الناس شهداء الله في أرضه فحق للقلم أن يكتب ما أؤتمن عليه وأن يحكي مكارم رجل ونبل أخلاق بقامة فقيدنا الغالي صالح بن مطلق الحناكي، رحمك الله أبا مطلق رحمة واسعة كنت أرى فيه والداً وهذا لم يكن لسان حالي فقط ولا أبالغ إن قلت هذا لسان حال أهل الرس وكل من عرفه وسمع عنه.
فمصابهم بفقده ليس سهلاً ولكن عزاؤهم فيه إيمانهم بقضاء الله وقدره وأنها سنن الله في خلقه.. رحلت أبا مطلق عن هذه الدنيا وأيقظت فينا يتيماً يرفع يديه لربه ويدعو لك بالرحمة والمغفرة.. رحمك الله أبا مطلق قليل هم الرجال الذين يضع الله لهم القبول في نفوس الناس فقد تشرب أهل الرس حبه فقد كان رحمه الله أباً وأخاً وصديقاً.. هو كذلك مع كل من قابله.
صالح بن مطلق الحناكي.. كم أحببت هذا الاسم! وليعلم الله كيف يكون شوقي وأنا أفرح بلقياه.. كيف لا وأنت حين تلقاه يقابلك بوجه بشوش وتواضع جم ولا يكف السؤال عن أحوالك وأحوال أهلك.
أبو مطلق أحب الناس فبادلوه الحب تلك هي القدوة الحسنة وذاك هو القبول الرباني الذي زرع في نفوس من عرفوه.
أبو مطلق يد ممدودة للمحتاج وبيت مفتوح للضيف وابتسامة ترحاب لكل غريب.. نعم فقدتك الرس من رمضان الماضي ولكنها اليوم تبكيك.
رحمك الله يا أبا مطلق وتقبلك في عباده الصالحين ورفع درجتك في المهديين وجعل كتابك في عليين وأحسن عاقبتك في أهلك وذريتك إلى يوم الدين. اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله واجعل قبره روضة من رياض الجنة وأبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه اللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب ونقه من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس واغسله بالماء والثلج والبرد اللهم ضاعف حسناته وتجاوز عن سيئاته واجعل الموت له راحة من كل شر واجعل خير أيامه يوم يلقاك اللهم لا تحرمنا أجره ولا تفتنا بعده، اللهم اجمع بيننا وبينه تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك وفي مستقر رحمتك إخواناً على سرر متقابلين برحمتك يا أرحم الراحمين.
الرس