Al Jazirah NewsPaper Saturday  23/01/2010 G Issue 13631
السبت 08 صفر 1431   العدد  13631
 
اكتتاب هرفي يكشف عن مخزون عال للسيولة بالسوق
نتائج القياديات مؤشر تعاف من تداعيات الأزمة .. وسهم المملكة يواصل التألق

 

د. حسن الشقطي

أغلق سوق الأسهم الأسبوع الماضي رابحاً 119 نقطة.. وتخلله الإعلان عن نتائج أعمال القياديات الأربع الكبرى بالسوق، والتي أبرزت أنه رغم أن شركتين فقط هما اللتان تمكنتا من إنهاء عام 2009 على نمو إيجابي في صافي أرباحهما في 2009 مقارنة بمثيله في عام 2008، وهما مصرف الراجحي والكهرباء، إلا أن جميع هذه القياديات الأربع قد خرجت رابحة في 2009 عموماً.. وقد اختلفت هذه القياديات فيما بينها من حيث مصدر الإيرادات ما إذا كانت إيرادات تشغيلية أو إيرادات مالية من أنشطة استثمارية خارج نطاق النشاط الرئيس للشركة.. وبناء على نتائج هذه القياديات نتساءل حول أهم سؤال قد يتبادر للذهن: هل بتلك النتائج السنوية للقياديات التي في مجملها جاءت إيجابية يمكن لنا القول بأن تداعيات الأزمة المالية العالمية قد انتهت وَولت بتأثيراتها السلبية على الاقتصاد السعودي بوجه عام، وعلى الشركات المتداولة في سوق الأسهم بوجه خاص؟

القياديات الأربع تحقق 27.9 مليار ريال أرباحاً صافية

أعلنت الشركات القيادية الكبرى بالسوق عن نتائجها أعمالها للربع الرابع من 2009، وأيضاً عن نتائجها السنوية للعام المنصرم، حيث حققت سابك صافي ربح بقيمة 4.58 مليارات ريال عن الربع الرابع بارتفاع 26% عن الربع السابق، وبزيادة 1377% عن الربع المماثل من العام 2008.. أما على مستوى 2009، فقد تراجعت أرباح سابك 59%، وذلك كنتيجة حتمية لتداعيات الأزمة العالمية والتراجع الحاد في أسعار النفط خلال النصف الأول من 2009.. أما بنك الراجحي فقد أحرز نموا في أرباحه الصافية للربع الرابع من 2009 عنها للربع المماثل من العام السابق بمعدل 3.2%، في حين أن أرباحه الصافية لعام 2009 قد سجلت ارتفاعا عنها لعام 2008 بنسبة 3.7%، وهو إنجاز حقيقي يحسب لمصرف الراجحي، بل هو إنجاز للمصرفية الإسلامية التي أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أنها قادرة على الوقوف في وجه الأزمات المالية.. أما شركة الاتصالات فرغم أنها حققت نموا في صافي أرباح الربع الرابع من 2009 سواء مقارنة بالربع السابق أو بالربع المماثل من 2008، إلا أنها سجلت تراجعاً في أرباحها الصافية لعام 2009 عنه لعام 2008 بنسبة 2%.. ويفسر البعض تراجع أرباح شركة الاتصالات بأسباب تتداخل فيها تداعيات الأزمة العالمية مع الأسباب الخاصة بطبيعة المستجدات في قطاع الاتصالات نفسه.. بل إنه ينبغي التعامل بحذر حتى مع النتائج المعلنة كون جزء من أرباح الشركة جاء من عمليات استثمارية.. أما شركة الكهرباء، فرغم أنها سجلت صافي خسارة عن الربع الرابع لـ2009، إلا إنها تمكنت من إحراز نمو إيجابي في صافي أرباحها السنوية بنسبة 5%.

