لولا (الهوسات) التي كان يرددها جمع الدهماء، والذين كانوا ينتعشون بين الفينة والأخرى استجابة لنداء كبيرهم الذي كان يحرضهم على الفجور والشتم بعد أن يرفع عقيرته (ها خوتي ها) وهي لازمة يرفعها أهل الجنوب في العراق عند (الهوسات) العراقية، والتي كثيراً ما يرددها الفنان الكويتي داود حسين عندما يسخر من (المهوسين العراقيين).
المهم لولا تلك اللزمات لشعرت أن الذين يرفعون عقيرتهم بشتم الشيخ عبدالعزيز بن باز وابن عثيمين هم كويتيون لأنهم يلبسون الثياب الكويتية و(كاشخين) على أعلى درجة، ولكن أين هم من أخلاق الكويتيين، فالكويتي العربي الأصيل لا يمكن أن يحول حفلات الأعراس كما يدّعون إلى هوسات لشتم علماء أهل السنة، والمملكة العربية السعودية وشعبها...!! الهوسات التي كان يرددها العراقيون الذين يلبسون الدشداشة الكويتية، أغضبت الكويتيين الحقيقيين الذين وجدوا في هذا الأسلوب والطريقة البعيدة كما اعتاده الكويتيون، عودة إلى ما كان يحصل في الكويت في أيام الغزو العراقي البغيض، قد نبهت هذه الهوسات والهتافات الطائفية البغيضة ضد علماء أهل السنة وعقيدة أهل السنة والجماعة من هؤلاء المهوسين، وشتم دولة شقيقة لها روابط أسرية وعائلية وشيجة، نبهت الكويتيين بأن (غزواً) من نوع آخر مغلف بدشاديش كويتية لفئة يسمونهم فئة البدون الذين أصبح ولاؤهم مكشوفاً وانتماؤهم واضحاً، فمن كانوا (يهوسون) حاولوا تغطية ولائهم لنظام ولاية الفقيه بالدشداشة التي لا يمكن أن تخفي كل هذا الحقد الذي ظهر بوضوح تام في تلك الهوسات، التي تعد غزواً ثقافياً وطائفياً لم تعتده الكويت البلد الذي وجد فيه (البدون) كل الرعاية إلا أنهم يأبون إلا العودة إلى أصلهم ويتنادون (ها خوتي ها).. من أجل الإعداد لفرض إرادتهم ونشر ما يردهم من تعليمات من الشمال والشرق.
* الهوسة، مفرد هوسات وهي نوع من التراث العراقي الجنوبي الذي يجمع بين التظاهر والرقص وترديد لازمة شعرية.. وهو أسلوب ينفرد به العراقيون، وهو يشبه الدبكة عند اللبنانيين.
jaser@al-jazirah.com.sa