بصراحة لم يعد الهلال يحتاج إلى مَن يكتب المعلقات عنه؛ لأنه هو مَن يصنع التاريخ ويكتبه من خلال إنجازات لا تنتهي.. إنجازات شملت كل المحافظات والمناطق؛ تكريماً لجماهيره العظيمة في هذه الأماكن.. الهلال لا يحتاج إلى مَن يدافع عنه أمام المسيئين والمتجاوزين، وحتى المتطفلين؛ لأن الميادين هي التي تشهد له وتستشهد به، ولأن جماهيره مختلفة في نظرتها؛ فهي لا ترضى إلا بالإنجازات والبطولات، ولا يشغل بالها المنافسون ولا المسيئون.. الهلال وحده لا يتحدث عن المنافسين، ولكنه يتحدث عن المنافسات ويحسمها بالجد والجهد والتخطيط تساعده جماهيره الممتدة من كل أنحاء المملكة.. هذه الجماهير التي أغرت نجوماً كياسر والمحياني وهوساوي بتفضيل القميص الأزرق على الأموال والإغراءات.. هذه الجماهير التي أعادت الشلهوب مَن كرسي الاحتياط إلى هداف الدوري.. هذه الجماهير التي أسالت دموع نيفيز حين أصيب وشعر أنه لن يشارك في إسعاد هذه الجماهير في ذات لقاء؛ ليعود إلى هز الشباك والمدرجات بأهداف (أشكال وألوان).. هذه الجماهير التي أعادت المرشدي من لاعب معار إلى نجم الخليج وصخرة زرقاء مبهرة.. هذه الجماهير التي أعادت الدعيع شاباً يافعاً وقائداً تاريخياً لفريق القرن التاريخي.. هذه الجماهير التي قدمت الصاعد العابد؛ ليتألق، ويسجل، ويساهم في الفرح.
(مبروك للهلال) هي كلمة لم تعد تشفي غليل الهلاليين، ولكن حسم الدوري قبل ثلاث جولات هو الحدث التاريخي المثير غير المسبوق الذي صنعه وأخرجه عبدالرحمن بن مساعد، بعد أن خسر النهائي في الموسم الماضي؛ فاستعد لهذا الموسم كأسد جُرحت كبرياؤه؛ فقدم فريق الأحلام الذي أسعد كل مَن يحب كرة القدم بأداء مبهر لم تشهد له ملاعب الكرة السعودية مثيلاً في تاريخها؛ فكانت النتيجة كما رأها الجميع أمس في الرس، حين احتفلت الجماهير الزرقاء هناك بالبطولة، وتركت التتويج لجماهير أخرى تنتظر دورها يوم التتويج.. شكراً للهلال الذي يقدم دروساً لمناصريه وخصومه، وحتى للمحايدين؛ فالمماحكات والمساجلات الكلامية والكتابية ليست من اهتماماته، ولا تخصصه؛ ولهذا وصل إلى الإنجاز ذي الرقم 49 وأقرب منافسيه يقل عنه بـ19 رقماً.
هنيئاً للهلاليين إنجازهم الجديد الذي جاء متزامناً مع تتويجه بلقب نادي القرن في القارة الكبرى، ومبروك له جماهيره التي دفعت مدربه جيريتس البارحة ليقول: لم أشعر في يوم من الأيام بأنني ألعب خارج أرضي؛ فالجماهير الكبيرة والعظيمة هي الأكثر في كل الملاعب، ولم يعد سراً أنها وراء كل ما تحقق لناديها من إنجازات غير عادية لفريق غير عادي ببطولاته وشخصيته وهيبته التي استمدها من جماهيره العاشقة بعقل لنادي القرن الآسيوي.