إن كنت راغباً في التمتع بربوع أمريكا، ومشاهدة معالم دول أوروبا، وتريد أن تدرس في الجامعات الغربية أو حتى تدفعك أوضاعك الصحية للعلاج في مشافي أوروبا وأمريكا؛ فعليك أن تتحمل كل ما يصيبك من أذى وإذلال وإهانة؛ فمقابل التمتع بمناظر أوروبا وربوع أمريكا عليك أن تقدم التنازلات، حتى وإن طلبوا مشاهدة ملابسك الداخلية..!!
أمريكا وضعت قائمة برعايا أربع عشرة دولة يخضعون إلى إجراءات مشددة بشأن تفتيش ركاب الطائرات في محطات الوصول وقبل ركوب الطائرات، والقائمة تقتصر تقريباً على رعايا الدول العربية وبعض الدول الإسلامية، ولا تضم القائمة - من غيرهم - سوى كوبا.
المهم أن رعايا هذه الدول أيضاً مصنفون من قبل المسؤولين عن منح تأشيرات الدخول إلى الدول الأوروبية وأمريكا؛ فالسعودي يحتاج إلى ما لا يقل عن أسبوعين، أما إذا دفعك الغرام وحب زيارة بلاد العم سام وبلدان العيون الزرق، وكنت حريصاً على امتطاء طائرة لإحدى هذه الدول فعليك أن تكون مستعداً بالسماح لهم بتفتيش كل ما يرغبون، وألا تمانع أن يُجرى لك تفتيش ذاتي فردي يصل إلى حد تلمس الأماكن الحساسة في جسدك، وإذا ما مررت من كل ما وُضع لك؛ لأنك مسلم، وتأكدوا من أنك (نظيف)..!! فعليك أن تكون مؤدباً جالساً في مقعدك بالطائرة أفضل من أي طالب حريص على إرضاء مدرسته!
لا تتحرك قبل إقلاع الطائرة بساعة، ولا تتحرك قبل هبوط الطائرة بساعة، ولا تجازف بالذهاب إلى دورة المياه، حتى وإن دهمتك (حشرة) في المثانة؛ فالأفضل أن تفعلها في ملابسك بدلاً من تقييد معصميك بالقيود؛ لأنك تجرأت وذهبت إلى دورة المياه؛ فحسبوك إرهابياً تريد أن تفجر الطائرة؛ لأنك قبل أن تركب الطائرة وأنت مشبوه، وأنت داخل الطائرة وأنت أكثر شبهةً، وعندما تصل إلى المطار؛ فإن كل العيون مركزة عليك.
لا أدري كيف يشعر الإنسان وكل العيون تراقبه.. وأنه مشبوه وغير مرغوب به، ومع هذا يصر على الذهاب إلى مَن لا يريدونه..!
jaser@al-jazirah.com.sa