الجزيرة - عوض مانع القحطاني:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام أن قضية الأخطاء الطبية شغلتني بعد أن كشفت وزارة الصحة بشجاعة عن عدة أخطاء طبية نجمت عنها وفيات. وقال: إن الملف الطبي يجب أن يتكامل مع عدة برامج حيوية مثل الصيدلة وإدارة الصور الطبية ومراقبة القرارات والمكتبة الطبية وذلك من أجل التقليل من الأخطاء إن لم نستطع منعها لأن الثمن قد يكون فادحاً حياة إنسان وهي أغلى من كنوز الأرض كلها.. جاء ذلك في كلمته لدى افتتاحه أمس فعاليات المؤتمر السنوي السادس للخدمات الطبية بفندق إنتركونتننتال الرياض. وأضاف سموه: للمرة السادسة، نلتقي في محفل علمي، يتوخى نعمة الصحة، هبة الخلاق العليم. حفل يتنفس علوماً، ويرتوي بحوثاً، ويسعى تطويراً. واظبتم على انعقاده، فأصبح معلماً ومنارة بجهود علماء أجلاء وباحثين مجدين، طالما طمحوا إلى خير الإنسان ووافر عافيته والتحية واجبة لمؤتمركم، الذي أولى صحة المقاتل، باذل النفس والنفيس في سبيل دينه ثم وطنه، كل عناية ورعاية.
وقال سموه: أرحب بضيوفنا الأعزاء، الذين يشاركوننا في هذا العرس العلمي. نرحب بهم في دولة دينها قائم على العلم، وعمارة الأرض؛ دين يكرم العلماء، فيجعلهم ورثة الأنبياء؛ ومليك يؤمن بأنه لا تطور ولا تنمية إلا بالعلم والعمل، والبحث والإنتاج؛ وقيادة تجهد في تيسير كل ما يعلي شأن الأمة؛ وشعب يطرق أبواب العلم والمعرفة، من مشارق الأرض إلى مغاربها.
وأوضح سموه منذ أكثر من شهرين، فرض علينا قتال، لم نسع إليه، وظنت جماعة من المتسللين والمعتدين أن حدودنا مستباحة، وما حسبوا أنهم سيواجهون رجالاً تأبى نفوسهم أن يدنس أرضها أي معتد، مهما كان دينه أو عرقه أو طائفته.
وأشار لقد حاولت بعض الأبواق الخارجية الإيهام بأن تلك الأحداث صراع طائفي، يستهدف جماعة بعينها، واعتداء على الجار لا يُقره شرع ولا دين. ولكننا نتساءل: هل من يعتدي على بيتك تسأله عن هويته، قبل أن تصده وترده خائبا؟ والجار إذا اعتدى، ولم يراع حق الجوار، فلا حقوق له علينا. فالمولى -عز وجل- يأمرنا في كتابه الكريم: {فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ} أحيي من مؤتمركم هذا أبطال القوات المسلحة، وعلى رأسهم سيدي صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، أبطال يعملون في صدق وإيمان، ويتدربون في عزيمة وتصميم. مستعدون للبذل والعطاء، ومتأهبون للتضحية والفداء. يرحبون بالشهادة، ويسعون إلى تحقيق الانتصار. رحم الله شهداءنا، وشفى جرحانا، وحمى المملكة، وحفظها من كل شر وسوء.
تعودنا معاً ألا يكون خطابي تقليدياً في افتتاح مؤتمراتكم، وإنما مشاركة في الأفكار والإعداد، والآراء والتوجهات، نتحاور في صراحة وشفافية، ومصداقية ووضوح. وبسم الله نبدأ.
أولاً: لفتني عدم اشتمال بعض ملخصات الأبحاث على النقاط الرئيسة الضرورية لفهم البحث والتعليق عليه، والتي لا تخفى عليكم، وهي: غايته المستهدفة، وأساليبه المتبعة، ونتائجه الرئيسة، ثم الخلاصة والتوصيات. لذا، أرى ضرورة التشديد على استيفائها، في مؤتمراتكم المقبلة -بإذن الله-.
