الجزيرة- وهيب الوهيبي
أكد الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس المجلس الأعلى للقضاء أن المجلس ليس له دور مباشر في قضايا زواج القاصرات التي أخذت بعداً اجتماعياً وإعلامياً خلال الفترة الماضية، لافتا إلى انتظار صدور مدونة الأحكام القضائية وما تصدره المحكمة العليا من مبادئ لتعالج مثل هذه القضايا من خلال المنظومات والآليات القانونية الإدارية المناسبة. وكشف ابن حميد عن انتهاء المجلس من حل إشكالية القضاة المنقطعين عن أعمالهم التي لم تصل إلى وصفها (بالظاهرة) حسب تعبيره، مؤكدا أن انقطاعهم جاء وفق ظروف معينة وتم معالجتها من خلال دراسة أوضاعهم ومنحهم خيار الاستمرار في الحقل القضائي أو الإعفاء ورحب ابن حميد استعانة المجلس بعدد من الخبرات الإدارية والعلمية من جامعات المملكة وبيوت الخبرة المحلية والدولية في إعداد دراساته وخططه وبرامجه. وأشار إلى أن حركة نقل القضاة ستكون دورية وسيعلن المجلس في اجتماعه يوم السادس من شهر ربيع الأول الجاري عن الأماكن الشاغرة للقضاة وتحقيق رغباتهم حسب الضوابط المعتمدة من المجلس وكان الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد قد افتتح مساء أمس الملتقى الأول لتأهيل القضاة بفندق الفيصلية بالرياض. وشهد حفل الافتتاح صاحب السمو الأمير بندر بن سلمان بن محمد مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز عضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للقضاء وصاحب السمو الأمير محمد بن سلمان بن محمد وعدد من الوزراء.
وقد بدئ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم شاهد الحضور عرضا وثائقيا عن تاريخ المجلس الأعلى للقضاء منذ نشأته. ونوه الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد عضو المحكمة العليا في كلمته نيابة عن المشاركين برعاية خادم الحرمين الشريفين للملتقى، مشيدا بما يحظى به مرافق القضاء وعمله على تطويرها من خلال القرارات التي تصب في سبيل رفعة القضاء وتأهيل القضاة بما يحقق طموحاتهم، بعد ذلك ألقى القاضي بالمحكمة العامة في الرياض الشيخ محمد المقرن قصيدة بهذه المناسبة وأكد رئيس المجلس الأعلى للقضاء في كلمته أن الملتقى يأتي في إطار الخطط والبرامج التي أعدها المجلس لاستشراف الرؤية المستقبلية لدى القضاة واستعرض بن حميد خلال كلمته تاريخ القضاء في المملكة والعناية السامية بالقضاء منوهاً بالتطوير الشامل لمرفق القضاء في عهد خادم الحرمين وبين أن المجلس وفي إطار إنشاء المحاكم أنشأ ثلاث عشرة محكمة استئناف في مناطق المملكة يتم افتتاحها وفق برنامج زمني مدروس.
من جهة أخرى، قدم رئيس شؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف الشيخ صالح بن عبدالرحمن الحصين ورقة العمل الأولى تأهيل القضاة وأثره في العمل العدل أوضح فيها أن الحكم القضائي يتطلب تصور القاعدة على ما هي عليه وتصور القاعدة الشرعية ذات العلاقة بتلك الواقعة وتصور كيفية إنزال هذه القاعدة على الواقعة. وبين أن أراء الفقهاء السابقين ونصوصهم الفقهية لا تنطبق في كثير من الأحوال على الواقع المعاش حيث تغيرت مظاهر الحياة تغيراً جذرياً عن واقع الحياة في زمانهم، الأمر الذي يجعل تطبيق تلك النصوص على واقعات العصر لا يضمن تحقيق الحكم بالعدل.