الرياض - واس:
تضمن التقرير الذي جاء في 522 صفحة الإيجابيات التي حققتها الدول العربية من حصولها على متوسط الدرجات في توظيف تقنية المعلومات لتطوير الأداء الحكومي حيث حازت على 4.4 من 7 درجات وعلى 3.8 من 7 درجات في تأهيل الموظفين على التعامل مع تقنية المعلومات وعلى 3.6 من 7 درجات في تقديم الخدمات الحكومية للموظفين إلكترونيا وعلى 3.8 من 7 درجات في التوظيف التجاري لشبكة المعلومات العالمية «الإنترنت». وعرض التقرير لنسبة مخصصات البحوث من الموازنة في الجامعات العربية ملمحا للتفاوت الشاسع بين دول عربية وأخرى بقدر ما يبدو التناقض أحيانا بين دول ذات معدل إنفاق عال على الطالب الجامعي لكن نسبة مخصصات البحوث إلى الموازنة فيها تبدو متدنية. فيما ركز في مجال التعليم على موضوع الوقفيات الجامعية التي أسهمت في الدول الغربية في تحقيق أعلى مستويات الجودة التعليمية، ومن هنا طرح التقرير تساؤلا عن كيفية تحفيز الدور الاجتماعي والثقافي لرجال الأعمال العرب انطلاقا من مفهوم المسؤولية الاجتماعية لرأس المال وكيف أن مصطلح الوقف المعروف في الثقافات الأجنبية يستمد مصدره التاريخي من اللغة العربية فيما يبدو دور الوقفيات التعليمية في العالم العربي أقل بكثير من دورها في المجتمعات الغربية.
أما على الصعيد الإعلامي فتداول التقرير ما يتعلق بمضمون الخطاب الثقافي في الإعلام المكتوب والمرئي وماهي القيم التي يدعو لها هذا الخطاب الثقافي العربي؟ وكيف واجه هذا الخطاب بعض الإشكاليات العربية مثل قضية العلاقة بالآخر السياسي والديني أو علاقة المثقف في السلطة والمال. وتناول التقرير على الصعيد الإبداعي فضاء الإبداع العربي حول ملامح وهموم الرواية العربية خلال عام 2008م وما هي أهم الروايات العربية الصادرة التي تميز بها العام المنصرم, فكان الملف الأدبي ساحة للتساؤل حول ما اتسمت به الكثير من الروايات العربية من محاولة استعادة الماضي وكيف تواجه هذه الرواية سؤالها القديم والحديث حول العلاقة بين الشرق والغرب، فيما لم يغب عن الإبداعي تساؤلات الشعر سواء حول شعر الفصحى أم شعر العامية والنبطية ولم يخل من تساؤل حول قضية ترجمة الأعمال الأدبية العربية.
ورصد التقرير ما جاء في الإبداع السينمائي والدرامي وتلمس حال المهرجانات السينمائية العربية وغلبة السينما الهزلية في عام 2008م على السينما الاجتماعية كما رصد التقرير من خلال بحثه في الإبداع المسرحي في الدول العربية نقاط ضعف البنى الثقافية الإدارية والمالية. وتناول التقرير في آخر ملفاته موضوع «الحصاد الفكري السنوي» مستعرضا اهتمامات العقل العربي خلال العام 2008 م سواء من حيث القضايا المثارة أم أولوياتها التي كان أبرزها الجدل حول ممارسة الدور الإقليمي العربي وقضايا التنمية والتحول الاقتصادي وتداول المعلومات. وأثار التقرير قضية الترجمة من اللغات الأجنبية إلى العربية وما تتسم به من التركيز على اللغة الإنجليزية والفرنسية دون اللغات الأخرى وهو تساؤل يتجاوز الجوانب الفنية والتجارية في عملية الترجمة ليمس قضية حوار الثقافات وما توحيه من ضرورة الانفتاح على ثقافات العالم.