ثانياً: أشدت، في مؤتمركم السابق، بأبحاث ثلاثة، تناولت «التكنولوجيا النانومترية»، التي تبشر بإحداث ثورة في حياة البشر. وطالبتكم -ولا أزال- أن تحوز هذه التقنية اهتمامكم، ولا سيما في المجال الطبي، حيث تفتح للمرضى آمالاً عريضة في حياة أفضل، كبناء أوعية دموية بالنانو تكنولوجي والتحكم في الكولسترول وجسيماته الحميدة، وما يحدثه ذلك من ثورة في علاج أمراض القلب والأوعية الدموية؛ ومضادات حيوية باستخدام مركبات نانو الفضة، قادرة، خلال ساعات معدودة، على قتل أشد أنواع الفيروسات خطراً؛ والنانو بيوتك، الذي يعد أحدث بديل للمضاد الحيوي. أرجو أن أرى هذه التقنية في أبحاثكم المقبلة مع تطويرها، وعدم الاكتفاء بسرد ما ابتكره الآخرون، ونجحوا في استخدامه.
ثالثاً: شغلتني قضية الأخطاء الطبية، بعد أن كشفت وزارة الصحة، بشجاعة عن عدة وفيات، نجمت عن تلك الأخطاء. وقد اطلعت على بحثين عنها، سيعرضان في مؤتمركم هذا. فتذكرت بحث إعداد الملف الإلكتروني للمرضى، الذي عُرض سابقاً. وقلت، وقتئذ: «إن الملف الطبي، ليس هدفاً في حد ذاته، ولن تتحقق الفائدة المرجوة منه، إلا إذا تكامل مع عدة برامج تطبيقية حيوية، مثل: برامج الصيدلة الإلكترونية، وإدارة الصور الطبية، وبرامج مراقبة القرارات الطبية ودعمها، وبرامج المكتبة الطبية الإلكترونية». ولتقليل تلك الأخطاء الطبية، أرى ضرورة تكامل هذه الأنظمة الأربعة مع الملف الإلكتروني للمرضى، وسرعة تنفيذها. وليكن هدفنا التقليل من الأخطاء، إن لم نستطع منعها؛ لأن الثمن قد يكون فادحاً، فحياة إنسان واحد أغلى من كنوز الأرض كلها.
رابعاً: منذ عام 1995، والعالم منهمك في ما عرف بالاحتباس الحراري، وكيفية المواءمة بين وقف ارتفاع حرارة الأرض، وحاجة سكانها إلى التنمية والتقدم والغذاء، المطلوبة مضاعفته، بحلول العام 2050؛ لتلبية احتياجات العالم الجائع. هذا، في وقت لا تزال فيه الطاقة البديلة النظيفة تمثل واحداً في المائة من الحاجات الفعلية. وعلى الرغم من أن مؤتمر المناخ التاريخي، الذي عقد في كوبنهاجن، الشهر الماضي، لم يحقق تطلعات الدول النامية وطموحاتها في التنمية الاقتصادية والأمن الإنساني؛ فإن اللافت هو عدم تعرضه لصحة الإنسان وما قد يهددها من أمراض صحية أو نفسية؛ واحتمال ظهور فيروسات وميكروبات، قد تكون أشد فتكاً من ازدياد حرارة الأرض. فهلا تداركتم ما أغفله مؤتمر المناخ، فتشتمل مؤتمراتكم المقبلة على دراسة تلك الأخطار والاستعداد لمواجهتها.
خامساً: من نقاط قوة مؤتمركم هذا، اهتمامه بالرعاية النفسية والاجتماعية للمرضى؛ وهي ظاهرة ربما لا يراعيها بعض المستشفيات. جهد مقدر تشكر عليه إدارة المؤتمر. وإنني أتفق مع الدراسات، التي تؤكد أهمية الخدمة الاجتماعية، ليس في المجال الطبي فقط، وإنما في جميع مجالات الحياة. ولكن ما لفتني، هو محاولة إقحام الإخصائي الاجتماعي، ليكون: «ممارساً مهنياً وعضواً فاعلا في الفريق الطبي».
لا أحد ينكر حيوية المهام، التي يضطلع بها هذا الإخصائي؛ ولكنني لا أرى ضرورة جعله عضواً في الفريق الطبي. فهذا لن يزيد دوره أهمية، بل قد يعوقه، والأفضل أن نركز في كيفية أدائه واجباته، وأن يكون مساعداً فاعلا لكل من حوله، وينفذ العلاج الاجتماعي الطبي بشقيه المباشر وغير المباشر. وإذا كان للإدارة العامة للخدمات الطبية وجهة نظر أخرى، فعليها دراسة الاتجاهات كافة، وتحليلها، والرجوع إلى ممارسات الدول، التي سبقتنا في هذا المجال, والرفع بما تتوصل إليه. أما الرعاية النفسية، فلا أحد ينكر إسهامها في العلاج الناجح لكثير من الحالات. وكم كان بودي لو زادت أعداد البحوث في شأن الرعاية النفسية للمقاتلين! وخاصة أن 25% من إصابات الحروب هي حالات اضطراب نفسي، وتزيد تلك النسبة بين العسكريين في الخطوط الأمامية.
سادسا: من الأبحاث التي علقت عليها في مؤتمركم السابق، المسح الصحي للعسكريين. وقلت: آنئذ: إنها قضية مهمة؛ لأنها تمس الأمراض المزمنة بينهم، ومعدلاتها، وعوامل خطرها. وبعد أن استمعت إلى الجزء الثاني من البحث، أجد أن الباحث يدق أجراس الخطر في قضية هي شاغلنا الأساسي، ألا وهي المحافظة على الكفاءة الثلاثية: الصحية والبدنية والنفسية، التي تُعد من أهم مقومات الكفاءة القتالية.
الجرس الأول: 69% من العينة تعاني البدانة وزيادة الوزن. والجرس الثاني: 30% تعاني ارتفاع ضغط الدم والسكري، القاتلين الصامتين. أما الجرس الثالث، فهو استفحال عوامل الاختطار. والرأي عندي أنها نتائج تحتاج إلى المزيد من التحليل التفصيلي، لمعرفة أسباب تلك النسب المخيفة بين رجال القوات المسلحة، فضلاً عن ضرورة ربط هذه النتائج بالأبحاث ذات العلاقة. وليكن، بعد ذلك، الاهتمام الكامل بالكشف الطبي الأولي للملتحقين بشرف الخدمة العسكرية، طبقاً للمعايير الطبية الدقيقة، بما في ذلك تحديد الأمراض الوراثية، فضلاً عن منهجية الفحوصات الدورية، والعناية باللياقة البدنية والمسابقات الرياضية، وأن يصبح اجتياز اختبار اللياقة البدنية شرطاً أساسياً، عند الترقي أو الابتعاث أو التعيين في مناصب قيادية. إنني في انتظار خطة متكاملة، نضمن عند تنفيذها اللياقة الثلاثية، منذ الالتحاق بالخدمة العسكرية وحتى التقاعد.
سابعاً: كنت أود أن نحافظ على ما تحقق، في مؤتمراتكم السابقة، من نقاط قوة. فقد طرحتم، مثلاً، في المؤتمر الخامس، محور (الجديد في الطب). وقلت لكم، حينئذ: «إننا من خلاله نستطيع أن نستقطب التقنيات الجديدة في عالم الطب، وعلى مؤتمركم المقبل أن يطرح تقنيات جديدة، نكون نحن المصدرين لها، وليس المستفيدين منها أو مستهلكيها فقط». ولكني افتقدت هذا المحور في مؤتمركم الحالي. مثال آخر، كنتم قد بدأتم في إنشاء محاور وإعداد أبحاث في الطب البديل، والطب المبني على البراهين، والطب الصناعي، وأثريتموها بدراسات جيدة. ولكني، بالمثل، افتقدتها اليوم على الرغم من أهميتها.
ثامناً: لاحظت أن نسبة البحوث الخاصة بالطب العسكري وفروعه المختلفة، تزيد على الخمسين في المائة بقليل، وقد يكون ذلك من نقاط قوة مؤتمركم هذا، إذا قيس بالمؤتمرات السابقة. ولكني أراها نسبة ينبغي رفعها لتفوق خمسة وسبعين في المائة على الأقل، لأن أحداً لن يهتم برجال القوات المسلحة وكفاءتهم القتالية والصحية قدر اهتمام الإدارة العامة للخدمات الطبية.
