ليس جديداً أن تتدفأ العلاقات الإيرانية - الإسرائيلية بين الحين والآخر بلقاء وزير إسرائيلي نظيره الإيراني؛ فتاريخ هذه العلاقات - ورغم الخطاب الإعلامي الإيراني والضجيج الذي دأب الإيرانيون على إثارته منذ ثورة خميني - يحتفظ بتفاصيل (إيران جيت) التي تركزت في تقديم أمريكا سلاحاً لإيران إبان الحرب العراقية الإيرانية بمباركة من مرشد الثورة آنذاك خميني ورئيس الولايات المتحدة ريجن. وقد زعم ريجن بأن الأموال التي تتحقق من بيع السلاح لإيران الخميني تُحوَّل لدعم ثوار الكونترا في نيكارغوا، أما الإيرانيون فلم يعطوا تبريراً لحصولهم على السلاح من (الشيطان الأكبر) عبر وسطاء إسرائيليين، إلا أن الأمر تم فضحه من خلال صحفي لبناني من نفس المكون الطائفي لنظام طهران.
ومع ارتفاع ضجيج الإعلام الإيراني والمتعاملين معه لإظهار حكام طهران بأنهم الأجدر والأقدر على الدفاع عن الفلسطينيين في مواجهة إسرائيل، إلا أن العلاقات بين تل أبيب وطهران ظلت متواصلة، والإسرائيليون من أصل إيراني يزورون (مساقط رؤوسهم) والمدن الإيرانية التي ولدوا فيها دون أي إزعاج، مع أنهم من كبار المسؤولين الإسرائيليين ومن المتشددين، كما أن اليهود الإيرانيين يزورون أقرباءهم في الكيان الإسرائيلي كل عام تقريباً.
هذه العلاقة الخفية تأبى إلا أن تظهر على تصرفات وأقوال وزراء أحمدي نجاد؛ فوزير السياحة الإيراني الذي التقى ليلة الأربعاء نظيره الإسرائيلي، وبحث معه زيادة الرحلات السياحية إلى إيران، نفسه قال «نحن أصدقاء إسرائيل».
أما صهر الرئيس أحمدي نجاد، الذي كان مرشحاً ليكون النائب الأول لرئيس الجمهورية، فقال كلاماً مماثلاً، بل زاد بأنهم معجبون بالإسرائيليين، وأنهم لا يشكِّلون أي تهديد لإسرائيل.
إذن فلقاء تنشيط السياحة بين طهران وتل أبيب، ولقاء وزراء أحمدي نجاد نظراءهم وزراء نتنياهو ليس بالنادر ولا بالشيء المستحدث، وإن كُشف الأمر عنه؛ فالعلاقات المستمرة - وبدهاء يهودي فارسي - لا تزال تخدع الكثيرين أكثر من ثلاثين عاماً.
***