الوقف الإسلامي يعد أحد أبرز خصائص التشريع الإسلامي التي يمتاز بها عن جميع النظم والثقافات والديانات، باعتباره مفهوماً يستند على بناء النسيج الاجتماعي وفق قيم إنسانية سامية كالتكافل والتراحم والعطاء الحضاري والإنتاج التنموي، من هذا المنطلق كانت المملكة ولازالت متميزة في حماية فضيلة (الوقف) ورعايته من الاندثار تحت طغيان المدنية المعاصرة، وقد سبق وأن استضافت أقطاب وعلماء ومفكري العالم الإسلامي والمهتمين بالتشريعات الدينية لتدارس واقع (الوقف الإسلامي) المعاصر، من خلال المؤتمرات والهيئات والمنظمات التي تعمل على إحياء الوقف الإسلامي وتطويره ليكون فاعلاً في تنمية العالم الإسلامي ونشر الوعي الاجتماعي بين شعوبه، خاصةً أنه ويستند على تاريخ مجيد وإرث عريق لهذه الأمة في استثمار هذه الفضيلة الإسلامية التي كان لها دور جلي في مسارات الحضارة الإسلامية الخالدة في ذاكرة التاريخ.
والعالم الإسلامي اليوم بحاجة إلى صياغة رؤية حديثة تنسجم مع متطلبات العصر لاستثمار (الوقف) تسهم في توسيع نطاق تفعيله إيجابياً، بحيث لا يقف عند وصايا الموتى من أهل الخير أو عند حدود التكافل الاجتماعي، إنما يتجاوزهما إلى كل مجالات الحياة اليومية للإنسان وكل ما يدعمه في تعزز مشاركته التنموية وصولاً إلى إشاعة هذه الفضيلة لتعم العالم الإنساني أجمع بحكم عالمية رسالة الإسلام وشمولية أهدافه الحضارية.
***