تاسعاً: استرعى انتباهي بحثان على قدر كبير من الأهمية. أولهما «تعامل العناية المركزة مع حالات الإرهاب». ولا شك أنه موضوع يستحق الدراسة والبحث، وآمل التوسع فيه مستقبلاً، ليشمل حالات الإرهاب، الكيماوي والبيولوجي والإشعاعي، فضلاً عن جرحى المعارك الحربية. أما الثاني، فتناول «عوائق الجودة في المستشفيات العسكرية وكيفية التغلب عليها». بحث مهم، وجاد، اتسعت فيه العينة، فخرج بنتائج جيدة ومقترحات طموحة، ينبغي ترجمتها إلى خطة عمل تفصيلية. ويلاحظ أن أياً من مؤتمراتكم لا يكاد يخلو من موضوع يخص (الجودة) وهو جهد نابع من إدراك الإدارة العامة للخدمات الطبية لأهميته. وكما أقول دائماً إنه لا خير في عمل من دون جودة، ولا جودة من دون قياس، ولا قياس من دون معايير. في انتظار خطة العمل، التي تحقق شعاركم: «جودة الوقاية والعلاج والتدريب».
ختاماً: الشكر والتقدير للمدير العام للإدارة العامة للخدمات الطبية ومنسوبيها كافة، لبذلهم صادق الجهد في الرعاية: الطبية والنفسية والبدنية، للقوات المسلحة السعودية، ولاسيما دور الإدارة الفاعل، في المنطقة الجنوبية خلال عمليات دحر المتسللين والمعتدين.
وكان اللواء الطبيب كتاب بن عبيد العتيبي مدير عام الخدمات الطبية للقوات المسلحة رئيس المؤتمر قد ألقى كلمته قال فيها: اسمحوا لي في البداية أن أشكر الله سبحانه وتعالى أن منّ علينا بسلامة وعودة أميرنا المحبوب الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وندعو الله أن يمنّ عليه بالصحة والعافية وطول العمر. وأستهل كلمتي بالترحيب بكم يا صاحب السمو وبصحبكم الكرام وأرحب بضيوفنا الأعزاء وجميع من حضر.
وقال العتيبي: إنني أرحب بكم في يوم من أيام الخدمات الطبية، يوم نفتخر فيه برعايتكم الكريمة وبمشاركتكم ونعتز فيه بما حققناه من إنجازات كانت ثمرة لتوصيات المؤتمرات السابقة وكان لكم الفضل بعد الله في ما تحقق.
يا صاحب السمو.. أعترف أمامكم وأمام هذا الحشد بأننا تعلمنا الكثير من مؤتمراتنا السابقة وأول ما تعلمناه الثقة بالنفس وقبول النقد البناء وعدم الحساسية من قبول الرأي الآخر، فالهدف أسمى وأنبل من الحساسيات.
وأضاف العتيبي: إن بعض إنجازات توصيات مؤتمراتنا الأخيرة في المجال التعليمي قد أخذت منحى تطويرياً سيكون له -بإذن الله- نتائج مثمرة على مستوى الخدمة الطبية الراقية في هذه المؤسسة. وأستأذنكم أن أذكر بعضاً منها والتي ما كان لها أن ترى النور لولا فضل الله أولاً ثم دعمكم ومساندتكم وموافقتكم على البدء في تنفيذها وهي: تحويل التمريض من دبلوم إلى شهادة البكالوريوس، واستحداث برنامج الطبيب المساعد بالتعاون مع جامعة جورج واشنطن، واتفاق مع الجامعة نفسها لقبول ضباط أطباء للتخصص في طب الطوارئ والعناية المركزة والتخدير وطب الميدان وطب الكوارث، والاتفاق مع الجيش الأمريكي لعقد دورات بكلية الأمير سلطان العسكرية للعلوم الصحية للتدريب على عمليات الإنقاذ في حالة الحرب في المدن، ودراسة مدى الحاجة لإنشاء مراكز الصحة النفسية وعلاج الإدمان والتي نتج عنها البدء في إنشاء مركز الصحة النفسية بالطائف والبدء في إنشاء عيادات الصحة النفسية في المستشفيات العسكرية كقسم مستقل، وإجراء دراسة المسح الصحي للعسكريين للاستفادة منها في الوقاية من الأمراض المزمنة وسترون نتائجها في هذا المؤتمر، وتم تكليف كلية الأمير سلطان العسكرية للعلوم الصحية بعقد دورة بمسمى طب الصحراء، وسوف يتم عقدها عما قريب بإذن الله، وتم تكليف الكلية نفسها بعقد دورة الجودة الطبية في الميدان بالإضافة إلى عدد من الفعاليات التي لا يتسع المجال لذكرها.
