لم تعد نساؤنا يهبن أسلحة أعتى الأشرار وأكثرهم إجراماً، فبالأمس تصدت فتاة فلسطينية من قرية بني صالح التي لا تبعد كثيراً عن رام الله لجندي صهيوني وحاولت انتزاع سلاحه (الرشاش) احتجاجاً على إقامة مستوطنة على أرض القرية الفلسطينية.
الفتاة الفلسطينية ليست جديدة على خوض غمار التحدي وحتى المقاومة والاشتباك مع الجنود الإسرائيليين المدربين على ارتكاب أكثر الأعمال قذارة وعنفاً. أياً كان الهدف فتاة أو حتى طفلاً. ألم يحولوا مدارس غزة إلى مقابر؟ ورغم أن الجندي الصهيوني كان يستعرض (رجولته) من خلال إشهار سلاحه (الرشاش سريع الطلقات) إلا أن الفتاة الفلسطينية متسلحة بحقها في الدفاع عن أرضها التي يدنسها الإسرائيليون ببناء المستوطنات، لم تخف من سلاحه وحاولت انتزاعه لتذكّره بأنه إذا تقاعس الرجال عن أداء واجبهم فالنساء حاضرات.. حاضرات.
فتاة فلسطينية تعيد رفع رؤوسنا العربية التي تعبت من كثرة الانحناء وطأطأت هامات الرجال في ساحات الوغى.
في مجال آخر وفي ساحات العلم، أعادت فتاة سعودية رفع رؤوسنا بعد أن حققت ما لم يحققه (مفتولو الشوارب)، فالدكتورة خولة الكريع، بأبحاثها وجهودها في التصدي لمرض السرطان، قد أنقذت بمشيئة الله الآلاف من المصابين بهذا المرض الخبيث.
امرأة عالمة تتفوّق وتخدم الإنسانية نفخر بها ونعتز بانتمائنا إليها، فهذه السعودية الرائعة أعادت الاعتبار للمرأة السعودية التي لا يزال البعض يخجل من ذكر اسمها. فيخفي اسم أمه ويتحفّظ على ذكر اسم زوجته، ويخجل عن التلفظ باسم ابنته.
كم أتمنى أن أرزق ببنت أخرى لأسميها (خولة)... عسى أن تصبح عالمة مثل الدكتورة خولة الكريع.