Al Jazirah NewsPaper Friday  22/01/2010 G Issue 13630
الجمعة 07 صفر 1431   العدد  13630
 
قالوا لـ(الجزيرة): أساسيات التعليم العربية تركز على الكم وتهمل الكيف
خبراء يدعون الدول العربية لمواجهة تحديات أسواق العمل بعيداً عن التنظير

 

الجزيرة - منيرة المشخص

أبدى مهتمون بسوق العمل ومجالات التدريب المهني أسفهم على وضع الدول العربية لمجالات التدريب ضمن قائمة الإطار التربوي.. بعيداً عن المنظور الاقتصادي.. وعدم ربطها بالإنتاج.. وحذَّروا من هذه السياسة.. ودعوا إلى ضرورة مواجهة التحديات التي تواجه أسواق العمل العربية من منطلق عملي يتجاوز الإطار النظري الذي تنتهجه مخرجات التعليم.. وقالوا ل «الجزيرة» خلال فعاليات المنتدى العربي للتدريب التقني والمهني الأسبوع الماضي: من المؤسف أن تضع الدول العربية التدريب في الإطار التربوي.. وقالوا: يجب البحث عن إستراتيجيات كفيلة بمجابهة التطورات المتلاحقة لسوق العمل.. وقال أحمد لقمان مدير عام منظمة العمل العربية: لمست من المنتدى أن أبرز تحديات سوق العمل هي عدم ملاءمة سياسة التعليم والتدريب مع احتياجات السوق.. لذا قمنا بالتحضير والحضور لهذا المنتدى.. لنسهم في وضع فلسفة يمكن الاستعانة بها لعملية المواءمة.. وقال إن أساسيات التعليم في العالم العربي الموضوعة قبل حوالي خمسة عقود قد تحوَّلت بفعل الرغبة القوية لنشر التعليم إلى فلسفة تحرص على الكم وليس الكيف وأضاف: أسواق العمل خلال تلك الفترة، وما تلاها شهدت تغيرات كبيرة.. حتى إن مخرجات التعليم لم يكن لها تقبُّل في الشارع.. أو سوق العمل.. ولم تستطع أن توفر مهارات محددة تسهل على خريجيها اقتناص فرصة عمل هنا أو هناك.. لذلك وجدنا أن خريجين من أبناء البلد العربي يواجهون منافسة شديدة من العمالة غير العربية.. وبطبيعة الحال فصاحب العمل يفضل العمالة الماهرة.. أو حتى نصف الماهرة.. أو الذي تكون إنتاجيته عالية.. ويواصل لقمان: لذا ركزنا على مسألة تطوير التعليم والتدريب ووضعت إستراتيجية عربية للتدريب التقني والمهني حتى تكون هناك مرجعية يمكن الاعتماد عليها فيما بعد.

وتابع: كذلك لاحظنا ضعف المدربين أنفسهم.. لذا فقد أقرت قمة الكويت تطوير ثلاثة مراكز عربية لتكون مهمتها إعداد مدربين أكفاء لتزويد المراكز العربية بالمدربين.. مشيراً إلى أن هناك عملية تدوير مرتقبة بين المدربين في الوطن العربي حتى يرفعوا من فعالياتهم ومهارتهم التدريبية.

وحول مشاركة منظمة العمل العربية في المنتدى قال لقمان: المنظمة شريك فعَّال لأنها تُعتبر من أكبر المنظمات نظراً لوجود حكومات وغرف تجارية عربية إضافة إلى الاتحادات النقابية ولا يوجد منظمة يوجد فيها هذا التنوع.. وقد حرصنا أن يكون المنتدى جامعاً لكل الأطراف من وزارت عمل وتعليم عالٍ والتعليم العام ومؤسسات تدريب مهني وتعليم.. فلم يحصل من قبل أن استطاع أحد أن يجمع هؤلاء في منتدى واحد.. لذلك نعلق عليه الكثير من الآمال والتطلعات على توصياته.

من جانبه.. أكد أحمد الزغير رئيس اتحاد الغرف التجارية الفلسطينية ل «الجزيرة» أنه وبالرغم من الصعوبات والمضايقات التي يواجهونها كفلسطينيين.. إلا أن ذلك لم يمنعنا من الإصرار على التركيز على تدريب الشباب المقبل على العمل.. أو من هم على رأس العمل حتى نواكب التطورات العملية في مجال التدريب، فركزنا على أهمية التدريب التجاري.. وقال الزغير: نظراً لمكانة المملكة اقتصادياً وعربياً.. وما لمسناه من تطور فعلي في مجال التدريب والتأهيل لديها فكان من الأهمية بمكان أن تكون انطلاقة المنتدى الأول منها.. وقد سعدت بالحضور للتعرف على آخر تطورات مجال التدريب بين الدول العربية..

ويشير الزغير إلى أن سبب ضعف التدريب في الوطن العربي يعود إلى عدم التطبيق العملي لكل ما يتم طرحه من آراء وأفكار في الندوات التي تناقش مجالات التدريب بالرغم من قراراتها المهمة التي تخرج بها هذه اللقاءات.. مضيفاً أن تلك القرارات قرارات جماعية.. وليست فردية.. لذا يجب أن تُطبق من فورها، ويكون هناك تبادل أفكار فيما بين الدول العربية.. وإن كان لكل مجال خصوصياته في كل منطقة.. إلى ذلك أرجأ مدير عام الوكالة التونسية للتكوين المهني المهندس: عبد الله بن عبد الله سبب ضعف التدريب في العالم العربي إلى قلة ارتباطه بسوق العمل.. وعدم التعرف على حاجيات سوق العمل.. مضيفاً ل «الجزيرة»: من السلبيات أيضاً كون التدريب في البلاد العربية قد وضع ضمن إطار تربوي لا علاقة له بسوق العمل.. لذا أصبحت مخرجاته لا تتوافق وحاجاته مع المؤسسات الاقتصادية، ويضيف المهندس عبد الله: يجب ربط برامج التدريب لتتفق مع حاجة سوق العمل.. وأن تكون ناتجة عن الاستجابة إلى الحاجة الاقتصادية للبلد.. بالإضافة إلى تطبيق برامج التدريب بين جهاز التدريب والإنتاج.. مشدداً على أهمية أن يكون التدريب المهني شراكة فعلية مع القطاعات المختلفة، وذلك بأن يقوم بما يُسمى بالتدريب المتداول للشباب العربي بين مراكز التدريب والمؤسسات الاقتصادية.. وأن يكون تدريب الشباب مقسماً بين التدريب العملي والنظري مع التركيز على التدريب العملي.. واختتم مدير عام الوكالة التونسية حديثة عن أهمية إعطاء الشباب المتدرب ما يكفيه من معلومات لمختلف المهن.. حتى يمكنه الاختيار بين ما يتناسب.. أو يتماشى مع قدراته وطموحاته.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد