القاهرة - مكتب «الجزيرة» - طارق محيي
تختتم اليوم مواجهات الدور ربع النهائي لكأس الأمم الإفريقية رقم 27 (أنجولا 2010) بمواجهتين من العيار الثقيل، يتحدد على نتيجتيهما الفريقان اللذان سيكملان المربع الذهبي للبطولة.
المواجهة الأولى في السابعة مساء بتوقيت الرياض تجمع بين منتخب مصر حامل اللقب وصاحب الأرقام القياسية في البطولات الإفريقية والمركز الأول في المجموعة الثالثة مع منتخب الأسود الكاميرونية ثاني المجموعة الرابعة الذي يسعى للثأر من الفريق المصري الذي اقتنص منه لقب القارة الإفريقية في البطولة الماضية غانا 2008م.
والمواجهة الثانية ستكون في العاشرة والنصف مساء بين منتخب زامبيا (التماسيح) الذي فجَّر مفاجأة من العيار الثقيل وتصدر مجموعته الرابعة في اللحظات الأخيرة؛ ليواجه منتخب نيجيريا (النسور الخضراء) ثاني المجموعة الثالثة في مواجهة خارج التوقعات تتسم بالقوة والشراسة.
تحظى المباراة الأولى بين مصر والكاميرون باهتمام كبير من قِبل الجماهير الإفريقية والنقاد والخبراء ووسائل الإعلام؛ خاصة أنها تجمع بين حامل اللقب منتخب مصر وصاحب اليد العليا في البطولة بعد أن أصبح الفريق الوحيد الذي حصل على الدرجة النهائية في الدور الأول وحقق الفوز في ثلاث مواجهات. ويسعى المنتخب المصري إلى ترويض الأسود وتحقيق الفوز من أجل استكمال مشواره نحو التتويج الثالث على التوالي والسابع في تاريخه، بينما الطرف الآخر للمواجهة منتخب الأسود الكاميرونية أحد الفرق المرشحة بقوة للفوز باللقب، كما أنه أحد الفرق المتأهلة إلى نهائيات كأس العالم، ويسعى الفريق بكل نجومه ومحترفيه إلى وضع حد للتفوق المصري على الكرة الكاميرونية خلال السنوات الست الأخيرة، ويحاول الفريق الثأر من المنتخب المصري الذي حصد لقب 2008 على حسابه.
يدخل المنتخب المصري المباراة تحت قيادة مديره الفني الوطني حسن شحاتة، الذي يعرف تماماً أن مواجهات الأدوار النهائية لا تعترف بمستويات الفرق في الدور الأول؛ لأنها مباريات كؤوس، والخطأ فيها غير وارد تماماً. وشدد شحاتة على لاعبيه بعدم الانخداع بمستوى المنتخب الكاميروني الذي ظهر به في الدور الأول؛ لأن الفرق الكبيرة تظهر في المواجهات الحاسمة. وسيلعب منتخب مصر بطريقة متوازنة بين الدفاع والهجوم في محاولة لامتلاك منطقة وسط الملعب؛ لفرض أسلوب لعبه على الفريق الكاميروني الذي يتميز بالقوة والسرعة.
ومن المنتظر أن يعود شحاتة إلى التشكيلة الأساسية التي بدأ بها لقاء نيجيريا، والتي تعتمد على طريقة 3-5-2؛ حيث يلعب عصام الحضري في حراسة المرمى، وأمامه هاني سعيد ووائل جمعة ومحمود فتح الله، وأمامهم أحمد فتحي وسيد معوض وحسني عبد ربه وحسام غالي وأحمد حسن، وفي الهجوم محمد زيدان وعماد متعب.
أما المنتخب الكاميروني بقيادة مديره الفني الفرنسي بول لوجان فيدرك تماماً مدى قوة الفريق المصري الذي يخطو بثبات نحو اللقب، وسيحاول لوجان تعطيل مفاتيح لعب المنتخب المصري المتمثلة في الجناحين الأيمن والأيسر، إضافة إلى قوة وسط الملعب الذي يملأه بثلاثة لاعبين أقوياء. وسيحاول الفريق الكاميروني الضغط مبكراً في محاولة لإحراز هدف مبكر يربك به حسابات حامل اللقب.
ومن المنتظر أن يلعب لوجان بالتشكيلة الأساسية نفسها في المباريات السابقة، التي تعتمد على الحارس إدريس كاميني وأمامه ريجوبرت سونج وجيريمي نديتاب وهنري بيديمو وأندريه بيكاي وألكسندر سونج وجان ماكون وستيفان مبيا وأشيل إيمانا، وفي الهجوم قائد الفريق صامويل إيتو ومحمدو إدريسو.
المواجهة الثانية أطلق عليها النقاد مباراة خارج التوقعات؛ خاصة أن الفريق النيجيري (النسور)، أحد الفرق المتأهلة لكأس العالم، لم يقدم المستوى المعروف عنه، ولم يقنع أحداً من متابعي البطولة، في حين أن المنتخب الزامبي (التماسيح) شهد صحوة متأخرة قبل نهاية الدور الأول، جعلته يتصدر مجموعته القوية ويطيح بالمنتخب الجابوني الذي كان مرشحاً للتأهل حتى الثواني الأخيرة.
يعاني شايبو أمادو المدير الفني الوطني للمنتخب النيجيري انتقادات كثيرة من المسؤولين عن الرياضة في نيجيريا لدرجة أنهم أعلنوا إقالته عقب البطولة مباشرة وتعيين مدير فني جديد ليقود الفريق في نهائيات كأس العالم 2010، وهو ما جعل أمادو في تحد مع الجميع؛ من أجل التأهل للدور نصف النهائي؛ ليؤكد أنه قادر على قيادة الفريق لتحقيق اللقب الإفريقي وتقديم مستويات قوية تعبر عن الكرة النيجيرية.
وسيحاول المنتخب النيجيري فرض أسلوب لعبه على الفريق الزامبي الذي يتميز بالقوة والسرعة والحيوية لصغر معظم عناصر الفريق. ويعتمد المدير الفني النيجيري في ذلك على خبرة ومهارة لاعبيه، وأبرزهم جوزيف يوبو وإسماعيل تاي تايوو وج ون أوبي ميكائيل وكالو أوتشي وفيكتور أوبينا وبيتر أوسازي أودموينجي ومايكل إينرامو والمهاجم العائد بقوة أوبافيمي مارتينز، إضافة إلى القائد العجوز نوانكو كانو.
أما المنتخب الزامبي بقيادة مديره الفني الفرنسي هرفي رونار فيعتمد على حيوية لاعبيه وصغر سنهم، وسيعمل على فتح مساحات واسعة في خط دفاع المنتخب النيجيري؛ لينطلق منها لاعبو الوسط والهجوم بقيادة نجم الفريق كريستوفر كاتونجو ومعه جاكوب مولنجا وفيليكس كاتونجو وكلايفورد مولنجا. وسيحاول الفريق الزامبي تضييق المساحات في وسط ملعبه؛ لفرض حصار على مهارة لاعبي نيجيريا، مع استغلال الهجوم السريع لإحراز أهداف وحصد الفوز والتأهل للمربع الذهبي.