القاهرة - واس
أكد معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة عمق العلاقات السعودية - المصرية في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وأخيه فخامة الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية.. مشددا على أن هذه العلاقات علاقات وثيقة وقوية. وقال معاليه في حديث لصحيفة - أخبار اليوم - المصرية نشرته أمس: لا أعتقد أن أحدا يجهل ما يربط بين البلدين من عرى محبة وتعاون وتآزر ولا ما يميز العلاقات بين الشعبين السعودي والمصري وبين قيادتهما من لحمة نسج سداها على مر العقود منذ توحيد المملكة العربية السعودية على يد جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - . وأضاف قائلا: لقد أثبتت هذه اللحمة صلابة منقطعة النظير طوال الأزمات الحادة التي عانت منها منطقتنا على مدى العقود الماضية الأمر الذي جعل العلاقات بين البلدين تستعصي على كل من أراد النيل منها أو حاول بث روح الوهن فيها.. معرباً عن اعتقاده بأنه لا أحد يجهل أن هذه العلاقات تقوم على أسس راسخة وقواعد صلبة ومتجذرة في الشخصية السعودية والشخصية المصرية وفي العقل الجمعي للشعبيين.
وأوضح معالي وزير الثقافة والإعلام أن المواطن العربي يعرف تمام المعرفة جهود المملكة في تحقيق المصالحات وتوحيد الكلمة بين العرب والمسلمين، وأن هذه الجهود تنتظم في سلسلة متتابعة منذ عهد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.. مشددا على القول بأن المملكة العربية السعودية ستستمر في بذل هذه الجهود المخلصة.
وأشار الدكتور عبدالعزيز خوجة إلى أن هذه الجهود المتواصلة وجدت من جمهورية مصر العربية الدعم والمؤازرة إلى جانب ما تحملته مصر من مسؤوليات جسيمة تجاه القضية الفلسطينية وعملية السلام وجهودها المتواصلة لإعادة التماسك للصف الفلسطيني منذ دب النزاع ونشب الانقسام بين اثنين من مكوناته الرئيسية، مؤكداً أن الجهود السعودية والمصرية جهود متكاملة ومتعاضدة وأن مساعيهما المستمرة لرأب الصدع في العلاقات العربية العربية وبين القوى الحية في هذه الدول العربية أو تلك تنبع من استشعار كل منهما لمسؤولياته تجاه الأمة العربية. وتطرق معالي وزير الثقافة والإعلام إلى محاولات البعض بإظهار النشاط السعودي والمصري في المحيط العربي على أنه نشاط نابع من التنافس والتسابق.. موضحاً أن ذلك من باب القصور في الفهم والتأثر بفلسفة - ميكيافيلية - لا تؤمن إلا بتأصل الشر وسوء الطوية في نفوس البشر.
وقال معاليه إن القوات المسلحة السعودية تمكنت من تلقين تلك الشرذمة الباغية من المتسللين المسلحين للحدود السعودية دروسا قاسية وتمكنت بفضل الله من كسر شوكة فتنة كانوا يأملون من ورائها الزج بالمملكة العربية السعودية والجمهورية اليمنية في أتون فوضي إقليمية تزيد من نزيف الوضع العربي وتفككه وما ذلك إلا لخدمة قوى شريرة تضمر للبلدين الحقد والضغينة. واستطرد قائلاً: إنه منذ اللحظات الأولى لأعمال التسلل الإجرامي وما تبعه من أعمال غادرة كانت المملكة بحكمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وبعد نظر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام تدرك أن هذا المخطط المكشوف يرمي إلى دفع المملكة إلى الدخول في العمق اليمني وانتهاك سيادته. ولفت معالي وزير الثقافة والإعلام النظر إلى أن اليمن ليس وحده من يتعرض لمخاطر من قبل تنظم القاعدة ومن قبل تنظيمات أخرى ذات ارتباطات إقليمية.. مؤكدا أن موقف المملكة ثابت وراسخ تجاه اليمن وهو الوقوف بجانبه ودعم وحدته. وأبرز معاليه الجهود التي تقوم بها وزارة الداخلية بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية للقضاء على ظاهرة الإرهاب.. لافتا الانتباه إلى أن المملكة اكتسبت تجربة ثرية من واقع مساعيها الناجحة في إعادة تأهيل ذوي الفكر الضال الأمر الذي جعل العديد من الدول والأجهزة المعنية فيها تسعى للاستفادة من هذه التجربة لمواجهة أوضاع مماثلة طرأت فيها. ورأى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة أن تصحيح الصورة الذهنية عن العرب في وسائل الإعلام الغربية ولدى الجمهور الغربي مسؤولية فردية وجماعية تقع على الدول منفردة ومجتمعة وتقع على الشعوب أفراداً ومجموعات.. وقال لا شك أن على وزارات الإعلام أو المؤسسات التي تقوم مقامها في الدول العربية والإسلامية مسؤولية جسيمة في مواجهة كل ما يمكن أن يأخذ شكل حملة مغرضة ومتعمدة تجاه المضامين التي تبنى على جهل. وأوضح معاليه أن هناك مسؤولية كبيرة تقع أيضا على المثقفين ورجال الأعمال العرب والمسلمين الذين يدرسون في دول الغرب وغيرها.. وقال إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان دليل حي على ما يبذل من جهود ملموسة في المحافل الدينية والفكرية على مستوى العالم لتجنب البشرية شرور قوى التعصب والانغلاق ونبذ الغير.وبين معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة أن هناك سوء فهم من البعض لوثيقة البث الفضائي العربي.. مؤكداً أنه ليس من المقبول الادعاء بأن الوثيقة تهدف إلى كبت حرية التعبير السياسي وتقييد الآراء وفرض وصاية الدول على وسائل الإعلام.وقال إن هذا الادعاء مردود عليه بحكم أنه لم يعد لدى هذه الدول القدرة نظريا وتطبيقيا على حجب ما يأتي من الفضاء سواء من داخل العالم العربي أو من خارجه وأنه من هنا تأتي المغالطة التي ترمي إلى تشويه الدوافع من وراء إصدار وثيقة استرشادية تنبع من روح الأمانة وتفرضها المسؤولية وتصويرها على أنها قيد على حرية التعبير وتضيق على وسائل الإعلام.
وأعرب معالي وزير الثقافة والإعلام عن رضاه للمستوى الإعلامي في المملكة.. مشيرا إلى أنه لا توجد رقابة في المملكة على الإعلام وأن مثل هذه الأمور عفا عليها الدهر وشرب بدليل ما يكتب في الصحف من مقالات.
وأشار إلى أن الإعلام العربي يجسد الواقع السياسي العربي وحمل هموم الأمة وله دور كبير في تنقية الأجواء العربية إذا انتقل بالإيجابيات ورصدها مثلما يفعل مع السلبيات والتزم بعدم الإثارة وعدم اللجوء إلى الديماقوقية والغوغائية في علاج الأمور والقضايا العربية. وخلص معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة إلى القول إن آخر ما تعرضت له المملكة من حملات يأتي من بعض القنوات الرسمية وغير الرسمية الإيرانية.. مشدداً على أن المملكة العربية السعودية بصفتها ثقلاً سياسياً عربياً وإسلامياً وإقليمياً ودولياً تقوم بواجبها نحو مواطنيها وبلدها وأشقائها وأصدقائها.
وكان معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة قد قام بزيارة أمس لمعالي وزير الثقافة المصري فاروق حسني بمكتبه بالقاهرة حيث بحث معه العلاقات الثقافية المشتركة بين المملكة العربية السعودية ومصر وتم تبادل الأفكار حول كيفية البناء الثقافي وتبادل الخبرات حول تجارب الدولتين في مجالات العمل الثقافي المختلفة.
وأكد معالي الوزير خوجة خلال اللقاء حرصه خلال زيارته للقاهرة على لقاء وزير الثقافة المصري بوصفه أشهر وزير ثقافة في العالم العربي، لافتاً إلى أن زيارته لمصر تهدف إلى تبادل الآراء وبحث كيفية التواصل الثقافي المشترك.
ونوه معاليه بما تتمتع به مصر من تاريخ ثقافي وتراث إنساني عريق على مر العصور، وأيضاً بما تحمله المملكة العربية السعودية من تنوع ثقافي، مشدداً على حرص البلدين الدائم على التلاقي الثقافي الإنساني بين كافة الدول العربية.
من جانبه قال وزير الثقافة المصري فاروق حسني إن معالي وزير الثقافة والإعلام مهتم بالثقافة على الرغم من كونه وزيرا للثقافة والإعلام معا، مؤكدا أن الثقافة والإعلام في حاجة دائما لبعضهما البعض حيث يكمل أحدهما الآخر.
وأكد الوزير المصري أن اللقاء كان مفيدا للغاية وحمل العديد من الأفكار المشتركة لخدمة العمل الثقافي في البلدين معربا عن ترحيبه بالدعوة التي تلقاها من معالي وزير الثقافة والإعلام لزيارة المملكة في مايو المقبل لاستكمال الحوار الثقافي المشترك وما تم إنجازه بين البلدين في كافة المجالات الثقافية.