ربما أن الجميع متفق على أن الموسم الرياضي الحالي يعتبر واحداً من أسوء الموسم من الناحية العملية للجان اتحاد الكرة التي أثبتت أنها بعيدة كل البعد (دون استثناء) عن العمل الاحترافي وتنافست فيما بينها على لقب الأسوأ، فالنصوص النظامية تغيب وتحضر بحسب المزاج الشخصي وديناميكية العمل وسرعته المطلوبة مفقودة تماماً، وهو ما جعلنا كمتابعين نصاب بالقلق خاصة وأن الدوري السعودي أصبح دوري محترفين وأمامنا الكثير من المتطلبات الواجب تنفيذها آسيوياً. وفي مثل تلك الأجواء غير الإيجابية أعتقد جازماً أننا سنقع في ورطة حقيقية عندما تشتد المنافسة وتبدأ عملية استقلال الأندية ككيانات تجارية، لأن وجود إستراتيجية عمل للجان المرتبطة بمركز القيادة الكروية بهذا الشكل المخجل يعني سقوطاً ذريعاً للاحترافية وديمومة منتظرة للفشل..!!
لقد دأبت الرئاسة العامة لرعاية الشباب - في الغالب- على أن يتسنم هرم لجان اتحاد الكرة السعودي شخصيات من موظفيها الذين هم بالأصل منهمكون بأعمال ولجان واجتماعات وانتدابات لا حصر لها. والرئاسة -ربما- تعتبر وجودهم يعني السيطرة على أجندة العمل داخل مؤسسة واحدة، ففي الأخير الكل يتبع للمؤسسة الأم وهي الرئاسة العامة لرعاية الشباب. ولو نظرنا للجان الحالية لوجدنا أن العزيز ابن ناصر والسرحاني والناصر والعذل يرأسون لجاناً مهمة وبعضهم منذ أربعين عاماً وهو يدور على اللجان وكأنها إرث لصقور الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وهو ما عطل كثيراً خلق الجيل الثاني من الكوادر العملية الرياضية التي ذهبت للقبر وهي تنتظر الفرصة لخدمة الرياضة السعودية فيما هناك من يصارع للبقاء حتى آخر قطرة..!!
رجال الرئاسة العامة لرعاية الشباب الأعزاء على قلب كل مواطن سعودي تجدهم في كل مكان وفي كل لجنة وفي كل اجتماع حتى لو كان لا يخص مسمى وظائفهم. وبرغم احترامي وتقديري واعتزازي بكل فرد فيهم فإني أرى أنهم يبالغون كثيراً عندما يتدخل الكثير منهم في أمور كروية خالصة وأعمال تخصصية احترافية فقط من إجل إثبات الحضور والشهرة، لأن الوقت الحالي وبصراحة ليس وقت تخمة المناصب التي عفى عليها الزمن، ومن يشاهد مخرجات أعمال اللجان يعرف تماماً أن العيب منهم وفيهم..!!
أروع ساعة يمر بها الإنسان هي تلك التي يعترف بها بسقف إمكانياته وقدراته، ولهذا فمسيرة الناجحين تبدأ من اختيار المسار الصحيح والحرص على عدم تداخله مع الآخرين.!
زيادة الأندية خير لابد منه..!!
يحاول بعض أصحاب الشأن في موضوع تحقيق المتطلبات الآسيوية القادمة الهروب والمراوغة لعدم تحقيق مطلب زيادة عدد الجولات للموسم القادم لتصبح (27) جولة، فما بين انتظار استثناء التطبيق واقتراح لعب جولة ثالثة للدوري تتضح صورة قاتمة لمستقبل الدوري السعودي الموسم القادم..
ما أراه أن هناك تخوفاً من موضوع زيادة عدد الأندية بدعوى العنصر الفني والمالي والمنشآت، وهو حق يراد به باطل، وهروب من المسؤولية -بحسب وجهة نظري- فزيادة عدد الفرق تفتح المجال واسعاً لضخ المزيد من المواهب للمنتخبات السعودية وكذلك فتح آفاق للشعبية الكروية بمناطق المملكة. وأنا أدرك تماماً أن الفرق السعودية سيتم زيادتها اليوم أو غداً، ومن الأجدى أن نقرر مبكراً حتى نستطيع أن نلاحق الآخرين بدلاً من أن نتأخر ثم نتوقف طويلاً لمعالجة سلبيات قد تظهر هنا أو هناك. أما من يحاول ابتداع لعب جولة ثالثة بالدوري لتحقيق المطلب فهو إنسان مجتهد لكنه يسير ضد عقارب الساعة الكروية التي لفظت هذا المشروع المدمر للمتعة الكروية..!
تصويبات
- فاز الشباب ببطولة فيصل لأنه ضحى من أجلها، وانهزم الهلال لأن لديه الأهم والأقوى، وما يجبر خاطر جماهيره تلك الكوكبة الصغيرة الرائعة التي خرجت للضوء معلنة ميلاد جيل هلالي قادم بكل قوة.
- نواف العابد نجم كبير يحتاج إلى أن ينتدب خارجياً لزيادة التدريبات المهارية على يد خبرات أوربية، فالمهارة العالية تحتاج لفكر عالٍ ومتمكن غير قابل للاجتهادات المتواصلة..
- اجتهد رئس نادي الرائد فهد المطوع كثيراً وضخ على ناديه بشكل لم يسبق له مثيل لتأتي لجنة الناصر بقيادة أشباه الحكام لتبعثر كل الجهود والأموال بأخطاء كوارثية لا تخطر على البال لتكمل مسلسل لجنة المسابقات التي هي الأخرى اختارت الرائد كأحد أهم ضحاياها في عملية التأجيل والتقديم.. لك الله أيها الرجل (الجنتلمان).. لك الله يا المطوع.. أنت وجه مشرق ورائع.. الكل شهد بروعة أداء فريقك.. الكل يعرف أنك ضحية.. الكل يدرك أنك لم تقصر وما زال للأمل بقية.
- عاد فريق التعاون لنغمة الانتصارات من جديد لأن مسؤولي الفريق نجحوا بإبعاده عن الضجيج الإعلامي والجماهيري واستطاعوا خلق روح جديدة بعناصره، وما يحتاجه الفريق حالياً هو أن يواصل العمل بهدوء شديد وحذر ليتمكن من تحقيق طموحاته.
قبل الطبع
كل شخص يرتكب أخطاء ولهذا السبب وضع في قلم الرصاص ممحاة..!!
msultan444@hotmail.com