Al Jazirah NewsPaper Sunday  24/01/2010 G Issue 13632
الأحد 09 صفر 1431   العدد  13632
 

شيء من حتى
متى نستفيد من أخطائنا؟
عبدالعزيز بن عبدالله الوطبان

 

لا يمكن لأي نظام بشري أن يصمد في ظل التغيرات المتسارعة واختلاف أنماط التفكير وتطورها بفعل العوامل المساعدة على ذلك، وما من عمل بشري إلا ويعتريه القصور وتكتنفه الأخطاء، لذا كان التجديد والتطوير ديدن تلك الأنظمة، ويتبع ذلك تطوير الكوادر التنفيذية لتتواكب مع تطور الأنظمة المناسبة لاحتياجات العصر، لذلك قد تحدث الكثير من الفجوات عندما يكون التباين كبيرًا بين المُشرِّع والمُنفِّذ، وما يحصل في المسابقات السعودية من خلل واضح هو من قبيل ذلك التباين بين الأنظمة التي لا تحتمل التأويل، وبين منفذيها الذين يقعون بفعل قصور أو ما شابه بأخطاء كارثية.

وما يؤكد فكرة التباين هو عدم الاعتراف بالخطأ ومحاولة تضليل الرأي العام باختلاق قصص لا يصدقها عقل، ولا شك أن عدم الاعتراف بالخطأ يعني مزيدًا من الأخطاء، وما قضية لاعب الأهلي (الجيزاوي) إلا مثال على ذلك، فاللاعب أوقف بعد لقاء الهلال مع أن العقوبة كانت يجب أن تصدر قبل ذلك وبعد مباراة الأهلي مع القادسية التي ارتكب فيها اللاعب مخالفة (دعس) يد اللاعب المنافس، فلعب الأهلي مع الهلال ثم أوقف بعد ذلك وقبيل لقاء الأهلي مع نجران بخمس ساعات أحرج الأهلي و(لخبطت) أوراق الفريق ليخسر من نجران، وتضعف فرصة حصول الأهلي على المركز الرابع، ونلاحظ أن هذا الخطأ الكارثي هو من قبيل الأخطاء المزدوجة، فضرره في الأصل على الهلال، ثم الأهلي، وقد فسّر البعض هذا الخطأ بتعمد تلك اللجنة ليلعب اللاعب أمام الهلال ثم يوقف بعد ذلك، فيستفيد الفريق المدلل!

وقد حاول رئيس لجنة الحكام تبرير ذلك بأن مسؤولي القادسية رفعوا تظلماً حول هذا الأمر مما نبه لجنة الانضباط لمخالفة اللاعب، وحتى لو قبلنا بهذا التبرير فإنه عذر أقبح من ذنب، إلا أنه سرعان ما انكشفت الأوراق وتبيّن أن هذا التبرير غير صحيح، وأن وراء الأكمة ماوراءها!

بيدي لا بيد عمرو..

كل المؤشرات والمعطيات تُظهِر محاولة عرقلة الهلال وتسهيل الطريق لخصومه في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد، وكأن لجان الاتحاد السعودي المعنية بتحقيق (العدالة) بين أندية الوطن قد ساءها أن يواصل الهلال نثر إبداعاته على مستوى الفريق الأول والأولمبي، ومع ذلك استطاع الهلال التغلب على تلك المعوقات وهزيمة منافسيه ومتربصيه!

