لا يوجد فريق كروي أحق ببطولة الدوري من فريق الهلال الكروي؛ ذلك لأن فريق الهلال تم إعداده بدنياً ولياقياً وتكتيكياً لخوض غمار منافسات الدوري، وبدا ذلك جلياً من بداية الموسم، ولكن (ولكن هذه زرقاء خالصة) هل كان الهلال قادراً على حسم أمر البطولة قبل ثلاث جولات لو كان فريق الاتحاد في وضعه الطبيعي، ولم تدهم الإصابات فريق الشباب الكروي؟!! أشك في ذلك، وهذا ليس تقليلاً من قدرات فريق الهلال الكروي، إنما ليعرف الهلاليون موقعهم الحقيقي مقارنةً بالمنافسين القويين الاتحاد والشباب، وحتى لا يظن (أبطال الدوري) أنهم يتفوقون على بقية الفرق بمراحل تساوي فارق النقاط بينهم وبين صاحب المركز الثاني في سلم الترتيب.
* بطولة (النقاط) والنفس الطويل انتهت وحسمتها عدة عوامل مجتمعة منها قوة الهلال وظروف الاتحاد والشباب وبقيت بطولتان بنظام خروج المغلوب وهذه الطريقة تلغي الكثير من عوامل التفوق الهلالي ويبرز خلالها عوامل مؤثرة أخرى منها الجدية والروح العالية واستشعار قوة التحدي وأهمية كل دقيقة من عمر المباراة والحالات المشابهة التي (مر) بها فريق الهلال الكروي الأول والأولمبي لا تبشر بخير بالنسبة لإدارة النادي وجماهير الهلال!!
فالفريق الأول قابل منافسه التقليدي (التاريخي) النصر في لقاءين أشبه بلقاءات الكؤوس تخلف في الأول بهدف ثم أدرك التعادل وتخلف مرة أخرى قبل أن يدرك التعادل في الدقائق الحرجة، وفي اللقاء الثاني حصلت (الكارثة) وخسر الفريق مستوى ونتيجة وتقدم النصر بهدفين وهي نتيجة لم تحدث بين الفريقين منذ سنوات قبل أن يحفظ محمد الشلهوب شيئاً من (كرامة) الهلال المهدرة بركلة جزاء (بائسة) في ذلك (العصر) الهلالي الحزين!!
وفي لقاء مشابه أمام فريق الشباب الكروي تقدم الهلال بهدفين فاستبشر جمهور الهلال وظن الجميع أن (هيبة) الهلال الذي يضرب بقوة عادت بعد غياب إلا أن شيئاً من هذا لم يحدث؛ فعاد (الموج الأزرق) إلى السكون وخسر بالتعادل أمام الشباب في لقاء أشبه بلقاءات الكؤوس!!
كما أن فريق الهلال الأولمبي لم يسلم من حالة البرود والتراخي التي تصيب الفريق الأول في اللقاءات الهامة والحاسمة فتقدم على فريق النصر بهدفين في الدور الثاني من مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد ثم خسر بالتعادل!!
وفي اللقاء النهائي أمام فريق الشباب الأولمبي تقدم الهلال حتى (ظن) الهلاليون أن الكأس بين أيديهم إلا أن موجة (البرود) والتراخي و(تسحيب) الأرجل عادت وطار الشبابيون بالكأس.
* أعتقد أن الجهد الذي بذله رئيس النادي ونائبه والجهازان الإداري والفني واللاعبون أنفسهم خلال هذا الموسم الطويل لم يكن الهدف منه تحقيق بطولة واحدة ليست غريبة على الهلال، بل الغريب ألا (تنقاد) للزعيم فهي بطولة الدوري على أي حال وهذه البطولة لا تغيب عن الهلال حتى تعود إليه مشتاقة فترتمي في أحضان الهلاليين كما يرتمي الطفل في أحضان والده؛ فلا يظن لاعبو الهلال أنهم (جابوا الذيب من ذيله)؛ فتلك بطولة اعتاد عليها الهلال واعتادت عليه، وبقيت لهم بطولتان محليتان مهمتان يفترض ألا (تطيرا) من بين أيديهم أو (واحدة) على أقل تقدير، بالإضافة إلى تجاوز المرحلة الأولى في البطولة الآسيوية، وإن لم يستطيعوا فعل ذلك فإن الجهد المبذول قد (ضاع) سدىً؛ فالهلال ليس الفريق الذي يخرج من الموسم ببطولة واحدة حتى لو كانت بطولة الدوري، ولا أخال إدارة النادي التي صرفت (الملايين) الطائلة لا توافقني على هذا الرأي وكذلك جماهير الهلال التي لا (يرضيها) فوز عابر أو بطولة وحيدة وذلك ما يفترض من لاعبي الهلال إدراكه جيداً؛ فالهلاليون تعودوا على الأحلام العظيمة؛ فحققوا على الواقع إنجازات عظيمة لا يدانيهم فيها أي فريق محلي آخر مهما (بلغ) شأنه، ومن يعتقد من لاعبي الهلال أن بطولة الدوري كافية، ويظن أن (تسحيب) الأقدام في البطولتين المقبلتين ربما يضيف لهم إنجازاً آخر فأقول له: (ارحل عن الهلال)، وابحث عن فريق آخر يرضى بالقليل وينشغل عن البطولات ب(التعليل) والقال والقيل!!
مقاربات
يستحق الأمير عبدالرحمن بن مساعد أن يقدم له نجوم الهلال درع الدوري في يساره وكأس ولي العهد في يمينه ويتوج رأسه بكأس خادم الحرمين الشريفين.
* يفترض أن تنتهي أفراح فريق الهلال الكروي في ملعب الحزم بالرس وألا ينشغلوا كثيراً بأمر التتويج وأفراحه؛ ذلك أن المبالغة في (الأفراح) قد تتحول إلى (أتراح) إذا لم ينجح الفريق في تحقيق الرقم (50).
أظن أن جمهور الهلال لن يحمل لوحة الرقم (49) طويلاً، وسيقذف بها خلف ظهره؛ لأن الهلاليين اعتادوا على النظر إلى الأمام وطموحهم الآن الوصول إلى الرقم (52).
أتعاطف كثيراً مع النجم ياسر القحطاني وأنا أتابع مطاردة مدافعي الفريق المقابل له حتى وهو يعود إلى منتصف الملعب للهروب من الرقابة؛ فلم تصل الكرة إلى (ياسر) قط إلا ويظهر معه مدافعان.
يسقط ياسر القحطاني في العمق الدفاعي للفريق المقابل (فيتكتل) عليه المدافعون فيجد ويلهامسون ونيفيز والشلهوب الممرات الدفاعية ترحب بهم ولوحة كتب عليها ياسر: (تفضل وسجل)!!