صنعاء - عبدالمنعم الجابري - واشنطن - ريم الحسيني
ألغى اليمن منح التأشيرات إلى الأجانب في المطارات لمنع تسلل «إرهابيين» إلى البلاد. وأوضحت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ « أن «اليمن ألغى منح تأشيرات للأجانب في المطار لمنع تسلل إرهابيين إلى البلاد». وكتبت صحيفة 26» سبتمبر» التابعة لوزارة الدفاع اليمنية نقلا عن مصدر عسكري أنه «في ضوء هذا القرار، ان منح التاشيرات للاجانب لن يتم بعد الآن إلا عبر السفارات اليمنية في الخارج وبعد العودة إلى الجهات الأمنية المسؤولة للتحقق من هويات المسافرين».
وأضاف المصدر أن هذا الإجراء «يضمن الحيلولة دون تسلل أي عناصر مشتبهة بالإرهاب».
وإلى مطار صنعاء الدولي، ثمة مطارات عدة في اليمن تستقبل رحلات دولية ومنها مطار عدن في الجنوب. وكان في وسع رعايا معظم الدول ولا سيما دول غربية وعربية، حتى الآن الحصول على تأشيرة دخول في المطار.
وصدر هذا القرار غداة إعلان رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون تعليق الرحلات المباشرة بين بريطانيا واليمن في إطار تعزيز الإجراءات الأمنية إثر محاولة تفجير طائرة أمريكية أثناء رحلة بين امستردام وديترويت يوم عيد الميلاد.
ونفذ محاولة الاعتداء النيجيري عمر فاروق عبد المطلب الذي تدرب وتلقى تجهيزاته في اليمن وقد اعتقل ووجهت إليه التهمة في الولايات المتحدة. وتبنى العملية تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الناتج عن انضمام فرعي القاعدة في اليمن والسعودية.
ويندرج هذا القرار اليمني في سياق الهجوم الواسع النطاق الذي تشنه سلطات صنعاء على القاعدة منذ كانون الاول/ديسمبر. وكان الطيران اليمني شن عدة غارات الأربعاء في محافظة مأرب استهدفت خصوصا منزل عايض الشبواني قائد تنظيم القاعدة في المحافظة ومزرعة مجاورة يشتبه بأن عناصر من القاعدة يختبئون فيها، وأوقعت عدداً غير محدد من القتلى بحسب مصادر عسكرية وقبلية.
وكانت السلطات أعلنت مقتل ستة من قادة القاعدة بينهما الشبواني في غارة جوية في 15 كانون الثاني/يناير غير أن تنظيم القاعدة نفى مقتلهم.
من جهة أخرى أعلن جيفرى فليتمان مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى تبني إستراتيجية أمريكية جديدة تسعى إلى التعامل مع المخاوف الأمنية المتعلقة بمكافحة الإرهاب في الأراضي اليمنية، فضلاً عن مجابهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي ساعدت تنظيم القاعدة على الانتشار في اليمن.
وقال في جلسة استماع أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ إنه في ضوء تزايد المخاوف جراء عدم الاستقرار في اليمن والتهديدات المتصاعدة في هذه الدولة فقد قررت إدارة الرئيس أوباما إجراء مراجعة شاملة لسياستها في اليمن.
وأضاف أن هذه المراجعة خلصت إلى أن التهديد الرئيس للمصالح الأمريكية هناك ولاستقرار الحكومة اليمنية هو تواجد متشددين على صلة بتنظيم القاعدة في البلاد.
وأكد أن «الولايات المتحدة تدعم وجود يمن موحد ومستقر وديموقراطي ويتمتع بالرخاء» مشددا على ضرورة أن تتبنى الحكومة اليمنية منهجا شاملا يتعامل مع التحديات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي تواجهها. وأوضح فيلتمان أن الإستراتيجية الأمريكية تقوم على جانبين أولهما تدعيم قدرة الحكومة اليمنية على نشر الأمن والحد من التهديد الذي يشكله المتشددون في أراضيها، وثانيهما الحد من الأزمة الاقتصادية والتعامل مع المشكلات الحكومية وزيادة قدرة الحكومة على تقديم الخدمات وتعزيز الشفافية.
واعتبر أن تنظيم القاعدة والجماعات المتشددة الأخرى تستفيد من الظروف القائمة في اليمن وضعف تواجد الحكومة المركزية في المناطق النائية.