لكن الهلال في النهائي لم يكن الهلال الذي عرفناه هذا الموسم، فقد هزم نفسه بنفسه، واستسلم للفريق الشبابي والذي من الواضح أنه قد بنى آماله على تحقيق هذه البطولة بعد أن يئس من مطاردة الهلال في دوري زين وذلك للبون النقطي الشاسع بينهما، لذلك كشف الفريق الشبابي عن نواياه مبكرًا بعد أن أراح لاعبيه أمام فريق الحزم وكأنه يوجه رسالة شديدة اللهجة للهلال أن البطولة لن تخرج من عرين الليث، ولكن الهلاليين كعادتهم يصيبهم برود عجيب و(حكمة) ليست في محلها، فم نر أحدًا اعترض على تأخير لقائهم بالأهلي والذي كان المقصود منه تهيئة الظروف للأهلي ليكسب الهلال، فمر هذا الأمر مرور الكرام وكأن الهلال ليس المعني بذلك، فانتهت المباراة، وخسر الأهلي رغم أنه استفاد من كوارث (مرعي عواجي) أكثر من استفادة نادي الهلال، فملأ الأهلاويون الفضاء ضجيجًا، بل إن الفضاء تركه الهلاليون (حصريًا) للفريق الأهلاوي، ليقولوا ما يشاؤون وبمعونة من بعض البرامج التي (اغتالت) العدالة عندما ركزت على الخطأ الوحيد الذي استفاد منه الهلال وتجاهلت الأخطاء التي استفاد منها الفريق الأهلاوي، كل هذه الأمور أوحت للمشجع الهلالي أن البطولة ليست طموح الهلاليين، وأن الإدارة لا تعبأ بها، فكان ذلك واضحًا من الحضور الجماهيري على غير العادة، وانسحب ذلك على التأثير على بقية اللاعبين لينازلوا الشباب بكل برود، وليقدموا البطولة على طبق من (اللامبالاة)، فهنيئًا للفريق الشبابي برئاسة الأستاذ خالد البلطان الذي أعطى البطولة حقها، واحترم الفريق الهلالي والذي من الواضح أنه لم يحترم مشاعر أنصاره الذين احترقت أعصابهم وهم يشاهدون الهلال بهذا الشكل المهترئ!

بقايا حتى:

- يتميز الفريق الشبابي بالسرعة والحيوية، فكان من الأجدى مشاركة عزيز الذي يستطيع أن يقف سدًا منيعًا أمام السرعة الشبابية، وفي الوقت نفسه قدرته الكبيرة على تغطية ظهيري الجنب!

- الهدفان اللذان ولجا المرمى الهلالي وإن كانا من خطأين فرديين من حارس المرمى والظهير الأيسر، إلا أن المحورين يتحملان جزءًا من الخطأ بعدم تغطية الظهيرين!

- عبداللطيف الغنام لاعب خلوق ومجتهد، ويعيبه البطء وضعف ردة الفعل، وأرى أن أداءه لا يتناسب مع الفرق التي تعتمد السرعة.

- يحتاج الفريق الهلالي إلى (روح) نواف العابد، فهذا اللاعب حرث الملعب طولًا وعرضًا ولعب بالروح الهلالية التي لا ترضى بالخسارة، فكان من نجوم المباراة إن لم يكن النجم الأول.

- الشاب نواف العابد قدم دروسًا مجانية للاعبي الخبرة الذين يلعبون بكل برود، وكأن هذه المباراة تحصيل حاصل، لكنه الدم الأزرق الذي يجري في دم هذا اللاعب الشاب!

- هل يستطيع الفريق الهلالي حسم البطولة هذا اليوم بشكل رسمي أم أن اللامبالاة الهلالية ستكون حاضرة مساء اليوم؟

- هل يتوج الهلال بعد مباراته أمام الاتفاق أسوة بالدوريات الأوربية المتطورة، أم أن التتويج سيكون بعد نهاية الموسم، وبذلك تفقد (أهم) البطولات حلاوة الفرحة بها؟

- الملاحظ أن إداريي الهلال يثنون على الخصوم ويبالغون في قوتهم أكثر من ثنائهم على فريقهم، فياليتهم يهتمون بفريقهم ويتركون (المثالية) غير المناسبة!

- حصل الفريق الشبابي وبكل جدارة وهدوء على أولى بطولات الموسم الرياضي، وترك الحديث الذي لا يسمن ولا يغني من جوع للفرق التي تتكلم أكثر مما تعمل!

- سواء كان عدد الفرق الكبيرة ثلاثة أم أربعة، فالفريق الشبابي هو أحدها بل وأبرزها..

- تجديد عقدي نجمي الشباب ابني عطيف ضربة (معلم) وفي توقيتها كذلك، فمبارك للفريق الشبابي، ومبارك لابني عطيف، فلن يجدا بيئة مناسبة تساعدهما على العطاء كالبيئة الشبابية..

آخر حتى:

يا أعدل الناس إلا في معاملتي

فيك الخصام وأنت الخصم والحكم!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد