ظُهْر يوم الأحد 24-1-1431هـ وجدتُ مصادفةً كتاباً على طاولة الابن م. عبدالمحسن.. مع إهداء من سعادة الأستاذ خالد بن حمد المالك، بعنوان (عيناي تدمعان). ولأنَّ الدمع من العين له صلة وتواصل مع سيرة حياة كل منا، وقد يكون له من الاستمتاع إفراغ شيء من مخزون له حراك في الصدر.. فقد شدني العنوان وأغراني بقراءة الكتاب.
وهكذا أخذت أقلب صفحاته في عجالة، وإذا هو حزن على وفاة: ملوك، ورؤساء، وأب، وأصدقاء، وعِلْية من القوم.. فعدت لعنوان (أبكيك يا ولدي) وما إن شرعت في القراءة حتى بتني مشاعر حزن وألم، وأخذت عيناي تذرفان سخين الدمع، وما ذاك إلا تعاطف مع ذلك الشاب الذي انتهت حياته في ريعان شبابه، وكان والداه يتطلعان ويخططان لمنهاج حياة، ويرسمان له آمالاً وأحلاماً عريضة.. ليفاجئهما القدر المحتوم، ووصف لحالهما، ومعاناة أقضت مضجعهما.. بأسلوب رائع يشد القارئ ويجعله مشاركاً في تلك المعاناة.
?إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ?.
أخذت أتأمل وأستعيد أنفاسي مستعيناً برزمة من المناديل لأجفف ما تساقط من نثر جادت به العين، وأسأل نفسي عن هذا المصاب، ومَنْ مِنا لم تجتاحه جائحة أو يصاب بفاجعة، وهذا قضاء الله وقدره عزَّ شأنه.. لكن لوعة المصاب تختلف نوعاً وحجماً بمقاييس تتمايز لفقد: الأب، الأم، الأخ.. وقد يكون لهؤلاء فروق من عوامل السن ونحوها.. إلا أن صبياً في ريعان شبابه متفتحاً يشع نوراً وتطلعاً لمستقبل زاهر.. غرس والداه فيه حب العلم والمعرفة وحسن التوجيه والتربية، وكلاهما ينظر إليه صباح مساء.. هنا تتضاعف المصيبة، وتعظم البلِيَّة، ويزداد الألم، ويبقى أثر الصدمة.. فلهما مني الدعاء بالصبر والسلوان، وللفقيد ابنهما فهد بن خالد المالك إن شاء الله الرحمة والغفران.
أبا بشار:
إنها مشاركة وجدانية.. لما أحمله لسعادتكم من ودٍّ وتقدير.. متمنياً لكم موفور الصحة والسلامة.. رعاكم الله.