الجزيرة - متابعة وتصوير- عبدالكريم الشمالي
حب الوطن ونشوة الفخر والاعتزاز باستشهاد ابنهم في ميدان البطولة آنست أسرة (آل خزيم)، حيث كست الوجوه الابتسامات فرحا بهذا الشرف العظيم.. وقد قامت (الجزيرة) بزيارة خاصة التقت خلالها عم وأشقاء وأقارب الشهيد، لتستكشف سر هذه الابتسامات التي أعقبت 49 يوما من الترقب والانتظار، حيث كان الشهيد الملازم أول محمد بن عبد الله بن سعود آل خزيم العزة السبيعي ضمن المفقودين في أحداث الحدود الجنوبية.
كان لقاؤنا الأول مع عم الفقيد الشيخ إبراهيم بن سعود بن خزيم وسألناه عن مشاعره حينما تلقى نبأ فقدان ابنهم فأجاب: مما لا شك فيه أن فقدان الابن وعدم العلم عن مصيره شكل لنا هاجسا في بادئ الأمر، ولكن ليقيننا التام بأن ما قام به الابن هو دفاع عن اطهر بقاع الأرض، وسيرا على خطى جده سعود والدنا جميعا الذي شارك مع الملك عبد العزيز في أكثر من 50 كون (معركة) أثناء توحيد المملكة، زاد من رباطة جأشنا.
كما أشار الشيخ إبراهيم إلى أن سيرة البطل ودماثة خلقه كانت محل فخر للجميع، موضحا أنه كان يتميز بالعديد من الخصال الحميدة ومنها البر بوالدته والإيثار وكرم النفس والعديد من الخصال الحميدة؛ ما اكسبه حب الجميع.
كما التقينا أخاه الشقيق فيصل الذي قال: أولا وقبل كل شيء نحمد الله الذي أعطى لأخي ما تمنى من شرف الشهادة.
ويضيف: فيصل وفي يوم استشهاده وقبل علمي بفقدانه فوجئت بسؤال الوالدة عنه أكثر من مرة في ذلك اليوم، وسألتني عن أحواله وهل اتصل أم لا. وفي مساء ذلك اليوم تلقيت نبأ فقدانه في الخطوط الأمامية واستمررنا في حال ترقب لمدة قاربت 49 يوما، وأوضح فيصل بأن الإشاعات التي كان يتناقلها أناس لا علاقة لهم خلال تلك الفترة، فمرة يشاع أسر أخيه ومرة إصابته، موضحا أن تلك الإشاعات كانت مصدر قلق لهم موضحا بأنه استطاع أن يضع حدا لذلك باتصالاته المباشرة مع المعنيين في الجبهة بأخذ العلم اليقين في نهاية الأمر، مؤكدا أن مشاعر الحزن غلبتها مشاعر الفرح بعد علمهم باستشهاد أخيه والعثور عليه.
وفي نهاية حديثه قدم فيصل آل خزيم شكره وتقديره لأبطال وحدت أمن البحرية الخاصة البواسل الذين استطاعوا الوصول إلى جثمان الشهيد وانتشاله من ارض المعركة. ومن جوانب حب مساعدة الآخرين والإيثار للآخرين التي شهد بها الكثير ممن عرفوا الشهيد تحدث لنا ابن عمه سعود آل خزيم قائلا: لقد علمت بأنه لم يكن اسم ابن العم - رحمه الله - مدرجا ضمن الأسماء المقرر ذهابها في ذلك التوقيت إلى الجبهة، ونظرا لعلمه بأن أحد زملائه لديه ظروف طارئة قرر أن يذهب مكانه وبدون علم زميله ذهب إلى القائد وتوسل إليه بشتى الوسائل بأن يحل محله إلى حين زوال ظروفه، وأصر - رحمه الله - على تحقيق هذا الطلب الذي لم يخف سعادته بتحقيقه. وبفضل الله استطاع من خلاله نيل شرف الشهادة التي طالما كان يتمناها.
كما تحدث الشقيق الأكبر للشهيد فاروق قائلا: إننا اليوم في سعادة لا توصف بحصول أخي على أمنيته (الشهادة)، فشقيقي ذهب فداء لاطهر بقاع الأرض ارض الحرمين الشريفين، وهذا فخر لنا جميعا وأوضح فاروق آل خزيم قائلا: ولله الحمد على الرغم من مرور فترة طويلة على شقيقي في ارض المعركة إلا أن ملامحه لم تتغير.
كما أكد أنه بحسب رواية زملائه الذين قاموا بإحضار الجثمان بأنهم كانوا يتوقعون أن تكون الجثة قد تعفنت، إلا أنهم فوجئوا بالعكس حيث وجدوه واثنان من زملائه الشهداء معه على هيئة استطاعوا التعرف عليهم بسهولة، وهذا الأمر زادنا إيمانا - ولله الحمد - وقدم فاروق آل خزيم شكره لكل من حضر أو اتصل من أصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي والمسؤولين.