قال البروفيسور شيه تشون فونغ مدير جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية: إن الاستثمار في العقول البشرية يعد مفتاحاً أساسياً للاستثمار وتحقيق التنافسية المستدامة، باعتبارها محركاً لصناعات الاقتصاد الجديد، وهو ما تسعى إليه حكومة المملكة، لتحقيق الرخاء المستدام واعتبر شيه الجامعة استمراراً للتقاليد والإنجازات العلمية الكبيرة للحضارة الإسلامية، انطلاقاً من نظرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وأكد البروفيسور شيه الذي كان يتحدث في اليوم الأخير لمنتدى التنافسية أن رؤية الملك عبد الله بن عبد العزيز ركزت على الاستثمار في العقول البشرية، لتقوية وتعزيز التعاون بين العلم والابتكار.
وقال شيه: إن الجامعة ستكون بوابةً للعلوم والتقنية لتحقيق الازدهار الدائم، مُستدلاً بما أبرمته الجامعة من عقود بحثية وعلمية مع عدة جهات عالمية، والتي بلغ عددها قرابة 37 شراكة في مجال البحوث الزراعية، والطاقة النووية والطاقة الأحفورية، بالإضافة إلى 7 تحالفات أكاديمية، و7 شراكات تقنية محدودة، و21 شراكة صناعية، بالإضافة إلى تعاونات عدة مع شركة أرامكو السعودية، وشركة سابك للصناعات الأساسية.
وأضاف مدير الجامعة: إن الربط بين الأشخاص والمشاريع خصوصاً القوية منها، سيؤدي أثرا ومردودا عاليا جداً، من خلال تقديم الموارد الكفيلة بتحقيق الإصلاح وبلوغ الطموح، والذي يتأكد عند تبني الانفتاح وتقبل الأفكار الجديدة وتوفير فرص العمل في المشاريع التي يتم تبنيها. وأكد أن رسالة الجامعة ترتكز على استقطاب الشباب من الجنسين من مختلف دول العالم، ليعملوا في مجالات بحثية، بعد إخضاعهم لبرامج تدريبية يقوم عليها أساتذة يعتبرون الأفضل تعليمياً على المستوى العالمي، لتحقيق أحلامهم بالدرجة الأولى، وخدمة المملكة والعالم أجمع بالدرجة الثانية. وعدّ البروفيسور شيه المملكة بلداً غنياً بالموارد الطبيعية، وستستطيع أن تكون دولةً مصدرةً للطاقة كما هي مصدرة للنفط، مع تطوير التكنولوجيا التي تستدعيها الطاقة النفطية.
وأضاف البروفيسور شيه: «طلاب الجامعة في صدروهم أرواح تعشق التحدي والمغامرة، فيجب أن نوفر لهم البيئة المناسبة ونتعامل مع قضايا كبيرة في التعليم، وهذا ما نقوم عليه في جامعة الملك عبد الله لتحقيق الانسجام بين التعليم البحثي والتعليم في مجالات الطاقة، فهذه عملية مشتركة، نحن نريد أن نصنع قادة وروادا لهذا المجتمع، لامتلاكهم روح المغامرة، فالعلم لا يؤدي للاختراع والإبداع، فنحن بالتأكيد لا بد أن نعمل على تطوير العلاقة بين العلم والبحوث، وبالتالي تنمية روح الاستثمار».
وقال: «الجامعة تعمل على ربط الناس بينهم، ورفع مستوى الحياة في المجالات التقنية، والاستفادة منها في الاقتصاد السعودي، فالملك عبد الله بن عبد العزيز يرى أن الجامعة يجب أن تتبنى ربط الجسور بين المملكة ودول العالم، لتحقيق التعاون بين الثقافات والقارات لبلوغ التنافسية العالمية».
وأشار إلى أن الجامعة استثمرت في موارد كبيرة بالنسبة للبنى التحتية، بحكم امتلاكها لمعامل بحثية ذات مستوى عال ولم يسبق لها مثيل، بالإضافة إلى عمل الجامعة على مجالات بحثية في الطاقة النووية والطاقة الشمسية والوقود الأحفوري، بالإضافة إلى مشاريع عدة تختص في تأمين المياه الصالحة للشرب، وتطوير الأغشية النباتية، وصناعة جينات مناسبة لزراعة نباتات في البيئات القاسية من حيث المياه، لمواجهة الزيادة في أعداد البشر، واضمحلال الموارد الزراعية، وعلى رأسها مواجهة إشكالية الجفاف.
وقال: «هناك فريق دولي يعمل على تطوير نباتات قابلة للزراعة في أجواءٍ قاسية يتكون من عدة جامعات عالمية، ونحن بدورنا نعمل على مشروع كبير جداً لمواجهة التحديات الكبرى في هذا العصر، فنحن نملك أكثر من 200 بحث عالي الجودة في الجامعة، فالبحوث الأكاديمية يجب أن تؤدي لاختراعات تكون ذات مردود على الاقتصادات المحلية والعالمية في آنٍ واحد».
وكشف البروفيسور شيه عن تبني جامعة الملك عبد الله لمنتدى عالمي، ستنطلق أعماله في يناير المقبل على ضفاف البحر الأحمر، تحت مسمى (منتدى البحر الأحمر)، ومن المتوقع أن يكون منتدى سنوياً، يعمل على تأطير العلاقة في المجالات البحثية والعلمية وتطويرها في ذات الوقت، وتطبيقها على أرض الواقع.