Al Jazirah NewsPaper Friday  22/01/2010 G Issue 13630
الجمعة 07 صفر 1431   العدد  13630
 
لما هو آت
ضابط رهيف فاصل
د. خيرية إبراهيم السقاف

 

تعود الكبير أن على الصغير احترامه وتوقيره, والإصغاء إليه، والامتثال لرأيه، دون أن يعطي نفسه هذا الكبير وقتاً للتفكير فيما هو صحيح سليم مقبول في هذه العلاقة بينه وبين من هو أصغر منه، بدءاً بالوال في شخصه، أو الرئيس في مقعد عمله، أو الجار أو الصاحب أو القريب, فليس كل كبير حكيم، وليس كل كبير في أي المواقف في الحياة كبيراً، فارق سنوات العمر تدعو الصغير أن يوقر من تقدمه سناً، لكنه في الوقت ذاته يوجب على الكبير سناً الرحمة بمن يتأخر عنه سناً، انطلاقاً من قول رسول الهدى صلى الله عليه وسلم «ليس منا من لم يوقر كبيره ويرحم صغيره» وتفاصيل هذا الحديث نذهب للأبعاد فيها حين نؤكد على أن الصغار لهم شخصياتهم، واستقلال ذواتهم، وحرية آرائهم، وهم لكي يقوموا بإنجاح العلاقة بينهم وبين من يكبرونهم، في السن تحديداً وفي سلَّمات الحياة بعد ذلك, فإن على الجميع أن يخضعوا لقوانين احترام الذات البشرية ومعرفة ما لها من حقوق وما عليها من واجبات.. حين يتبادل الكبار مع الصغار أدوار الإتاحة للتعبير الواضح عن الذات, ويحترم أحدهما اختلاف الخصوصية لها، ولا يتجاوز الكبير بكبره ما للصغير من حق مطلق, وخاص في الشأن الذي يعنيه، وبأن التوجيه لا يعني الفرض، وبأن الحماية لا تعني الإلغاء والإقصاء للصغير, تكون الضوابط بينهما مع الاختلاف، التوقير والرحمة، ويؤمن الكبير بأن من يصغره عمرا أو موقعا في الحياة إنما هو يحمل في صدره قلبا نابضا، وفي رأسه لسانا معبرا.

كل علاقة تقوم على حفظ حق الذات الإنسانية في ضوء شراكة الحياة مع أي فوارق واختلافات تكون علاقة سليمة يتنعم في وجودها الإنسان, مطلق إنسان.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد