بريدة - عبدالرحمن التويجري :
أرجع الأستاذ الدكتور يوسف بن أحمد الرميح أستاذ علم الجريمة في جامعة القصيم ظاهرة الإرهاب إلى العديد من المؤسسات الفاعلة في المجتمع، وقال إن المجتمع هو السبب الرئيس في انتشار مفاهيم التطرف والضلال. وكشف في محاضرته التي جاءت بعنوان (جذور الإرهاب)، والتي نظمها نادي القصيم الأدبي ببريدة مساء الاثنين الماضي، عن أن جماعات العنف تتلقى تمويلاً كبيراً من دول أجنبية؛ بقصد زعزعة أمن المملكة وترابطه. وتساءل عن الدوافع التي تجعل الإنسان الشاب يضحي بنفسه من خلال تفجير جسده، وقال إن مفهوم الوطنية عند الإرهابيين هو أحد المداخل التي يحاولون من خلالها تبرير أفعالهم، واعتباره ذريعة للقيام بعنفهم المسلح. وذكر أن نهج التكفير لدى المتطرفين هو أحد المرتكزات التي ينطلقون من خلالها لتبرير ممارساتهم ولتسهيل مهمتهم، وأكد أن للخارج دوراً كبيراً في نشر منهج التكفير من خلال الشباب الذين عادوا من أفغانستان وبعض الدول التي حدثت فيها حروب ونزاعات.
مشيراً إلى أن الكثيرين من الشباب عادوا إلى أوطانهم وهم يحملون فكر التفكير ليصبحوا بؤراً إرهابية. وحمَّل الرميح بعض الأسر المسؤولية الكبيرة في سكوتها عن انحرافات أبنائها، وعدم قيامها بدورها في مكافحة الفكر الإرهابي، وأكد أن الإرهابي يرسل رسائل من خلال قتله للأبرياء بأنه موجود، وهو لا يهمه مَنْ يقتل بقدر ما تهمه الغاية التي يريدها. ورأي المحاضر أن لبعض المدرسين دوراً في التأثير على الطلاب وإقناعهم بالأفكار الضالة، وبرغم قلتهم إلا أن وجودهم مؤثر باعتبارهم في مركز قادر على الإقناع والتأثير. وعرج على دور المسجد وعدم قيامه بأدواره، مشيراً إلى أن المصلي لا يتلقى جرعات وافية عن أهمية الوطن وحبه واعتباره نقطة مركزية في الحياة.