نتائج القياديات ومؤشر نهاية تداعيات الأزمة المالية

تشير نتائج القياديات الأربع الكبرى بالسوق إلى انتهاء تداعيات الأزمة المالية على السوق السعودي، وعلى الشركات المتداولة في السوق تحديدا.. إلا أن ذلك لا يعني أننا قد علمنا كل شيء عن حجم تداعيات هذه الأزمة على الشركات المتداولة بالسوق.. ففي حين أنه يمكننا الجزم بأن تأثير الأزمة العالمية على قطاع البتروكيماويات قد ظهر بوضوح وأن شركات البتروكيماويات قد امتصت هذه التداعيات السلبية بشكل كامل، ولا توجد مخاوف أن تلحق بها تداعيات سلبية جديدة خلال2010 ، ورغم أن الجميع يعلم الآن أيضا أن إدارة كل بنك محلي تعلم بكل دقة حجم خسائرها جراء الأزمة العالمية، إلا أن لسان الحال يقول إن خسائر البنوك لم تسجل حتى الآن بشكل واضح ودقيق ومنته، ولكنها تركت عائمة ما بين ألفاظ ومصطلحات محاسبية رمادية اللون وربما يتم تعديلها في النتائج السنوية للعام المقبل إلا أنه مع ذلك، ففي الاعتقاد أن خسائر البنوك -والتي يبدو أن بعضها لا يرغب في الإفصاح عنها- فإن بند المخصصات قادر على استيعابها.

السيولة الفائضة واكتتاب هرفي

منذ أكثر من 6 شهور راج بالسوق مقولة : «انتهى عصر السيولة الكبيرة بالسوق وأن غالبية المتداولين قد خسروا محافظهم».. إلا أن نسب التغطية المعلنة في اكتتاب هرفي تدلل على نفي هذه المقولة الخاطئة.. ورغم أن هرفي شركة خدمات غذائية أي من الشركات العادية بالسوق.. فهي ليست مصرفاً وليست شركة بتروكيماوية وليست شركة استثمار صناعي يتوقع لها أرباحاً مهولة.. رغم كل ذلك، فقد بلغت نسب تغطية الأفراد 239%، وبلغت نسبة تغطية الصناديق الاستثمارية 505%، أي أن هناك فائض سيولة (فائض في الطلب على الأسهم) يفوق المعروض من الأسهم بما يزيد عن 500%.. هذا في ضوء حالة خوف وهلع لا تزال مسيطرة على المتداولين من تصحيحات المؤشر المخيفة.. الأمر الذي يؤكد أن السوق لا يزال يمتلك مخزوناً عالياً من السيولة، وأن هذه السيولة لا تزال تنتظر خارج السوق حتى تتأكد من تعافيه تماماً من كبواته السابقة.

صفقات من الحجم الكبير لسهم المملكة خلال أسبوعين

خلال الأسبوعين الأخيرين شهد سهم المملكة انتعاشاً كبيراً في حركة التداول لدرجة أنه أصبح ضيفا دائما على قائمة الأسهم الأعلى نشاطا سواء بالقيمة أو الكمية.. فخلال يوم الثلاثاء على سبيل المثال سجل السهم عدد صفقات يناهز 200 صفقة كلها من الصفقات الكبيرة التي تزيد عن 40 ألف سهم، وربما يكون هو السهم الأعلى ربحية والأعلى نشاطا من حيث قيمة الصفقات خلال الأسبوعين الماضيين.. وفي ضوء مقارنة الأسبوعين الأخيرين بالأسبوعين قبلهما نلاحظ أن الكمية المتداولة قد زادت 877%، في حين ارتفعت القيمة المتداولة 1145%، أما عدد الصفقات فقد ازداد 856%، وهي معدلات كبيرة ولا يشهدها السوق إلا في حالات استثنائية.. وفي الاعتقاد أن إدارة الشركة قد نجحت في اللحظات الأخيرة في الخروج بسهم الشركة من نفق مظلم كان يمكن أن يقع فيه من خلال تخفيض رأسمالها والهبة، اللذان أبعدا السهم من ويلات التعليق أو الإيقاف، وبخاصة في ظل الخسائر التي منيت بها شركات أجنبية مرتبطة بشركة المملكة بشكل أو بآخر، وبخاصة مع إعلان سيتي جروب عن خسائر جديدة بلغت 7.6 مليارات دولار عن الربع الرابع لـ2009.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد