يقوم العمل التطوعي بدور كبير في تغذية وتعزيز الانتماء داخل الفرد تجاه المجتمع أو المنظمة التي ينتمي إليها، فيعمل على تقوية الروابط الاجتماعية بما من شأنه ظهور الوحدة الاجتماعية والإيثار وإطلاق معانيها والعمل بها.
لذلك تعنى بعض الدول بالعمل التطوعي وتعمل على تقنينه وفقاً لآلية تحفظ فيها حقوق المتطوع ويلزم فيها بالواجبات.
ففي بعض الدول المتقدمة يربط العمل التطوعي بالترقية وذلك من خلال نقاط يحصل عليها المتطوع جراء تأديته للأعمال التطوعية وهذه النقاط مرتبطة بعلاقة طردية بالترقية.
لذلك مفهوم التطوع في مثل هذه الدول مفهوم واضح وصريح مقنن ومحدد الهوية.
وبالنظر في العمل التطوعي السعودي نجده شبه مغيّب في المؤسسات التعليمية وفي أجهزة الدولة مقصوراً على الأعمال التطوعية الخيرية التابعة للجمعيات الخيرية والأعمال التطوعية التابعة لجمعية الهلال الأحمر السعودي.
فالذي يرغب منا في التطوع لا يعلم أين يتجه.. ولا يعلم ما هي واجباته.. وما له من حقوق!
حتى إن البعض يظن أن مفهوم التطوع مفهوم طارئ وجديد غير محدّد المعالم على الرغم من أن السعودية لها تجارب تنعت بالريادة في هذا المجال.
وبالمناسبة تشرّفت بالتحاور مع د. نورة العجلان عضو هيئة حقوق الإنسان، حول هذا الموضوع وكان الحوار شيقاً للغاية، فقد ذكرت تجربة المملكة إبان حرب الخليج حينما تشكلت الفرق التطوعية من جميع الهيئات والمؤسسات والوزارات في غضون ساعات، وقامت بإيواء الأسر الكويتية النازحة للمملكة بعد الهجوم الغاشم، فقد كانت تجربة يُشار لها بالبنان من حيث التخطيط وإدارة الأزمات، لكنها للأسف تجربة تناقلتها الألسن فقط ولم تدوّن.
العمل التطوعي السعودي على المحك.. ما دامت ثقافة العمل التطوعي ملغاة من حياتنا ومن تعليمنا إذا سلّمنا بأن التعليم هو الأساس وهو وقود الشعوب.. فعن طريقه تختار رُقيّها وتقدمها.