بصراحة.. سبق أن طرحت في برنامج (مساء الرياضية) فكرة رفع يد الرعاية والدولة بصفة عامة عن الأندية السعودية ولكن لم يتم مناقشة الموضوع بشكل كامل أو على الأصح لم يكن لدى الحاضرين والقائمين على البرنامج الرغبة في نقاش مثل هذا الموضوع لأن في اعتقادهم أن فيه الكثير من الحساسية ويحتاج إلى صراحة كاملة وقد لا يسمح الطرح بها من خلال برنامج في القناة الرياضية الرسمية، ولكن ما يجب أن يدركه الجميع أن ما يشجع على الطرح الواضح والصريح دائماً هو المصلحة العامة والشاملة والتي دائماً ما تعود بالنفع على شباب هذا البلد ورياضته، ومن هذا المنطلق رأيت أن تكون فكرتي في إيجاد هيئة تغني كرقيب على الرياضة في المملكة مثل (هيئة الرياضة والشباب) أسوة بهيئة سوق المال أو هيئة الطيران المدني أو مؤسسة النقد العربي السعودي، ويكون دورها رقابياً على الأندية مع تحميل الأندية كامل المسؤولية عن ما تقوم به وهذا ما هو معمول به في معظم دول العالم وبهذه الطريقة نكون قد تخلصنا من اللجان المتعددة وغير المفيدة والتي أثبتت فشلها من خلال ما وصلت إليه رياضتنا في مختلف الألعاب.
التحكيم ليس عذراً
صبَّ معظم مسئولي الأندية جام غضبهم على مستوى التحكيم خلال الثلاث الجولات الماضية والدور نصف النهائي من مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد، ولكن ما يلفت الانتباه أن جميع من انتقد التحكيم لم يتذكر أنه قد استفاد من أخطاء التحكيم مرات عدة، وإذا ما استثنينا نادي الرائد فإن جميع الأندية قد استفادت من التحكيم مثل ما تضرّرت وسبق أن ذكرت أن التحكيم مشكلة عالمية وليست عربية أو سعودية حتى يتم البحث عن علاج لها فأينما ذهبت تجد أن صحافة كل بلد تهاجم التحكيم ونحن جزء من هذا العالم لا نختلف عنه أبداً ولكن المهم أن ينتقد الأداء والعمل وليس الأشخاص بذاتهم. ولقد أعجبني كثيراً انتقاد الأمير فهد بن خالد المشرف على الكرة الأهلاوية عندما لم يقلّل أو يجرح أو يستغل أخطاء حكم مباراة الهلال والأهلي فقد انتقد قرارات الحكم وكذلك المساعد، وقد ذكر - وهذا ما أعجبني من حديثه تحديداً - أنه مستعد للذهاب للحكم في بيته ويعتذر منه إذا كان قد أخطأ في انتقاده، وما يعجبني بشخصية سمو الأمير فهد بن خالد أكثر أنه يحترم الشخص حتى ولو شعر أنه قد أخطأ في حق فريقه، ولقد سبق أن ذكرت في بداية الموسم في أحد مقالات بصراحة أن الأمير فهد مكسب للرياضة السعودية قبل الأهلاوية.
كم هو مؤلم ويحز في النفس أن يكون هناك عدة لجان لا تعرف كيف تقوم بدورها كما يجب وكثرة هذه اللجان قد يسبب نوعاً من الازدواجية في العمل أو حتى في اتخاذ القرارات فلو أخذنا مثلاً لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم والتخبطات التي تقوم بها، مثلاً هناك أمر لم يستطع أحد أن يفهمه وهو الفرق في السماح بتسجيل أحمد الدوخي الآن ورفضه سابقاً؟ كيف يقفل وقت التسجيل على الأندية وهناك أندية يسمح بتسجيل لاعبيها بعد انتهاء المدة؟ هناك أمور عديدة لو نوّهت عنها لاحتجت إلى أسابيع للكتابة عنها.
كذلك اللجنة الفنية وما تقوم به من أعمال تزيد من إرباك العمل في الأندية وما حدث أخيراً أكبر دليل على الانشقاق وعدم إلمام كل عضو بدوره.
ولا ننسى لجنة المسابقات والعمل الذي تقوم به وكأنها تعمل بأثر رجعي والدليل جدولة المباريات في أوقات غير مناسبة وأثره على الحضور الجماهيري، أما لجنة الانضباط فحدّث ولا حرج، فلن أقول إلا انظروا إلى اختلاف المعايير في اتخاذ القرارات والبت في اتخاذها والتأخير في إبلاغها.
السؤال الأهم: ألم يحن الوقت لتقليص هذه اللجان وتغيير منسوبيها بعدما قدموا كل ما لديهم من أفكار وابتكارات ووضع شباب مؤهلين في منظومة على شكل هيئة تعمل لجهة واحدة فقط وبشكل مرتب وعلمي أكثر طموحاً؟
نقاط للتأمل
تحقيق الفريق النصراوي خامس انتصاراته على التوالي أمام الوحدة والتي كانت بدايتها أمام الهلال هذا دليل على الانطلاقة القوية للعالمي.
حتى ولو نسب بعض منسوبي الأندية هزائم فرقهم إلى التحكيم فإن الجمهور الرياضي أصبح أكثر ثقافة ويدرك سبب الإخفاق الحقيقي.
يذكر في عالم الإدارة أنه إذا أردت أن تقتل عملاً فكوّن له لجنة فما بالكم بأكثر من أربع لجان كل يغني على ليلاه.
إذا أردتم أن تعرفوا فشل لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي فانظروا متى أقيمت مباراة الأهلي والهلال في نصف النهائي بكأس الأمير فيصل بن فهد.
في جميع دول العالم تُقام المباريات المهمة والتي تجمع بين أندية كبيرة في إجازة الأسبوع ليتسنى للجماهير الحضور إلا في بلادنا فإنها تُقام وسط الأسبوع وفي أول الأسبوع والضحية الحضور الجماهيري وشركات الاستثمار التي ترعى الأندية.
لم نتعوّد من الخلوق مالك معاذ كثرة الاعتراضات على حكام المباريات أم انتقلت العدوى له من محمد نور وأحمد الفريدي؟
ماذا عملت لجنة التطوير وهل وضعت للأندية اعتباراً خلال دراستها لأسباب الإخفاق الحاصل وعلى مختلف الأصعدة.
كثرة الاتصالات اليومية التي أتلقاها من الأحبة والأصدقاء محل تقديري واحترامي لكل شخص منهم، ويبقى أخي وزميلي (أبو مشاري) أحد أوفى الأصدقاء فشكراً للجميع من الأعماق.
مهما يطول الغياب أو تبعد المسافات فدائماً ما نلتقي عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي.