وعلى دعوته إلى حب الله ورسوله، بعيداً عن الإغراق في تخويف الناس، وتذكيرهم بشكل مستمر بعقاب الله الذي أشار إليه القرآن وأشارت إليه السنة النبوية في بلاغة واضحة، وفي بيان يؤكد على عظمة ديننا الحنيف.
هذا الأمر أدى إلى ظهور مثل هؤلاء المدعين الذين ينتسبون إلى التطرف، وإلى قلة الوعي والحكمة، وهي إسطوانة باتت مشروخة، حفظها الجميع ليس لديهم من طريق سوى الاستمرار في ترديدها.. وللحديث بقية.
Kald_2345@hotmail.com