وقال اللواء كتاب: واستمراراً لدعمكم وتشجيعكم لمؤتمرات الخدمات الطبية، فإن الخدمات الطبية سوف تستضيف -بمشيئة الله تعالى- المؤتمر الثاني للمجموعة الإقليمية العربية للطب العسكري والذي ينبثق من المجلس الدولي للطب العسكري وذلك في مطلع العام الهجري القادم، كما وأن الخدمات الطبية مرشحة لعقد المؤتمر الدولي الأربعين للطب العسكري عام 1435هـ الموافق للعام الميلادي 2013م.
وأضاف: لقد حافظنا على توجيهاتكم بأن لا يطرح في مؤتمراتنا إلا ما يؤدي إلى الخروج بتوصيات قابلة للتطبيق العملي وهكذا كان، وتحقق تبعاً لذلك تحسن ملحوظ في الأداء والجودة بشكل جيد وارتقى الطموح الذي أعاهدكم أن نتابع رفع آفاقه وتوقعاته إلى الدرجة التي ترضون عنها ويرضى عنها الجميع إن شاء الله.
وفي ختام كلمته قال: أدعو الله صادقاً أن يحمي هذا الوطن من كل شر وأن يعلي شأنه ويرفع قدره تحت قيادته الرشيدة التي طبقت شرع الله وظلت دوماً نبراساً للوسطية وسنداً للعروبة والإسلام. كما أسأله عز وجل أن يكلل أعمال هذا المؤتمر بالنجاح وأن يتم الخروج منه بتوصيات تحقق آمال وتطلعات الجميع.
وعقب ذلك قدم المقدم طبيب هشام بن إبراهيم الشايع عرضاً عن مشروع المسح الصحي العسكري الذي تنفذه الخدمات الطبية للقوات المسلحة، بين فيه بأن الدراسة شملت أكثر من (10500) عينة من الضباط والأفراد، منهم 30% ضباط، 70% أفراد، للتعرف عن السمنة والسكر والتدخين والأمراض المعدية، حيث كشفت هذه الدراسة بأن التدخين بين الأفراد 35%، والضباط 31%، وأن الشرقية والوسطى والغربية تشكل النسب الكبيرة في ظاهرة التدخين، يليها المنطقة الجنوبية في الكوليسترول. مشيراً إلى أن هذه الدراسات تمت مع العديد من الجهات ذات العلاقة، وأن هناك توصيات صدرت بإلزام الفحص كل ثلاث سنوات إجبارياً للتعرف على بعض الأمراض ومخاطرها.
بعد ذلك قدم العقيد الدكتور عبدالعزيز العبدالعالي موجزاً عن الدم والتقنية الحديثة تحدث بإسهاب عن هذه المخاطر والجهود التي يبذلها العلماء في هذا الجانب.
بعد ذلك قام سموه بافتتاح المعرض المصاحب للمؤتمر والتي شاركت فيه العديد من القطاعات والجهات الحكومية والأهلية، حيث استمع سموه إلى شرح عن هذه الأجهزة والمعدات المتطورة التي تشارك في المعرض.
وقد رافق سموه في الجولة معالي رئيس هيئة الأركان العامة الفريق أول صالح المحيا، وقادة قطاعات القوات المسلحة ونوابهم وكبار الضباط في وزارة الدفاع والطيران.
