كتب - سلطان المهوس :
تتعطل لغة الكلام حين يحضر الشموخ بكامل عنفوانه متزامناً مع روح وثابة وعزيمة لا تلين ونبض لا يتوقف... وتستسلم ميادين التاريخ لواقع الإنجازات المتلاحقة، حيث لا يمكن لها أن تنافس سطور الانتصارات الهلالية المدوية في كل أرجاء الكون..
حضر نادي الشعب.. نادي الجميع.. الواجهة المشرقة للرياضة السعودية.. توقفت عقارب الساعة وما أكثر وقفاتها تحاول جاهدة أن تعطي الفرصة الكافية للشعب بأن يعيش فرحة بطولته، كما ينبغي لتستسلم في النهاية، فالأفراح مستمرة ومتواصلة والإنجازات الزرقاء تغار من بعضها لكنها الغيرة التي تفرح كل أبناء الشعب..
تتحطم معجمات الجغرافيا وترتجف أرقام التاريخ أمام الهيبة الزرقاء والزعامة الرسمية لأكبر قارات الأرض والكون فالموج الهلالي ينثر انتصاراته وإنجازاته في كل مكان في السعودية.. في الخليج.. في الدول العربية.. في آسيا.. اختر ما شئت من الاتجاهات وما على الهلاليين إلا تنفيذ طلبك.. في الرياض نادي الشعب يغرق خزينته بالكؤوس.. في المنطقة الغريبة لا يمكن أن يعود دون أن يصافح محبيه بإنجاز.. في المنطقة الشرقية تتناغم لوحة البحر الزرقاء الضاحكة مع ريشة الرسام الهلالي لتجسد صورة الفرح لكل عاشق أزرق ببهجة البحر الجميلة... وفي عسير، حيث الجبال الشاهقة والخضرة المثيرة والأجواء الباردة... يسير زعيم القارة وقبلة المشجعين باعثاً دفء الإنجاز وشموخ البطولات ملتقياً مع مناصريه الكُثر ليظهر المشهد دراماتيكياً مذهلاً وصورة أبناء عسير تملأ صفحة المنجز الأزرق... أخيراً وليس آخر... حضر الزعيم لأرض القصيم برمالها الذهبية وعذوبة براريها فكان الكرم الهلالي المعتاد يغني بلحن السامري والخبيتي، حيث تتمايل أشجار الغضا وحبات نفود الثويرات وتهتز صخرة عنترة ليتمايل الهلاليون إنجازاً وفرحاً معلنين ميلاد المكان والزمن بلوحة القصيم التاريخية..
كما هي الأرواح الخالدة.. كما هي الأنفس العالية... كما هي النوايا الرائعة.. سار الهلاليون بنادي الشعب غير مبالين ولا مستسلمين ولا خانعين لكل العقبات الاضطرارية والمصطنعة فلقنوا خصومهم الدرس البليغ في فن المنجز والإنجاز وها هي الأرقام بكل لغات العالم ودون تزييف أو خداع أو حتى تزوير تعلن ميلاد أول أسطورة حقيقية لكرة القدم بآسيا... إنه نادي الشعب.. نادي القرن.. الزعيم الأول والأخير..
حنكة رئيسه المرهف برقة المشاعر والأحاسيس والنبل جعلته أنموذجاً يحتذى به في فن الإدارة والاحترافية والتخصص الرياضي... وروعة نائب الرئيس جعلت منه أحد أطناب الحسم التاريخي لبطولة الدوري بعد أن غيبته الظروف جسماً وأهداه الرحمن أخيراً لبني هلال جسماً وروحاً وعملاً..
الرئيس المتكئ على جراح جفت مواجعها ومازالت ندباتها تغيب رويداً رويداً لم يستسلم ولم ييأس وبادر وعمل ليحقق الإمتاع مع الروعة والإنجاز مع الانضباط والقوة مع الابتسامة والاحترام مع الصرامة، فكان نعم الأمين المؤتمن على نادي الشعب وكانت عصاه الساحرة تحمل أوجاع ظهره وأوجاع جروح الزمن الماضي عنه ليكمل مسيرة العظماء ويدخل تاريخياً سجل الذهب الكروي العالمي باعتبار تزامن لقب نادي القرن مع وجوده رئيساً واستقبال والد الشعب لرؤساء نادي الشعب برفقته أخيراً تحقيقه للدوري قبل النهاية في سابقة رائعة لا يجيد رسمها سوى بن مساعد ورفاقه المخلصين..
وحيث كانت الأفراح مترامية هنا.. كانت فرنسا بأسرها تحتفل بنجاح داهيتها جريتس وهو ما صورته جماهير الهلال عندما كانت تردد (اووليه.. اووليه..) منتشية برائحة أروع وأزكى العطور الفرنسية فجريتس حمل شهادة التفوق الكروي السعودي من خلال أقدام وعقول لاعبي نادي الشعب وترجم خبرته واحترافيته في مكانها الصحيح كشهادة تفوق سينقلها بالتأكيد لأوروبا والفضل لله ثم لنادي الشعب..
الهلال أعطى النكهة الاحترافية العالمية للكرة السعودية... انضباطاً... سلوكاً... لعباً.. امتاعاً.. أهدافاً... ولغة الأرقام لا تكذب ولا تخدع ولا تراوغ وما على خصوم الهلال ومحبي التنافس معه إلا أن يتمعنوا جيداً ويدققوا النظر ويستفيدوا من التجارب الهلالية المتتالية فليس هناك من يستطيع أن يقهر الزمن والمكان سوى الهلال ولا غيره..
ما أروع أن تتعصب للهلال فهو الوحيد الذي لا مضرة من التعصب له... إنه التعصب الذي يبقي نبض الحياة بكل أجزاء الجسد منتظماً.. أنه التعصب الذي لا يؤدي إلى التهلكة.. تعصبوا للزعيم.. لتعرفوا الجانب المشرق لمعنى التعصب.
الهلال وهو الثابت... والآخرون متحركون... والقمة لا تتسع سوى لثابت واحد.. لا يمكن أن يكون غير الزعيم.