منذ سنوات قال أحد المسؤولين: إن المملكة العربية السعودية بلد لا يمكن أن تكون بلداً زراعية أو صناعية كما بلدان أخرى ولعل السياحة لم تخطر على باله آنذاك وإلا لقال ولا أن تكون سياحية أيضاً، ومن يدري وقد صارت السياحة واقعاً ملء السمع والبصر أن يأتي يوم يقال فيه بخلاف ما قاله ذلك المسؤول، وأن تكون المملكة العربية السعودية بلدا زراعيا وصناعيا أيضاً.
ونحن نرى السياحة وقد أخذت أبعادا لم تكن متوقعة منذ تم إنشاء الهيئة العامة للسياحة التي أنيطت المسؤولية فيها بذلك الشاب الطموح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الذي أولاها كامل عنايته وبما لديه من بُعد النظر وسعة الأفق مما جعل السياحة تنتقل من القول إلى الفعل إلى أن صارت واقعاً سوف يأتي بالكثير من الخير على هذا البلد حتى ان المواطن نفسه صار يستشعر أهمية السياحة في بلده ويقبل عليها، وتبعاً لأهمية المكون التراثي في مجال السياحة ومدى التعلق به والإقبال عليه من قبل السياح وبالذات السياح القادمين من الخارج حيث يحكي حياة حافلة بالعادات والتقاليد والكفاح والمعاناة وأساليب العيش والسكن والأنشطة المختلفة عبر أزمان طويلة والذي تجسده القرية بمكونها القديم، فقد رأيت وقد توافرت الظروف الموجبة لذلك مجتمعة، وفي موقع من أهم المواقع السياحية حيث التاريخ الذي يزيد على الألف عام، فقد رأيت أن أطرح فكرة أن تكون (قرية روضة سدير) كنموذج للقرية التراثية النجدية بحكم توافر الشروط اللازمة حيث موقعها الرائع بوسط وادي الفقي الذي يحيطها من الجنوب والشمال بالإضافة إلى إحاطتها ببساتين النخيل الرائعة والجبال مما أضفى عليها جمالاً قد لا يتوفر في غيرها من قرى المنطقة على أمل أن تحظى بعناية الهيئة العامة للسياحة ممثلة في صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وذلك بإعادة إعمار مبانيها الطينية المهدمة وتوفير كل ما من شأنه إعادة الحياة إليها وبأساليبها القديمة لكي تصبح بعد ذلك معلماً تراثياً مهماً وتكون إحدى المزارات السياحية للمواطنين والأجانب وسوف يكون مما يزيد من الإقبال عليها قربها من الرياض العاصمة مما يتيح زيارتها والتردد عليها من أساتذة الجامعات وطلبتها والوفود التي تزور المملكة بين الحين والآخر.
نسأل الله التوفيق للجميع.