عقب ذلك أجاب سموه عن أسئلة الصحفيين؛ حيث سألت (الجزيرة) سموه عن المشروع الذي أعلنه سموه قبل فترة عن إنشاء مستشفى آخر للقوات المسلحة بمدينة الرياض، والمراحل التي وصلت إليها دراسة المشروع؛ فأوضح سموه أنه تم تحديد موقع المشروع شمال مدينة الرياض، وهو بجوار جامعة الأميرة نورة. مشيراً إلى أن العمل يجري على مراحل، منها مرحلة أولى ومرحلة التصميم، وإن شاء الله سوف نبدأ فيه مع بداية السنة القادمة لخدمة منسوبي القوات المسلحة وأبناء الوطن.
وحول برنامج النانو والملف الإلكتروني أوضح سموه أن هذا ضمن الأبحاث التي سوف يعمل عليها المؤتمرون، ومن الأبحاث المهمة التي سوف يناقشها المؤتمر، وليس المهم المناقشة؛ المهم الخروج بتوصيات معقولة نستطيع أن نطبقها، وهذا عمل جبار تُشكر عليه الخدمات الطبية.
وحول سؤال عن دراسة صحة منسوبي القوات المسلحة على ضوء العرض الذي قدمه أحد الباحثين أوضح سموه أن هناك ضمانات وإجراءات سوف تتخذها الوزارة من خلال إعادة النظر في أشياء كثيرة، يكون فيها إعداد بدني رياضي صحي سواء للترفيه أو البعثات أو للمناصب، وهذا ما طلبته من المؤتمر والخدمات الطبية، ونحن نتطلع إلى اقتراحات حتى نحفظ النسبة التي أشارت إليها الدراسة بخصوص السمنة والتدخين والأمراض الأخرى.
وحول سؤال ل(الجزيرة): هل أصبحت المناطق الحدودية التي دارت فيها الأحداث مناطق عسكرية؟ أجاب سموه: «أبداً، المناطق الحدودية منذ أكثر من شهر وهي - ولله الحمد - مستقرة. نحن الآن نحاول التمركز في مناطق استراتيجية، التي من خلالها نستطيع التحكُّم في كل الحدود، وهذا ما يحصل الآن. كل ما هنالك أننا لا بد أن نفرق بين شيئين هما المتسللون والمهربون، وهؤلاء في كل العالم، سواء كانوا مهربي مخدرات أو سلاح، ووزارة الداخلية قائمة بكل توفيق في مواجهة هذا العمل. الشيء الآخر الذي نحن نوليه اهتماماً أن بعض القناصة يأتون حدودنا في أيديهم سلاح لقتل سعودي، وهؤلاء هم الذين لن نسمح لهم بذلك، وسنعمل على تدميرهم».
مشيراً سموه إلى أن روح المتسللين وقدرتهم القتالية قد انخفضت تماماً، وحتى مخزونهم من العتاد والأسلحة قد انتهى.
وحول سؤال: هل من الممكن أن تفرض هذه الأحداث تنظيم بعض ملفات الحدود بين البلدين؟.. قال سموه: «الحدود منتهية ومتفق عليها بين الحكومتين (السعودية واليمنية)، والحكومة اليمنية مشكورة تحميها مثلما نحن نحميها. والذي صار أن هناك زمرة من المتسللين، وهم تحديداً الحوثيون، الذين أرادوا بطريقة أو بأخرى الاعتداء والتسلل والقنص في تلال المملكة العربية السعودية، ولكننا - ولله الحمد - دحرناهم، والتلال أصبحت كما ذكرت مسيطر عليها تماماً، وآخر موقع شاهدته في زيارتي الأخيرة، وأصبحت حدودنا محمية. يوجد في الطرف الآخر من داخل الأراضي اليمنية بعض القناصة، وما زال بعضهم الآن يقوم ببعض إطلاق النار، ولكننا - بحول الله وقوته - نجعل أي واحد يعتدي على أراضينا يفكر 200 مرة قبل الإقدام على أي عمل».
وحول الجرحى السعوديين الذين تتطلب جروحهم سفرهم للخارج بيَّن سموه: «يجب أن يعلم الجميع أن أي جرحى في المعارك، أو جرحى القوات المسلحة عموماً، يعطون عناية خاصة، والمدير العام للخدمات الطبية للقوات المسلحة عنده توجيهات بأن أي علاج غير متوافر في المملكة نرسل المصاب فوراً إلى أي مكان من العالم، ولكن إمكاناتنا الصحية جيدة».