يأتي إنشاء مركز الرياض للتنافسية الذي أمر به صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، في وقت مهم تشكِّل فيه التنافسية بمفهومها الحديث المرتكز على استغلال جميع الموارد المتاحة بأشكالها المتنوعة، بُعداً استراتيجياً، سواء على المستوى المحلي أو الدولي؛ ما يتطلب إدارة فاعلة قادرة على بلورة جميع الجوانب المتاحة من الموارد ذات الميزة النسبية، وتعظيم الفائدة منها.
المركز بلا شك يأتي من نظرة مستقبلية شاملة عُرف بها أمير الرياض المحبوب الذي عشق هذه المدينة التي بادلته حباً ينبض به سكان الرياض. والرياض بما تعيشه من نهضة حضارية وعمرانية مهيأة لأن تعزز من مركزها الاقتصادي بما يضفي على تنافسيتها بُعداً عالمياً، ولاسيما أن المدينة تشهد حالياً حراكاً عمرانياً غير مسبوق. ولعل في مركز الملك عبدالله المالي ما يؤكد أن الرياض ستكون مركزاً مالياً دولياً، يدعم ذلك وجود البنك المركزي الخليجي، إضافة إلى العديد من المزايا التي تتمتع بها رياض اليوم.
كما أن الرياض مقبلة على نقلة كبرى سواء من الناحية التنظيمية والإدارية، المتمثلة بالمراكز الحضرية التي سبق الإعلان عنها، أو من خلال مشاريع النقل العام، والقطار الكهربائي، وكل هذه المشاريع ستجعل من المناخ العام للمدينة أكثر جذباً سواء من الناحية الاستثمارية أو حتى السياحية والتسويقية.
الرياض المدينة.. والرياض الاقتصاد.. تستحق مثل هذا المركز؛ فهي مركز تجاري وصناعي كبير، والاتساع الجغرافي للمنطقة يحوي في مخزونه فرصاً كبيرة وداعمة للاقتصاد الوطني، ويمكن أن يخرج المركز الجديد بدراسات وبحوث تسهم في ابتكار مشاريع خلاقة سواء بالاستثمار المحلي أو الأجنبي، وهو ما يمكن أن يُسهم في التنوُّع الاستثماري لمنطقة الرياض.
في الرياض المدينة.. بالتأكيد فرص استثمارية تتوالد بشكل مستمر؛ فتطور وتنامي الحركة الاقتصادية بالمدينة، إضافة إلى النمو السكاني الكبير، تفرز مزيداً من الاحتياجات سواء الخدمية أو التجارية، وهو ما يعني مزيداً من الاستثمارات في مجالات مختلفة.
الجميع يأمل من هذا المركز، الذي سيكون أمامه كثير من العمل، سواء في استشراف المستقبل أو المساهمة في تعديل بعض الأوضاع القائمة حالياً ومعالجة بعض المعوقات التي قد تؤثر على الناحية الاستثمارية، مثل شح الأراضي الصناعية، وأهمية تفعيل إنشاء المدن الصناعية التي اعتمدت منذ سنوات سواء في منطقة سدير أو الخرج، ولا تزال هذه المدن أراضي جرداء بسبب مشاكل التطوير.
إن وجود مركز للتنافسية في الرياض سيفتح آفاقاً أرحب للاستثمار، ليس في المدينة وحدها، وإنما في محافظات المنطقة كافة، التي تتميز بالعديد من المزايا النسبية والفرص الاستثمارية التي لا تزال تنتظر مَنْ يحسن استغلالها.
Hme2020@gmail.com