أم رقيبة - سالم الوهبي :
قبل أيام قليلة نقلت جريدة الجزيرة خبراً بعنوان (أربعون مليون ريال قيمة لـ50 ناقة)، وهو الخبر الذي أشار إلى أكبر صفقة إبل تمت كجملة. ولتسليط الضوء على هذا الخبر وهذه المناسبة والحدث الهام في مجال الإبل بل في مجال الاقتصاد أجرت الجزيرة هذا اللقاء مع الشيخ إبراهيم بن محمد المهيلب.
في البداية يود أن يعرف القارئ الكريم عن بدايات الشيخ المهيلب مع الإبل؟
- أولاً نرحب في جريدة الجزيرة صاحبة السبق في إعلان خبر أكبر صفقة تمت للإبل كجملة. أما عن بداياتي فأنا اقتنيت الإبل واهتممت بها منذ ما يزيد على 25 عاماً حيث أحببت الناقة واعتنيت بها منذ ذلك الوقت، ومع مرور الوقت أتى التشجيع الكامل والدعم اللامحدود لملاك الإبل من قبل ولاة الأمر وكان لابد لي أن أقوم بتحسين السلالات التي أمتلكها وأقتني أفضل ما يعرض.
ما هو الشيء الذي دفعك للمشاركة في مهرجان جائزة الملك عبدالعزيز؟
- جائزة الملك عبدالعزيز لها طابع خاص، فهي تحمل اسماً غالياً على جميع أبناء المملكة، فماذا بعد اسم المؤسس، وهذا ما دفعني للمشاركة، والشيء الآخر الذي يضفي على هذه المناسبة طابعاً آخر في هذا العام هو خبر شفاء سيدي الأمير مشعل بن عبدالعزيز من العارض الصحي وكذلك عودة سيدي الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى أرض الوطن بعد الرحلة العلاجية. وإذا ذُكرتْ هذه الجائزة يشار بالبنان إلى صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز الذي أسس ودعم هذه الجائزة بل وطورها حتى أصبحت جائزة مرموقة ومحفلاً عالمياً يقصده الجميع.
ما رأيك في أنظمة المهرجان هذا العام؟
- أنظمة المهرجان ومستويات المسابقة في الفئات أضافت نقلة تطويرية كبرى لهذه الجائزة. وبهذه المناسبة أشكر سمو الأمير مشعل بن عبدالعزيز على هذا الدعم لملاك الإبل من خلال هذه الجائزة ومن خلال تطويرها والعناية بها.
بما أنك من رجال الأعمال، ومن نظرة اقتصادية، ماذا أضافت أم رقيبة للاقتصاد؟
- مهرجان جائزة الملك عبدالعزيز أضاف للاقتصاد الوطني حراكاً اقتصادياً على مستوى الأصعدة والمجالات، فإذا نظرت لملاك الإبل لوجدت أن لديهم حركة بيع وشراء هائلة، ووجدت المزادات تقام على الإبل المختلفة، ووجدت أن هناك عرضاً لمختلف أصناف الإبل. وإذا نظرت إلى أصحاب الحرف اليدوية والمتاجر والأغنام لوجدت لديهم حركة بيع وشراء وتسوق من قبل زوار المهرجان، كما أن هذا المهرجان أصبح مقصداً للسياح والمتنزهين. وفي حقيقة الأمر أن هذا المهرجان أصبح متعدد الأغراض، فهو اقتصادي وسياحي وتراثي واجتماعي وثقافي.
حققت أكبر صفقة شراء في الإبل جملة، هل نتعرف على هذه الصفقة؟
- في الحقيقة أنا أرغب في إضافة سلالة نادرة من الإبل لما أمتلكه، فتم شراء ذود القرنين وعدده خمسون ناقة بمبلغ أربعين مليون ريال، كما تم شراء 20 ناقة أخرى من ذود ابن كمعان العجمي بمبلغ أحد عشر مليوناً، وقبلها بأيام كان هناك مشتريات متفرقة على مجموعة من النياق. وفي الحقيقة أن هذه الصفقة لم تكن مثل الصفقات التي نفذتها في حياتي إطلاقاً، فكثيراً ما كنت أقوم بشراء مصانع بمبالغ تضاعف هذه القيمة إلا أنها لم تكن بحجم مستوى ومتابعة هذه الصفقة من الإبل، لأن الإبل لها شأن عظيم مختلف عن كل الصفقات، فلقد تلقيت التهاني والتبريكات من العديد من فئات المجتمع بل إنها أصبح يسأل عنها القاصي والداني، وهذا بخلاف ما ذكرت من صفقات أخرى في مجالات أخرى.
ما مجموع مبالغ مشترياتك في هذا العام؟
- مجموع مشترياتي خلال الأشهر القريبة الماضية تعادل السبعين مليون ريال، فقبل ذود ابن كمعان وابن قرنين وتحديداً في هذا العام اشتريت بحوالي عشرين مليون ريال، ولدي الرغبة في الشراء متى ما وجدت الناقة المزيونة التي يسعى الجميع لامتلاكها.
هل لديك استعداد لدفع مبالغ كبيرة في ناقة واحدة؟
- نعم لدي إذا كانت الناقة من سلالة نادرة وتمتلك مواصفات عالية، فعندي استعداد لشرائها مهما كلف ذلك، وأعيد وأؤكد أن هذا مرتبط بمواصفات الناقة ورغبتي. ومن جهة أخرى فدائماً الشيء النادر ترتفع قيمته بشكل لافت للنظر، ففي الدول الأجنبية وصلت بعض النوادر من النوق وهي لا تمثل شيئاً مما لدينا أقياماً عالية جداً فما بالك بالإبل التي تُعَدُّ رمزاً من رموز تراث هذه البلاد الطيبة.
فحول الإبل مشكلة دائماً تؤرق مالك الإبل، هل تم تخطيها بالنسبة لكم؟
- يُعَدُّ الفحل من أهم مكونات المعادلة التي تقوم عليها إبل المزاين وإبل السلالات النادرة، وهنا في الجزيرة العربية هناك العديد من السلالات الطيبة والتي شاع صيتها بإنتاجها الطيب، والحمد لله فقد اقتنيت عدداً منها كرمان وبعير الباتل وتمام، ويُعَدُّ اهتمام مالك الإبل في الفحل الطيب ركيزة مهمة وتأسيساً للإبل في المستقبل، وهذا كله مقرون بتوفيق من الله عز وجل.
هل تتوقع أن تحصل على المركز الأول؟
- أولاً جميع الأعمال التي يعملها الإنسان مرتبطة بتوفيق الله، كذلك التوقعات هذه يقدمها الجمهور، وعموماً الرأي الأول والأخير للجنة، لكن وبكل أمانة مشاركتي فقط في هذا المهرجان يعد جائزة كبرى، وأتمنى لجميع إخوتي المشاركين التوفيق، فهذه منافسة شريفة والهدف الأسمى هو المشاركة بحكمة عقلانية، وإذا لم يحالفني الحظ في هذا العام فبإذن الله سيحالفني في عام آخر.
كلمة أخيرة
بهذه المناسبة أرفع أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان لصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز على هذا الاهتمام في هذه الجائزة، كما أشكر كل من هنأني وبارك لي في هذه الصفقة، وأتمنى من الله العلي القدير التوفيق، ثم أنني أدعو الله أن يحفظ هذه البلاد ويحفظ قادتها من كل مكروه وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان.