نجحت تركيا نجاحاً باهراً في إدارة أزمتها مع ما يسمى إسرائيل، فبعد أن أهين السفير التركي لدى الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة في سابقة غير معهودة في الأوساط الدبلوماسية وأمام آلات التصوير وشاشات التلفاز..
...ردت تركيا باحتجاج قوي هزّ الكيان الصهيوني وجعله يرضخ لطلب تركيا المسلمة وتقديم اعتذار رسمي حول ما بدر من تصرفات مسيئة للسفير التركي، وبالتالي فهي مسيئة لدولة تركيا. إسرائيل لم تنسَ موقف أردوغان الطيّب من غزوها لقطاع غزة وانتقاده لهذا الغزو واستياءه منه ومجادلته إسحق رابين في الموقف الشهم المعروف، وأرادت أن ترد على هذا التصرف الشهم النبيل من قبل رجب طيب، ولكن لأنها دولة احتلال فقد جاء ردها بمستوى مفهومها للعنصرية والاحتلال وقهر الشعوب أصحاب الأرض الأصليين وأصابت نفسها بسهم حاولت إطلاقه تجاه تركيا فارتدّ إليها مع سخط عليها من قبل دبلوماسيي العالم -وإن لم يصرحوا بذلك- وبتأييدٍ واسع لتركيا. الموقف التركي القوي جعل وزير الدفاع للدولة المحتلة باراك يهرول إلى تركيا في محاولة لرأب الصدع الذي تسببوا به.
خوفهم وتقديمهم الاعتذار وهرولة الوزير إلى أنقرة يعبر عن حجم تركيا السياسي والاقتصادي والعسكري وأهميتها في المنطقة.. فتقديم اعتذار رسمي لتركيا أهون لدى الكيان الصهيوني من فقد الحليف الأكبر لهم في منطقة الشرق الأوسط والذي يرتبطون معه بعلاقات متميزة منذ عقود، وتحقيقاً للصفقات والتبادل التجاري والسياحي والمناورات العسكرية التي تجري بشكل دوري مع تركيا.. وأمر مهم يخشى منه سياسيو الكيان الصهيوني هو عودة تركيا لمحيطها الإسلامي الكبير خاصة في ظل التقارب والعلاقات الجيدة في الوقت الحاضر بين تركيا وجيرانها العرب والمسلمين ومحاولة تركيا كسر الحصار المفروض على أهل غزة بأكثر من وسيلة. فتحية طيبة منّا لغول وأردوغان.. وعلى الله الاتكال.
