كان من ضمن محاور الحملة الإعلامية التي تعرض لها الهلال وعيسى المحياني عند المفاوضات لانتقاله من الوحدة قول بعضهم إنه لن يجد المناخ المناسب له للظهور حيث سيكون حبيس مقاعد الاحتياط وسيكون بديلاً للعنبر والصويلح وسوف يختفي من خارطة الكرة السعودية.
ولكن كل تلك الدعوات والحملات المغرضة والموجهة لثبيط عزيمة المحياني لم تنجح في ثنيه عن تحقيق رغبته في ارتداء القميص الأزرق. فهو كما قال في تلك الفترة قد صلى صلاة الاستخارة واختار الهلال. ومعلوم أن من يصلي الاستخارة فالله سبحانه وتعالى يأخذ بيده ويوفقه نحو الخيار الأفضل الذي فيه الخير لصاحبه. وللأسف أن هناك من تجاوز في تثبيطه للمحياني إلى درجة السخرية والاستهزاء بشعيرة صلاة الاستخارة (جهلاً)، حيث صرح أحد أولئك الجهلاء بأن على المحياني أن يعيد صلاة الاستخارة ويختار فريقه..!! فالأمر بسيط وسهل - حسب قوله غفر الله له - فكما صلى استخارة في المرة الأولى يصلي استخارة مرة أخرى..!!.
واستطاع المحياني أن يثبت حسن اختياره مثلما أثبت قبله الدعيع وهوساوي وياسر أن الزعيم هو البيئة الأفضل والأصلح لنمو المواهب وتفجير طاقاتها الإبداعية وإطلاق العنان لها للتحليق في سماء البطولات وفضاء المنجزات. فلم يمض نصف موسم على ارتداء المحياني القميص الأزرق حتى لعب على النهائي وبعده لا أقول بأيام أو أسابيع ولكن بساعات حسم ب (كعبه) لقب أقوى دوري عربي. وغداً سيدخل منافسات كأس ولي العهد وكأس خادم الحرمين ودوري أبطال آسيا وسيكون لفريق القرن الآسيوي نصيب من تلك الألقاب.
وهكذا هو الهلال مثل حامل المسك إن لم يحقق كل البطولات فسيحقق بعضها وسيجد اللاعب الذي لم يكن يعرف طريق المنصات أنه أصبح خبيراً في معرفة دروبها ومسالكها. ففي حين يعتزل الكرة لاعبون في أندية أخرى بعد أن يبلغوا من العمر عتياً دون أن يصعدوا درجة واحدة من سلم المنصات نجد أن الناشئ الهلالي ينطلق لقمة السلم مع أول إطلالة له مردداً بتصرف قول الشاعر.. وينشأ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوّده هلاله.