لندن - (رويترز)
قال علماء أمس الخميس إن طفلاً من كل ثلاثة أصيب بإنفلونزا (اتش1ان1) في أول موجة من الإصابة بالمناطق الأكثر تأثراً في إنجلترا عام 2009 أي أكثر بنحو عشرة أمثال مما كان يعتقد في البداية.
وكتب خبراء من وكالة حماية الصحة البريطانية في الدراسة التي نُشرت بدورية لانسيت الطبية يقولون إن عينات دم تشير إلى أن الأطفال يلعبون دوراً رئيسياً في انتشار الإنفلونزا ويجب أن يكونوا من المجموعات الأساسية المستهدفة بالتطعيم.
وأضافوا «هذه... الدراسة تظهر الحجم الحقيقي للإصابة بفيروس (اتش1ان1) في الموجة الأولى للوباء بإنجلترا عام 2009. لا بد أن النتائج التي وصلت إليها تنطبق على الدول الأخرى التي مرت بموجة أولى مماثلة».
وكانت بريطانيا واحدة من أوائل الدول الأوروبية التي تعاني من فيروس (اتش1ان1) المعروف إعلامياً باسم إنفلونزا الخنازير والذي ظهر في مارس - آذار وأعلنته منظمة الصحة العالمية وباء في يونيو - حزيران.
وطورت عدة شركات للدواء مثل جلاكسوسميثكلاين ونوفارتس وسانوفي افنتيس وباكستر واسترازينيكا وغيرها تطعيمات للوقاية من (اتش1 ان1) وطلبت حكومات كثيرة شراء ملايين الجرعات لاستخدامها في حملات التطعيم للإبطاء من انتشار الفيروس.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن أكثر من 200 دولة أبلغت عن نحو 14 ألف حالة وفاة بإنفلونزا (اتش1ان1) لكن حصر العدد الحقيقي للوفيات سيستغرق ما بين عام وعامين على الأقل بعد انتهاء الوباء ويمكن أن يكون معدل الوفيات أعلى كثيراً.
وأشارت المنظمة إلى أن الوباء يتراجع فيما يبدو لكن من الممكن أن تحدث موجة ثالثة من الإصابات.
وفي إنجلترا استندت تقديرات أعداد الحالات خلال الموجة الأولى من (اتش1ان1) في يوليو - تموز وأغسطس آب وسبتمبر - أيلول عام 2009 على دراسات مسحية للأشخاص الذين ذهبوا إلى الأطباء بأعراض إنفلونزا.
وقالت وكالة حماية الصحة إن هذا المسح لم يضع في الاعتبار حالات الإصابة الخفيفة ومن لم تظهر عليهم أعراض أو من اختاروا عدم الذهاب إلى الطبيب.
واستخدم العلماء في دراستهم نحو 1400 عينة دم أخذت عام 2008 كأساس لهم وقارنوها بأكثر من 1900 عينة أخذت في أغسطس وسبتمبر 2009 بعد الموجة الأولى من إنفلونزا (اتش1ان1) في بريطانيا.
ووجدوا أن معدلات الإصابة في الموجة الأولى كانت الأكبر بين الأطفال دون 15 عاماً، إذ أصيب ما يقدر بنحو 42 في المئة من تلاميذ المدارس الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة و14 عاماً في المناطق التي شهدت معدلات إصابة عالية مثل لندن وأجزاء من وسط إنجلترا.
كما أظهرت بيانات عينات الدم أن معدل إصابة الأطفال بالعاصمة البريطانية، حيث أصيب 32 في المئة ممن هم دون 15 عاماً أعلى بعشرة أمثال من التقديرات الأصلية لوكالة حماية الصحة.