الجزيرة - عوض مانع القحطاني
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز افتتح معالي وزير التعليم العالي د. خالد بن محمد العنقري المعرض الدولي للتعليم العالي الذي تشارك فيه (365) مؤسسة عالمية وعربية وسعودية من القطاع الحكومي والأهلي، وقد تدفق إلى قاعات المعرض وقاعات الافتتاح عدد كبير وهائل من المسؤولين ومديري الجامعات السعودية وأعضاء هيئات التدريس في الجامعات السعودية وعدد كبير من طلبة وطالبات الجامعات وعضوات هيئة التدريس في الجامعات، كما شهد المعرض تدفق أعداد كبيرة من طلبة الثانوية العامة للتعرف على هذه الجامعات الخارجية والبرامج التي تقدمها، حيث شهدت أروقة المعرض زحاماً شديداً.
عقب ذلك بدئ الحفل الخطابي، الذي نظمته وزارة التعليم العالي بحضور شخصيات عالمية من الجامعات العربية والإسلامية والعالمية، إضافة إلى حضور بعض أصحاب معالي الوزراء وعدد من المسؤولين في الدولة من مختلف الأجهزة الحكومية، بالقرآن الكريم.
عقب ذلك ألقى معالي نائب وزير التعليم العالي رئيس اللجنة المنظمة د. علي بن سليمان العطية كلمة رحب فيها بالضيوف والمشاركين في هذا المعرض وقال: يطيب لي أن أرحب بقدومكم للمشاركة في المعرض الدولي للتعليم العالي في المملكة العربية السعودية، آملاً أن يكون في مشاركتكم إثراء لهذا المعرض والفعاليات المصاحبة له.
لقد سعت منظومة التعليم العالي في المملكة إلى تطوير مؤسساتها لتحقيق الريادة العالمية من خلال مواكبتها للمستجدات في شتى مجالات مجتمع المعرفة، إنفاذاً للتوجيهات الكريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز راعي حفلنا هذا وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني أيدهم الله.
لقد نشأت فكرة تنظيم المعرض الدولي للتعليم العالي لتحقيق التواصل المعرفي بين العلماء والباحثين في المملكة ونظرائهم في الجامعات العالمية.
وقال الدكتور العطية: إن استضافة الجامعات العالمية ومؤسسات التعليم العالي المختلفة تحت مظلة واحدة يمثل تجربة فريدة من نوعها في المملكة العربية السعودية، وقد سعت وزارة التعليم العالي بقيادة معالي الوزير إلى إيجاد تعاون بناء بين الجامعات السعودية ومؤسسات التعليم العالي العالمية التي تعقد عليها الآمال الكبار في المشاركة الفاعلة.
وأوضح العطية أن استقطاب نخبة من مؤسسات التعليم العالي العالمية كان أبرز أهداف الوزارة في تنظيم هذا المعرض وتحقق ذلك في مشاركة ثلاثة مائة وأربعين جامعة ومنظمة دولية يمثلها خبراء وباحثون ومسؤولون عن برامج التعليم العالي؛ حرصاً على الاستفادة من مختلف الخبرات العالمية حيث يقدم البرنامج العلمي المصاحب للمعرض ثماني عشرة جلسة علمية يتحدث فيها أكثر من خمسين متخصصاً قدموا من ثلاثين دولة تشمل جميع قارات العالم، لتداول الحوار حول واقع الجامعات في ظل التنافس العالمي.
ثم ألقى مدير جامعة ماسترخت في هولندا البروفيسور جو ريتزن كلمة الجامعات المشاركة وصف خلالها هذه التظاهرة العلمية ضمن مركز الرياض الدولي والمتمثل في إقامة معرض دولي للجامعات تحت سقف واحد بالحدث الكبير على مستوى العالم.
وقال في كلمة له بهذه المناسبة إن الجامعات هي المسؤولة عن تطوير التعليم في العالم وتأتي مشاركة الجامعات في هذا الحدث كأحد معايير الالتزام المشترك بين الجامعات ومؤسساته ومنظماته للرقي بمستوى التعليم في العالم.
عقب ذلك ألقى معالي وزير التعليم العالي د. خالد العنقري كلمة نقل للمشاركين تحيات راعي هذه المناسبة خادم الحرمين الشريفين مرحباً بهم ضيوفاً أعزاء على المملكة العربية السعودية وقال معاليه نحن نحتفل بافتتاح أول معرض دولي للتعليم العالي في رحاب رياض المحبة والسلام، إن بلادنا وهي تشهد انطلاقة تنموية صادقة الخطى في شتى المجالات، وذلك بفضل من الله ثم بفضل الفكر النير والرؤية الثاقبة لقيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها قائد النهضة المعاصرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- والذي أولى التعليم على وجه العموم والتعليم العالي خصوصاً جل اهتمامه وبهذا فقد حظي قطاع التعليم العالي بالدعم اللامحدود والاهتمام المستمر من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه- وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية -حفظهما الله- ويكفي أن نشير باعتزاز إلى أن التعليم قد استأثر بنصيب وافر من الدخل العام للدولة يصل إلى قرابة (26%) من هذا الدخل، مما شكل نقلة تطويرية نوعية ونهضة تنموية شاملة يعيشها التعليم بشكل عام، والتعليم العالي الجامعي بشكل خاص في مجالاته كافة وعلى مختلف مستوياته.
عقب ذلك تجوّل معالي وزير التعليم العالي وضيوف المعرض وقيادات من الجامعات السعودية ومسؤولون في المعرض حيث استمع إلى العديد من المشاركين وبخاصة الجامعات العالمية.. وقد أدلى معاليه بتصريحات للصحفيين؛ حيث قال عن افتتاح هذا المعرض إن عددا كبيرا من الجامعات العالمية والجامعات المرموقة قد شارك.. شيء نعتز به، ونأمل من خلال هذا المعرض أن يحدد أبناؤنا طالبو الابتعاث للخارج الجامعات التي يريدونها، وخاصة الدول التي لم يتكدس بها طلاب في أمريكا الشمالية أو في آسيا أو في أوروبا.
وقال معاليه بأن هذه فرصة للطلاب للاستفادة من برنامج خادم الحرمين الشريفين لتحقيق رغباتهم في الجامعات المرموقة في هذا المعرض وحسن الاختيار، وكذلك فرصة للجامعات السعودية لإجراء شراكات علمية مع هذه الجامعات والتعرف على كثير من برامج البحث العلمي.. وبخاصة إذا كانت هناك جامعات لديها برامج نادرة ليست موجودة في جامعاتنا.. والمعرض سوف يكون له نتائج طيبة للجانبين، مشيراً معاليه إلى أنه سيتم توقيع بعض الجامعات السعودية اتفاقات ومذكرات تفاهم عمل مع بعض الجامعات العالمية، وهذه بداية نتائج الطيبة.
وأوضح معاليه بأن هناك أكثر من 83 ألف طالب وطالبة يدرسون في (16) دولة من مختلف أنحاء العالم في أرقى الجامعات، وامتدح معاليه جهود خادم الحرمين الشريفين بموافقته على تمديد الابتعاث ل5 سنوات قادمة اعتبارا من العام القادم، مشيراً بأن لذلك التوجه فوائد كبيرة للوطن وأبناء الوطن.
وأضاف معاليه بأن اختيار توقيت إقامة هذا المعرض ربما جاء في ظروف الاختبارات والمذاكرة ولكن سوف يؤخذ ذلك في المعارض القادمة.. لكن، كما شاهدنا هذا اليوم، هناك زحام شديد من قبل الشباب على المعرض.. والتوقيت لم يمنع.
وحول سؤال لـ(الجزيرة) عن التنسيق مع وزارة الخدمة المدنية والقطاع الخاص للتعرف على الوظائف للخريجين بعد عودتهم إلى أرض الوطن، قال معاليه إن هناك عددا كبيرا من المتقاعدين يعملون في القطاع الحكومي والأهلي، وخصوصاً في القطاع الخاص، خصوصاً في عدد كبير من التخصصات ذات نوعية خاصة جميع البعثات التي تمت خلال الفترة الماضية هي في التخصصات التي يشغلها غير السعوديين، بالتأكيد هناك فرصة للمتخرجين أن يلتحقوا بالقطاع الخاص والحكومي، وبالطبع، هناك تنسيق تعمل عليه وزارة التعليم العالي للتعريف بأعداد هؤلاء الطلبة وتخصصاتهم، وكذلك تعريف الطالب بالفرص الوظيفية الموجودة في القطاع الخاص.. وتعريف العائدين بالوظائف المتاحة.
وحول سؤال آخر لـ(الجزيرة): هل هناك إحصائيات عن تعثر وفشل بعض الشباب في دراساتهم في الخارج؟.. أجاب معاليه: يجب ألا نسميها فشلا إنما هي تسرب.. الأسباب ليست فشلا، وإنما هي عدم التأقلم مع البيئة في بعض هذه الدول التي اختارها الطالب والتسرب قليل جداً.. ولا يذكر.